خطة ترامب .. مشروع تهويد شامل بواجهة عربية وهذا ما كشفه السيد القائد

بعد أن تكشفت بوضوح  حقيقية المشاريع الصهيونية – الأمريكية لفرض الأمر الواقع على الأمة الإسلامية، وانهارت فيه مواقف أغلب الأنظمة العربية، برز خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، كصوت مبدئي يعيد ضبط البوصلة في مواجهة التزوير السياسي، ويكشف، بلغة رصينة وحقائق دامغة، عمق المؤامرة وأدواتها ومآلاتها، الخطاب ليس مجرد موقف تضامني مع الشعب الفلسطيني، بل تشريح استراتيجي لمخططات الهيمنة، وتحذير صارخ من سقوط بعض العرب في مستنقع “الوكالة عن المحتل”.

يمانيون / خاص

 

السيد القائد استعرض في خطابه الجذور التاريخية، بالإشارة إلى الدور البريطاني لتمكين الصهاينة من فلسطين، حين قال:بريطانيا قمعت الشعب الفلسطيني واضطهدته حتى وصل اليهود الصهاينة إلى المستوى الذي اطمأنت فيه أنهم سيتمكنون من السيطرة على فلسطين.

في هذا التذكير، يُشير السيد القائد إلى أن ما يجري اليوم ليس سوى استمرار لمخطط استعماري تاريخي، انتقل من بريطانيا إلى أمريكا، في عملية تسليم ناعم لكن خطير، تُستخدم فيه الأنظمة العربية كأدوات تنفيذية.

وسلّط الضوء بحدة على المهمة القذرة التي سعت إدارة ترامب لتكليف الأنظمة العربية بها، والمتمثلة في تجريد الشعب الفلسطيني من السلاح، وتفكيك حركات المقاومة، وعلى رأسها حماس وكتائب القسام، وتحويل العرب إلى أدوات ضغط وخنق للمجاهدين في غزة والضفة.

بل كشف السيد القائد صراحةً أن ترامب لم يُخفِ الهدف، بل كان صريحًا في رغبته أن يقوم العرب بأنفسهم بهذه المهمة، كجزء من ترتيبات “الشرق الأوسط الجديد” الذي يسعى الأمريكي والإسرائيلي فيه إلى جعل إسرائيل هي الوكيل الحصري على المنطقة.

 

ومن أبرز ما ورد في الخطاب هو التحذير من تحول بعض الأنظمة العربية والإسلامية إلى أدوات طيّعة في يد المشروع الصهيوني – الأمريكي، تحت ذرائع الأمن الإقليمي أو مكافحة التطرف، في حين أن الضغط على المقاومة خيانة، وتجريد الفصائل الفلسطينية من سلاحها خيانة، والمشاركة في تنفيذ خطة ترامب هو تجنيد مباشر لخدمة الاحتلال.

وشدد السيد القائد على أن هذه المساعي هي خدمة مجانية للاحتلال وتكريس للهيمنة الصهيو-أمريكية، ولن تكون نتيجتها سوى الخسارة الرهيبة جدًا.

 

أمام الانهيار العربي الرسمي، استعرض السيد القائد نموذجين متقابلين، في لبنان، حيث أثبتت الجماهير وفاءها للمقاومة، في إحياء ذكرى الشهيد السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، ورفعت شعار “إنا على العهد” الذي وصفه القائد بأنه يحمل دلالة كبيرة في وجه الإجرام الإسرائيلي والضغوط الأمريكية – العربية، وفي الغرب،  حيث اتخذت بعض الحكومات والجهات الشعبية مواقف مشرفة تفوق مواقف أغلب الحكومات العربية، موقف الرئيس الكولومبي، الذي دعا لتشكيل جيش لتحرير فلسطين وقطع العلاقات مع “إسرائيل”، وحظر سلوفينيا لدخول نتنياهو، كخطوة ذات دلالة تضامنية عميقة، وعمال الموانئ والنقابات في إيطاليا الذين منعوا تصدير الوقود للعدو، هنا تتجلّى المفارقة الصادمة التي عبّر عنها السيد القائد، عمال الموانئ في إيطاليا أشرف من بعض الزعماء العرب.

وربط السيد القائد بين جبهات الصراع المختلفة، معتبرًا أن ما يجري في غزة هو نفس المشروع الذي يتحرك في جنوب سوريا، تكتيك إسرائيلي ميداني لتثبيت السيطرة، وإقامة الحواجز والمداهمات اليومية، واختراق ثقافي وديني خطير، تجلّى في النفخ بالبوق داخل كنيس في قلب دمشق، للمرة الأولى.

هذا الربط الجغرافي يُؤكد أن المشروع الصهيوني لا يقتصر على فلسطين فقط، بل يستهدف تفكيك واحتلال الأمة من الداخل، رمزيًا وميدانيًا.

وما بين خط المقاومة وخط الخيانة ،  فرّق السيد القائد بوضوح بين نهجين لا ثالث لهما،  خط المقاومة، الذي يقوده المجاهدون في غزة ولبنان، ومتمسك بالحقوق المشروعة والثوابت، ويُفشل محاولات الالتفاف الأمريكي ، وبين خط التطبيع والخيانة، الذي تقوده أنظمة عربية مأزومة، تروج لمبادرات “سلام” خادعة، وتضغط على الفصائل بدل الوقوف معها.

والسؤال الجوهري الذي يطرحه الخطاب على الأمة هو، هل ستتحول الأنظمة العربية إلى أداة ضغط على الشعب الفلسطيني؟ أم ستستيقظ لتقف مع المجاهدين وتكشف زيف الحلول الأمريكية؟

 

وبمنتهى الوضوح، يحذر السيد القائد من أن الهدف النهائي للمخطط الأمريكي – الصهيوني هو مصادرة حرية الأمة، وطمس هويتها الإسلامية، واستعباد شعوبها، واحتلال أوطانها، وإذلالها.

وفي المقابل، يثمّن استمرار العمليات البطولية في غزة رغم الحصار والعدوان، ويعتبر ذلك دليلًا على صلابة محور المقاومة وعمق إيمانه بقضيته العادلة.

 

خطاب الموقف والتاريخ

خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، لم يكن مجرد بيان تضامني، بل خطاب تاريخي يحمل رؤية استراتيجية، وجرأة سياسية، وأمانة أخلاقية.
إنه خطاب يعبّر عن شرف الانتماء إلى قضايا الأمة الكبرى، ويرسم خطوط الصراع الحقيقية، بين من ينتمي إلى محور الاستقلال والكرامة، ومن وقع أسيرًا في شبكة الهيمنة والاستسلام، في زمن المواقف الرمادية، كان هذا الخطاب واضحًا كالشمس، في تحديد العدو، وفي كشف أدواته، وفي تأكيد أن الحرية لا تُستجدى، بل تُنتزع.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com