Herelllllan
herelllllan2

شعب المنتصرين وحلف المهزومين .. بقلم/ 26 سبتمبر

يمانيون | كتابات

تحالف العدوان ما كان له أن يشن حربه الإجرامية على اليمن وشعبه المسالم الحضاري العريق إلا بعد أن تأكد وأيقن أن مخططاته التآمرية التي يعمل عليها منذ عقود وتلك التي اتخذت مسارات مكثفة من السيطرة على الأطراف السياسية ونخبها- ولا فرق هنا بين السلطة والمعارضة, فالجميع في سنوات العقد الأول للقرن الحادي والعشرين تحولت إلى دمى يحركها كيفما شاء في إطار مخططات مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي اتخذ سيناريو جديد بعد ثورات ما يسمى بالربيع العربي..
وهذا يعني أن حسابات تحالف العدوان السعودي الإماراتي البريطاني الأمريكي الصهيوني وفقاً لمعطياته نؤكد أن تحقيق أهدافه الرئيسية من شنه لا تحتاج إلا إلى أسابيع وإن طالت أشهر وما تبقى سيتركها لأدواته وعملائه في الداخل والذين كانوا في صلب أجندة ما يراد لليمن من صراع واحتراب داخلي لا ينتهي ليس فقط في مواجهة القوى الوطنية الثورية التحررية التي حملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن اليمن وسيادته ووحدته واستقلاله وحرية وكرامة أبنائه, بل وبين عملائه ومرتزقته وهذا ما كان واضحاً لدى شعبنا اليمني وطليعته السياسية الوطنية منذ البداية ولطالما حذرت القوى التي ارتضت لنفسها أن تكون مطية لهذا التحالف العدواني الإجرامي الحاقد والخبيث..
لهذا استطاع اليمنيون المدافعون عن وطنهم أن يفشلوا مخططات العدوان ويهزموها في الأيام الأولى بامتصاصهم لتلك الهجمة البربرية ليلة الـ26 من مارس 2015م والتي كانت ترجمة لإعلان عادل الجبير سفير مملكة بني سعود من أمريكا آنذاك وزير خارجيتها فيما بعد, وأخيراً وبعد أربع سنوات لهذا العدوان أصبح وزير دولة لشؤون الخارجية بإدارة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.. ما يهمنا هنا الرسالة التي أراد تحالف العدوان بإعلان قراره من واشنطن وهي أن من يقودها ويوجهها الولايات المتحدة ويشارك فيها حلفاؤها وعلى رأسهم بريطانيا وكيان العدو الصهيوني.. اما نظام بني سعود وأولاد زايد فما هم ومن حالفهم إلا أدوات كما كانوا في حروب أمريكا ومشاريع مصالحها المدمرة في المنطقة..
ما نخلص إليه من كل ما سبق هو أن الشعب اليمني وقواه الوطنية وفي الصدارة أبطال الجيش واللجان الشعبية الميامين قد انتصروا في الثلاثة الأشهر الأولى ليصبح العدوان ومخططاته يدور في دوامة عاصفة حربهم التي تحولت بمرور الأيام والشهور والسنين إلى واحدة من أقذر الحروب التي عرفها التاريخ وأكثرها بشاعة ضد شعب شبه أعزل استطاع بإيمانه وإرادته وعدالة قضيته أن يسطر أعظم الملاحم في نزال غير متكافئ بالمطلق بين قوى الشر التي يجتمع فيها المال النفطي وأسلحة النظام الأقوى الأكثر فتكاً وتدميراً, ومع ذلك هاهو العام الرابع على هذا العدوان ينقضي وعام خامس يبدأ والشعب اليمني الصابر المجاهد ينتصر ليس فقط في ميادين المواجهة العسكرية, بل وفي ساحات السياسة والإعلام وعلى الجبهة الاقتصادية التي لم يترك العدوان وسيلة إلا واستخدمها.. من الحصار الجائر إلى نقل البنك المركزي إلى منع وصول الغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة الضرورية إلى استخدام الأمم المتحدة لأبشع كارثة إنسانية كما تقول منظماتها عرفها التاريخ لابتزاز دول التحالف السعودي الإماراتي والاستحواذ على ما تجمعه مقدمة أقل القليل منه وحتى هذا يتحول في كثير من الأوقات إلى أغذية وأدوية فاسدة..
لقد قلب الشعب اليمني بصموده وتصديه الأسطوري أمام تكالب عدواني كوني مفاهيم نظريات الحرب رأساً على عقب وغير المعادلات التكتيكية والاستراتيجية مقدماً لكل الشعوب المظلومة والمضطهدة والمستضعفة دروساً جديدة في كيفية تحويل ضعفها إلى قوة متى ما توفرت لها قوة الإيمان وإرادة الحق والقيادة الحكيمة والشجاعة ووحدة القرار.. قيادة مؤمنة بنصر الله وبشعبها المسالم الذي لا يقبل على نفسه أن يعتدي على الآخرين ولا يخضع لأية قوة مهما كان جبروتها عبر التاريخ وجعل من أرض اليمن في كل العصور مقبرة للغزاة الطامعين وهاهو اليوم يجسد هذه الحقيقة مذهلاً بصموده وانتصاراته العالم أجمع..
لقد انتصر الشعب اليمني طوال أربع سنوات على تحالف المعتدين عليه من جبهات القتال وعلى الصعيد الأخلاقي والقيمي وسوف يدون انتصاره في أسفار التاريخ باعتباره انتصاراً للبشرية كلها..
عام خامس من هذه الحرب المستمرة الظالمة على شعبنا ووطننا والتي شاركت فيها وتواطأت دول وإمبراطوريات ولم تنل من إرادة وعزيمة هذا الشعب الكريم والعزيز والعظيم رغم التضحيات وقوافل الشهداء الذين يفتدون وطنهم بأرواحهم ودمائهم يصنعون تاريخاً جديداً لليمن يضاف إلى انتصارات أولي القوة والبأس الشديد ويصنعون حاضراً لوطن موحد ومستقبل كامل السيادة يؤسس لمستقبل تنعم فيه الأجيال القادمة بالعزة والكرامة والحرية والسلام.. أجيال فخورة بأنها تنتمي إلى مهد الحضارات وشعب الانتصارات العظيمة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com