ندوة فكرية في جامعة صنعاء تستحضر ذاكرة الجرائم البريطانية في جنوب الوطن
يمانيون |
نظّمت جامعة صنعاء اليوم ندوة فكرية ضمن سلسلة فعاليات “أكاديميون نحو القدس” سلطت الضوء على جرائم الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن، وذلك تزامنًا مع الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال المجيد في 30 نوفمبر، الذي شهد رحيل آخر جندي بريطاني عن الأراضي اليمنية عام 1967م.
وخلال الندوة أكد رئيس الجامعة الدكتور محمد البخيتي أن جامعة صنعاء مستمرة في أداء دورها الوطني في حفظ الذاكرة التاريخية لليمنيين، وكشف جرائم المحتل وتحصين الوعي العام، خصوصًا في ظل معركة الوعي التي تخوضها المنطقة والأمة اليوم، مشيداً بحضور واسع من الأكاديميين والباحثين الذين أسهموا في مناقشة إرث الاحتلال البريطاني وربط أحداث الماضي بما يعيشه اليمن من تحديات في المناطق المحتلة.
من جهته أوضح مساعد رئيس الجامعة لشؤون المراكز الدكتور زيد الوريث أن ذكرى الاستقلال ليست مجرد حدث تاريخي، بل محطة لتذكير الأجيال بأن التحرر لم يكن هدية من أحد، وإنما ثمرة نضال وتضحيات رجال واجهوا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بإيمانهم وثباتهم، مؤكداً أن اليمن الذي طرد المحتل بالأمس قادر اليوم على مواجهة كل أشكال الهيمنة مهما تغيّرت أدواتها.
وأشار الوريث إلى أن تنظيم الندوة يأتي في إطار دور الجامعة ورسالتها في ربط الماضي بالحاضر، واستلهام الدروس لبناء وعي وطني راسخ، معتبرًا أن استعادة التاريخ ضرورة للحفاظ على الهوية اليمنية في ظل محاولات الطمس التي مورست على مدى 128 عامًا من الاحتلال والاستغلال.
وتضمنت الندوة، التي أدارها الدكتور عبد الحكيم الهجري بحضور عمداء الكليات ومدراء المراكز العلمية وأعضاء هيئة التدريس، أربع أوراق علمية.
قدّم الدكتور محمود الشعبي الورقة الأولى مستعرضًا الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن وما رافقه من استغلال ممنهج ومحاولات لطمس الهوية اليمنية.
وتناولت الدكتورة أمة الغفور الأمير في الورقة الثانية نماذج من الإجراءات القمعية التي شهدتها عدن خلال سنوات الاحتلال.
أما الورقة الثالثة للدكتورة أمة الملك الثور فركزت على الواقع الثقافي في ظل الحكم البريطاني، بينما استعرض الدكتور محمد الصافي في الورقة الرابعة صور الجهاد والنضال ضد المحتل من خلال نموذج المجاهد خليفة عبدالله خليفة.
وفي ختام الندوة دعا المشاركون إلى ضرورة الاستفادة من دروس التاريخ في مواجهة ما يتعرض له الوطن اليوم في المحافظات المحتلة، والتكاتف لمواجهة التحديات التي تهدد الوحدة الوطنية، واستلهام روح الصمود والجهاد التي صنعت الاستقلال، مؤكدين أن ذكرى جلاء المستعمر تظل درسًا متجددًا في قيمة الحرية، وأن الحفاظ عليها يتطلب وعيًا وتضحية وعملًا مستمرًا.