ترحيب فلسطيني وعربي ودولي باتفاق غزة.. ودعوات لضمان تنفيذ الهدنة ومنع غدر العدو

يمانيون |
تدفقت المواقف الفلسطينية والعربية والدولية المرحبة بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي تمّ التوصل إليه بعد 734 يومًا من العدوان الأمريكي–الصهيوني على القطاع المحاصر، والذي خلّف أكثر من 67 ألف شهيد وقرابة 170 ألف جريح، في واحدة من أبشع الحروب الإجرامية في التاريخ المعاصر.

ورغم أجواء الارتياح التي سادت، شددت غالبية المواقف على ضرورة ضمان تنفيذ الاتفاق ومنع العدو الصهيوني من التحايل أو نقض بنوده، في ضوء سجلّه الطويل من الخداع والتنصل من الالتزامات.

فصائل المقاومة: الاتفاق ثمرة صمود أسطوري وتضحيات جسيمة

أكّدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن ما تحقق من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لم يكن منّة من أحد، بل جاء نتيجة صمود الشعب الفلسطيني وبسالة مقاوميه في الميدان.
وقالت في بيانها: “لولا التضحيات العظيمة لم يكن للمقاومة أن تفرض نفسها طرفًا قويًا على طاولة المفاوضات”.

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فوصفت الاتفاق بأنه “خطوة أولى على طريق إنهاء الإبادة وصمود الشعب الفلسطيني الذي كسر آلة الحرب الصهيونية وفرض إرادته على المحتل”.

من جهتها، أوضحت لجان المقاومة في فلسطين أن الاتفاق جاء نتيجة تكاتف الفصائل ورفضها لمعادلة الاستسلام، معتبرة أن “الموقف الموحد للمقاومة أفشل كل مخططات العدو في إخضاع غزة”.

وأكدت حركة الأحرار الفلسطينية أن المعركة السياسية التي خاضها الوفد المفاوض كانت “بطولية لا تقلّ ضراوة عن القتال الميداني”، مشيدة بانتصار المقاومة التي فرضت وقفًا للعدوان وكسرت إرادة المحتل.

ترحيب عربي واسع: دعوات لتثبيت الاتفاق وضمان تدفق المساعدات

في المواقف العربية، أعربت سلطنة عُمان عن ترحيبها بالاتفاق، معتبرة أنه خطوة نحو إنهاء الحرب وضمان الإفراج عن الأسرى وتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فيما شدّدت وزارة خارجيتها على أهمية استمرار الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد حلّ سياسي شامل يحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

بدوره، هنأ مفتي سلطنة عُمان الشيخ أحمد الخليلي أبطال المقاومة في غزة وفلسطين واليمن وبلاد الشام، مؤكداً أن ما تحقق “نصر للحق على الباطل، وانكشاف لجرائم العدو أمام العالم أجمع”.

أما مصر، التي رعت المفاوضات إلى جانب قطر وتركيا، فقد وصفت وزارة خارجيتها الاتفاق بأنه “لحظة فارقة في حرب غزة”، مؤكدة استمرارها في دعم تنفيذ بنود الاتفاق وضمان ثباته.

المواقف الإقليمية: تحذير من غدر العدو ودعوات للرقابة الدولية

أعلنت إيران دعمها الكامل للاتفاق، مؤكدة أنها بذلت جهوداً دبلوماسية مكثفة على مدى عامين لوقف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيانها إن طهران “تؤكد مسؤولية المجتمع الدولي في الحيلولة دون تكرار خروقات الكيان الصهيوني”، داعية إلى اليقظة والحذر من أساليب الغدر الصهيونية.

أما تركيا، فقد عبّر رئيسها رجب طيب أردوغان عن سعادته بأن “الوساطة التركية أسهمت في التوصل إلى وقف إطلاق النار”، مؤكداً ضرورة العمل المشترك لتثبيت الهدنة وتحقيق سلام دائم.

ترحيب أممي ودولي: ضرورة تحويل الاتفاق إلى سلام دائم

رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق، داعيًا إلى “تأمين الإفراج الكريم عن الأسرى، وضمان الدخول الفوري وغير المشروط للمساعدات إلى غزة”.
كما شدّدت منظمة العفو الدولية على أن فرض العقوبات على كيان الاحتلال هو السبيل الوحيد لضمان التزامه، فيما طالبت مقررة الأمم المتحدة فرانسيسكا ألبانيز بتفكيك نظام الاحتلال والفصل العنصري في فلسطين.

من جهتها، اعتبرت الأونروا أن الاتفاق “يمثل مصدر ارتياح كبير” بعد كارثة إنسانية غير مسبوقة، فيما أكّد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن وقف النار تأخر كثيرًا، وأن الأولوية الآن هي إغاثة مئات آلاف الأسر التي تعيش أوضاعًا كارثية.

ورحّب الاتحاد الأوروبي بالاتفاق، ووصفت مسؤولة سياسته الخارجية كايا كالاس الهدنة بأنها “تقدم دبلوماسي مهم وفرصة لإنهاء حرب مدمّرة”، بينما دعت إسبانيا وبلجيكا إلى محاسبة حكومة نتنياهو على جرائمها بحق المدنيين، والإسراع في تنفيذ الاتفاق ورفع الحصار.

وفي المقابل، عبّرت روسيا والصين عن دعمهما للاتفاق، داعيتين إلى تحويله إلى وقف دائم للعدوان، ومواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

موقف لاتيني بارز: كولومبيا تجدد دعوتها لـ”جيش تحرير فلسطين”

وفي موقف لافت من أمريكا اللاتينية، قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إن الوساطات التي قادتها قطر ومصر وجنوب إفريقيا “ساهمت في كبح أطماع واشنطن وتل أبيب”، مؤكداً أن اقتراحه بإنشاء جيش لتحرير فلسطين لا يزال قائمًا، لكن في إطار إعادة الإعمار ودعم الشعب الفلسطيني.

مجازر لم تنتهِ بعد

ورغم إعلان وقف إطلاق النار، فإن المشهد الإنساني في غزة ما يزال كارثيًا، إذ يواصل العدوان الأمريكي–الصهيوني منذ أكتوبر 2023 ارتكاب جرائم الإبادة والتجويع، مخلفًا أكثر من 67 ألف شهيد و170 ألف جريح، فيما لا تزال آلاف الجثامين تحت الركام، في ظل حصار خانق ومنع وصول فرق الإنقاذ والإغاثة.

You might also like