في اليوم العالمي للصحة النفسية.. مطالب بتوسيع التخصصات المجانية ودعم المرضى في اليمن
يمانيون |
أحيت بلادنا اليوم السبت، في العاصمة صنعاء، اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف العاشر من أكتوبر من كل عام، في فعالية رسمية خُصصت لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه قطاع الطب النفسي في اليمن، وضرورة كسر حاجز الصمت والوصمة الاجتماعية تجاه المرضى النفسيين.
وخلال الفعالية، أكد وزير الصحة العامة والبيئة الدكتور علي عبد الكريم شيبان أن الصحة النفسية تمثل ركيزة أساسية من ركائز الصحة العامة، مشيراً إلى أن الاهتمام بهذا الجانب يعدّ استثماراً في الإنسان والمجتمع على حد سواء.
وأوضح الوزير أن القطاع النفسي في اليمن يعاني من نقصٍ حاد في الأطباء والأخصائيين النفسيين، نتيجة ضعف الإقبال على دراسة التخصص بسبب ارتفاع تكاليفه وعدم وجود حوافز مشجعة، معلناً أن الوزارة تدرس إمكانية تخصيص مقاعد مجانية في هذا المجال لتأهيل كوادر جديدة تسهم في سد الفجوة الكبيرة في الخدمات.
وأشار إلى أن الأدوية النفسية تُعدّ من بين الأكثر تكلفة على الدولة، لافتاً إلى أن الوزارة بصدد تفعيل آلية جديدة بالتعاون مع الهيئة العامة للزكاة، تقضي بتحويل جزء من الزكاة عينياً إلى أدوية من الشركات المحلية المنتجة، لتعويض النقص الحاصل بعد انسحاب المنظمات التي كانت تقدم الدعم لهذا القطاع الحيوي.
ولفت الدكتور شيبان إلى أن الخوف من “وصمة العار” الاجتماعية ما يزال أحد أبرز العوائق أمام طلب العلاج النفسي، مؤكداً أن المجتمع بحاجة إلى وعي جديد يربط بين الصحة النفسية والاستقرار الاجتماعي والأسري، محذراً من أن إهمال المرضى النفسيين يكلف المجتمع والمؤسسات الصحية أضعاف ما تكلفه الأمراض العضوية.
وخلال كلمته، أشار الوزير إلى الدور الإنساني لليمن في دعم الشعب الفلسطيني ومساندة غزة، مؤكداً أن القيم الإيمانية والإنسانية التي يحملها اليمنيون تنعكس في تعاملهم مع قضايا العدالة والكرامة الإنسانية أينما كانت.
من جهته، استعرض مدير عام مستشفى الأمل للأمراض النفسية والعصبية الدكتور رياض الشامي أبرز الخدمات التي يقدمها المستشفى، مشيراً إلى أنه يمثل “عمود الصحة النفسية في الجمهورية اليمنية”، ويُعدّ الوجهة الرئيسية للمرضى النفسيين من مختلف المحافظات.
وأوضح أن المستشفى يعتمد برنامجاً علاجياً متكاملاً يبدأ من استقبال الحالات في قسم الطوارئ وتوزيع الحالات المهيجة، مروراً بجلسات علاجية نفسية يومية بإشراف أخصائيين، وصولاً إلى برامج التأهيل النفسي والبدني التي تشمل أنشطة رياضية وترفيهية ومهارية.
وكشف الشامي أن نسبة التشافي في المستشفى تتجاوز 85%، وهو ما يفسر الإقبال الكبير عليه، مشيداً بتميز أقسامه، خصوصاً قسم النساء المتخصص، وقسم علاج الإدمان الفريد من نوعه في اليمن.
وأشار إلى أن المستشفى يطبق إجراءً نادراً يتمثل في المتابعة المستمرة لتناول الدواء عبر كاميرات مراقبة داخلية، لضمان انتظام المرضى في العلاج ومنع الانتكاسة، داعياً المجتمع إلى التعاون في رعاية الحالات بعد خروجها من المستشفى لضمان استمرار التعافي ودمج المرضى في الحياة الطبيعية.
وأكد المشاركون في ختام الفعالية على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بمفهوم الصحة النفسية، وتكامل الجهود الرسمية والمجتمعية لدعم المرضى النفسيين، مؤكدين أن بناء الإنسان السليم نفسيًا هو أساس بناء الوطن القوي والمستقر.