الشهيد القائد.. وشعار كشف زيف الأعداء ومكائدهم في زمن الحيرة والخنوع
يمانيون../
قبل أكثر من سبعة عشر عاماً تبنى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي إطلاق شعار الصرخة في وجه المستكبرين وأئمة الكفر والطغيان في هذا العالم المتمثل بـ”أمريكا وإسرائيل”.. شعار أطلقه الشهيد القائد في قاعة مدرسة الإمام الهادي في مران بصعدة بتاريخ 17/ 1/ 2002م لمواجهة مشروع الهيمنة الصهيوأمريكية على المنطقة وشعوبها، حيث وجه أصابع الإتهام لكل ما يحصل في المنطقة العربية والإسلامية بشكل خاص ودول العالم بشكل عام نحو أمريكا وإسرائيل، لهيمنتهما على الإقتصاد وسيطرتهما على الإعلام العالمي.
واليوم عندما نبحث عن أسباب أية أزمة إقتصادية أو خلاف سياسي أو حرب أهلية في أية دولة من دول العالم، سنجد أن وراءها أيادي أمريكية وإسرائيلية، وبصمتها واضحة للعيان في صناعة وحياكة هذه الأزمات والمؤامرات. أزمات وحروب احترفتا في صناعتها وإثارتها وكيفية الإستفادة منها وتشغيل أسواقها ونهب ثروات دول ما تسمى “العالم الثالث” عن طريق عملائها ووكلائها في المنطقة.
وجميعنا نتذكر أحداث 11 سبتمبر 2001م حيث كان يوماً تاريخياً في تحول السياسة الأمريكية تجاه الإسلام والمسلمين إلى عدائية وعدوانية بشكل واضح لا تخفى على أحد منا، برجي التجارة العالمي في نيويورك صنعت منه أمريكا وإسرائيل بعد تدميره شماعة لإضطهاد المسلمين وإحتلال البلدان الإسلامية بحجة مكافحة الإرهاب الذي هو صنيعتهم.
وهذا ما أكده بعض المحللون السياسيون الذين تعاطوا مع تقارير التحقيقات الفيدرالية الأمريكية باكتشافهم أن من يقف وراء الهجوم على برجي التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001م هو جهاز الموساد الصهيوني ووكالة المخابرات الأمريكية والتي تعرف إختصاراً بـ” سي آي أي”؛ بهدف تحريك الاقتصاد الأمريكي الذي يوشك على الإنهيار.
وأمام سذاجة وجهل من أظهروا فرحتهم ونشوتهم بهذا الحدث الرهيب، حذر الشهيد القائد حسين الحوثي المسلمين من الإحتفال بالإنتصار الوهمي الذي حققه تنظيم القاعدة في استهداف برجي التجارة العالمي في أمريكا.. وقال: إن هذه البداية لمرحلة جديدة من الاضطهاد والاحتلال.. ولم يطلق صرختَه ضد المستكبرين إلا بناءً على معطياتٍ واستدلالات قرأها بتأنٍّ، كان أبرزُ استدلالاته ظهورَ تنظيم القاعدة تحت رعاية الاستخبارات أمريكية واللوبي الإسرائيلي.. وكيف استطاع هذا التنظيمُ اختراق أجواء أكبر دولة في العالم تصف نفسَها بقُدرتها على الحماية الذاتية، وأنها مسيطرة على البنك المعلوماتي الذي يعتمد عليه العالَمُ في التواصل كشبكة الإنترنت.
وسعى الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي إلى إيصال تحذيره لجميع المسلمين في العالم وكشف ما تريده قوى الإستكبار من العالم العربي والإسلامي.. حيث أشار في إحدى محاضراته إلى أن أمريكا وإسرائيل جعلت من شعوب العالم الثالث، خصوصاً شعوب الدول العربية والإسلامية، شعوباً مستهلكة للمنتجات الأجنبية، وبذات المنتجات الأمريكية؛ بدليل القمح والدقيق الأمريكي الذي يسيطر على السوق العربية والإسلامية.
سخر أيضاً الشهيد القائد حياته لوطنه وأمته في سبيل كشف خطر المشروع الأمريكي الصهيوني رغم علمه بأنه سيدفع حياته ثمناً لذلك.. حيث تنبهت الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية إلى خطورة الفكر الذي يحمله الشهـيد القائد المتمثل في “المسيرة القرآنية”، وسعت بكل وسائلها الاستخباراتية واللوجستية إلى إجهاضِ مشروعه التنويري والنهضوي والجهادي.
وتنفيذاً للأوامر الأمريكية والإسرائيلية، شن النظام آنذاك حرباً ضروساً للتخلص من فكر السيد حسين بدر الدين الحوثي!!.
وفعلاً اتهم بالإرهاب، وقامت القوى الظلامية والاستكبارية باستهدافه وقتله.. وباستشهاد الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي كانت البداية للمرحلة الثانية من المسيرة القرآنية التي استمرت في نهجه وظهوره للناس.
وبعد أكثر من سبعة عشر عاماً منذ إطلاق الشهِـيد القائد، المسيرة القرآنية المنبثقة من القرآن الكريم تخرج منها الكثير من المجاهدين والمثقفين والسياسيين، اكتشف الجميع صدق ما كان يحذر منه الشهيد القائد، واكتشفوا أيضاً أنه قدم نفسه وأهله قرباناً لتعيش أمته عزيزة كريمة حرة أبية.. وهو ما يسعى إلى تحقيقه أيضاً السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي على ذات النهج، الذي أخذ يتوسع تدريجياً حتى لقي ترحيباً حاراً في كل مكان ومنطقة وقرية باليمن.
واليوم انتشر الشعار إنتشار النار في الهشيم وتحقق ما كان يدعو إليه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي ويؤكد عليه، وأصبح الشعار يدوي في كل أرجاء اليمن، وأصبح ظاهراً معروفاً مشهوراً على مستوى العالم كله، وعلت رايته في كل مكان، وفعلاً حصل أن صرخ به أناس في مناطق عدة كما قال الشهيد القائد ذات يوم.