تشييع مهيب للشهيد الأسير عيسى العفيري بصنعاء

يمانيون |
في موكب جنائزي مهيب غمرته مشاعر الحزن الممزوجة بالعزة والإباء، شيّعت العاصمة صنعاء، اليوم، جثمان الشهيد العقيد عيسى مقبل العفيري، أحد أبطال القوات المسلحة اليمنية، الذي ارتقى مظلومًا بعد أن أقدمت ميليشيات العمالة التابعة لحزب الإصلاح على إعدامه بدم بارد في محافظة تعز، في جريمة بشعة تضاف إلى سجل جرائم مرتزقة العدوان وتفضح سقوطهم الأخلاقي والإنساني.

انطلق موكب التشييع من جامع الشعب بأمانة العاصمة، بحضور رسمي وشعبي واسع، تقدمه عدد من كبار المسؤولين، حيث أُديت على جثمان الشهيد صلاة الجنازة، قبل أن يُوارى الثرى في مسقط رأسه، وسط هتافات غاضبة تندد بجريمة الإعدام الغادرة وتؤكد المضي على درب الشهداء في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي وأدواته.

وشارك في مراسم التشييع كلٌّ من القائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، ونائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام، والقائم بأعمال محافظ تعز أحمد المساوي، ورئيس لجنة شؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى، ومدير دائرة تقييم القوى البشرية العميد الركن عبدالعزيز صلاح، ونائب مدير دائرة التقاعد العسكري العميد أحمد الحسيني، إلى جانب قيادات عسكرية واجتماعية وزملاء الشهيد وأفراد أسرته ومحبيه الذين توافدوا لتوديعه بقلوبٍ ملؤها الفخر والإيمان والثبات.

وخلال مراسم التشييع، أدان المشيعون بأشد العبارات جريمة إعدام الأسير البطل العفيري التي ارتكبتها ميليشيات حزب الإصلاح، مؤكدين أنها جريمة حرب مكتملة الأركان، تعكس مدى انحطاط تلك العصابات وارتباطها المباشر بمشاريع العدوان السعودي الأمريكي. وشدد المشاركون على أن ما جرى لم يكن سوى محاكمة صورية باطلة، خالية من أي مسوغ شرعي أو قانوني، وأنها جريمة تستهدف كسر صمود الأسرى والمجاهدين لكنها ستزيدهم إصرارًا وثباتًا.

وحمل المشيعون قيادة حزب الإصلاح، ومعها النظام السعودي، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الشنيعة، محذرين من انعكاساتها الخطيرة على ملف الأسرى وعلى جهود تبادلهم. كما أكدوا أن دماء الشهيد عيسى العفيري لن تذهب سدى، وأن القصاص العادل من القتلة ومن يقف خلفهم قادم لا محالة، وأن اليمن لن يسكت على جرائم الإعدام والتصفية بحق أسرى جيشه وأبنائه الأحرار.

واختُتمت مراسم التشييع بالدعاء للشهيد الذي بقي صادقًا في انتمائه وثابتًا في مواقفه حتى اللحظة الأخيرة من حياته، رافضًا الخضوع والخيانة رغم الأسر والتهديد. وأكد الحاضرون أن العفيري لم يُعدم إلا لأنه مجاهد صادق حمل راية الكرامة والجهاد، وأن ذكراه ستظل خالدة في وجدان الأحرار، ومنارة للأجيال القادمة التي تقتدي بتضحياته وإخلاصه.

رحل الشهيد عيسى العفيري جسدًا، لكنه ترك إرثًا خالدًا من البطولة والعزة، لتبقى دماؤه شاهدة على إجرام المرتزقة، ودليلًا على أن الأحرار لا يموتون، بل يعيشون في ضمير وطنٍ وفي وجدان شعبٍ لا ينسى من دافعوا عنه في أصعب المراحل.

You might also like