تصعيد عسكري في حضرموت.. صراع النفوذ والمصالح بين الاحتلال الإماراتي والسعودي
يمانيون |
تشهد محافظة حضرموت، الغنية بالنفط، تصعيدًا غير مسبوق في ظل صراع الأقطاب الإقليمية على النفوذ في المنطقة.
هذا التصعيد جاء على خلفية التوترات المتزايدة بين الفصائل المسلحة المدعومة من الاحتلال الإماراتي والسعودي، على من يحق له السيطرة على المحافظة الواقعة جنوب شرقي اليمن، والتي تشكل نقطة استراتيجية في الصراع الإقليمي.
في خطوة تصعيدية، نقلت وسائل إعلام موالية للمرتزقة أن مليشيا الانتقالي، المدعومة إماراتيًا، حركت قوة عسكرية كبيرة تضم 300 مركبة، بما فيها حافلات مدنية ومدرعات عسكرية، من مدينة عدن باتجاه حضرموت، في تحركات شملت أيضًا انتقال ألوية من مواقعها إلى المحافظة.
هذه التحركات تأتي بعد تصريحات مثيرة للجدل من قائد مليشيا “قوات الدعم الأمني”، أبو علي الحضرمي، الذي هدد بالهجوم على “حلف حضرموت”، مؤكدًا أن المحافظة يجب أن تبقى تحت السيطرة الجنوبية، وهو ما أشعل غضب قبائل حضرموت.
وفي ظل التصعيد العسكري، دعا رئيس “حلف قبائل حضرموت”، الشيخ عمرو بن حبريش العليي، إلى اجتماع قبلي عاجل لتدارس الوضع الميداني. يأتي هذا في وقت تشهد فيه المحافظة حراكًا قبليًا واسعًا للمطالبة بالمشاركة في السلطة والثروة، وسط دعوات لتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات المستمرة التي تفرضها قوى الاحتلال.
من جانبها، أدانت لجنة اعتصام المهرة السلمي التهديدات الصريحة من قبل الحضرمي ضد حلف قبائل حضرموت، محملة الاحتلال الإماراتي المسؤولية عن أي تصعيد قد يحدث في المنطقة. اللجنة حذرت من أن إشعال أي صراع في حضرموت لن يقتصر خطره على حدودها فقط، بل سيؤثر على كامل المحافظات الشرقية، وفي مقدمتها محافظة المهرة.
ويشهد الوضع السياسي في حضرموت تحولات متسارعة، حيث يطالب ما يسمى “الانتقالي” علنًا بانفصال جنوب اليمن عن شماله، بينما يطالب حلف قبائل حضرموت بحكم ذاتي. يأتي ذلك في وقت يشهد فيه الحلف تصعيدًا ضد السلطة المحلية التابعة لما يسمى “الرئاسي”، منتقدًا تدهور الوضع الإداري والخدمي في المحافظة، ما دفعه للمطالبة بتوجيه عائدات النفط لتمويل مشاريع حيوية لسكان المحافظة.
مراقبون يرون أن التصعيد العسكري والتحشيد بين الفصائل المدعومة من الاحتلال الإماراتي والسعودي يهدف إلى إثارة الفتن داخل حضرموت، كي تتمكن قوى الاحتلال من السيطرة على ثروات المحافظة الغنية بالنفط، والتحكم بمواقعها الاستراتيجية، بينما يتم إقصاء الدور اليمني في هذا الصراع.