Herelllllan
herelllllan2

عاصفةُ الهزيمة

عاصفةُ الهزيمة

يمانيون../

لم تستطع جميع البيانات المشتركة بين أطراف تحالف العدوان على اليمن أن تخفي حجم الخلاف القائم بين هذه الأطراف على تقاسم النفوذ في الجزء الجنوبي من الجمهورية اليمنية، وهذا ما بدا طافياً على السطح من الاتهامات المتبادلة للمجلس الانتقالي الجنوبي وما يطلق عليه «الحكومة الشرعية» حسب مصطلحات تحالف العدوان.

لو أن الأمر توقف عند الاتهامات المتبادلة لكان محتملاً في أجواء عدم الاستقرار الذي خلّفه العدوان السعودي بين مكونات الشعب اليمني، ولكن الأمر تطور إلى الصراع المسلح ومحاولة كل طرف إلغاء الطرف الآخر ومحوه عن خريطة النفوذ وحتى الوجود.

ما أثبته النزاع المسلح في مدينة عدن وجوارها وسرعة سيطرة ما يعرف بقوات «الحزام الأمني أو قوات المجلس الانتقالي» على المدينة وطرد قوات العميل السعودي عبدربه منصور هادي من المدينة وعجز هذه القوات ومرتزقة العدوان السعودي وحتى ميليشيات بني سعود عن الصمود يدل بما لا يدع مجالاً للشك على الكذبة الكبرى التي شنت على أساسها الحرب المدمرة على اليمن على مدار السنوات الخمس الماضية وهي كذبة «إعادة الشرعية» فأين هذه الشرعية؟

إن شرعية العميل منصور هادي الذي جيء به قبل عدوان التحالف السعودي لإتمام فترة رئاسة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ومدتها سنتان، انقضت منذ سنوات عدة فمن أعطاه هذه الشرعية في الاستمرار واجهةً للعدوان وقتل الشعب اليمني سوى دول العدوان ذاتها وداعميها الأمريكان وبعض الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا التي لها ثأر مع الشعب اليمني لهزيمتها في اليمن في العشرينيات من القرن الماضي وعدم مقدرتها على الصمود أمام شجاعة وبسالة الشعب اليمني.

إن ذريعة «الشرعية» لم تعد تخفى على أحد، والحقيقة أن المخطط الذي تمّ على أساسه العدوان على اليمن ليس بسبب إعادة منصور هادي بل كان هدفه تقسيم اليمن إلى قسمين كل واحد منهما يتبع طرفاً من أطراف العدوان التابعة في النهاية للمشغل الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية.. فما الذي حدث؟

أولاً: تحولت «عاصفة الحزم» التي شنّ تحت شعارها العدوان إلى عاصفة من الهزيمة لتحالف العدوان.

ثانياً: لم يستطع تحالف العدوان على مدار السنوات الخمس الماضية برغم الكم الهائل من أطنان القنابل والقذائف وآلاف المجازر والمذابح تحقيق شيء سوى السيطرة الشكلية على بعض مدن جنوب اليمن التي سهلت له السيطرة عليها عناصر تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش» الإرهابيين لانتشارهما الكثيف فيها.

ثالثاً: يأس تحالف العدوان من نجاح مخططه وإدراكه استحالة السيطرة الكاملة على اليمن فسارعت أطرافه إلى الاستحواذ على ما سيطروا عليه، كل لنفسه، وهذا ما يفسر نشوب الحرب في الجنوب بين المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من طرف من أطراف العدوان ومرتزقة منصور هادي المدعوم من طرف آخر، وهذه الأسباب دفعت المشغّل الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية إلى اليأس من عملائها لعدم قدرتهم على تحقيق ما خططت له فاتجهت إلى الطرف الأقوى في اليمن وهو «الجيش الوطني واللجان الشعبية» للتفاوض معهم وإنهاء الحرب الخاسرة في اليمن لعلها تستطيع تحقيق شيء في التفاوض عجزت عن تحقيقه في الحرب.

فهل ستنجح في ذلك أم تنتظرها هزيمة أخرى؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة..

(هيثم صالح – كاتب من سوريا)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com