Herelllllan
herelllllan2

ذكرى المولد النبوي : هدير الإرادة والتغيير

عبدالحميد الغرباني
لا يمكن أن يكون عابرا احتشاد اليمنيين الملاييني في ذكرى المولد النبوي الشريف ونحن بعد مُضي أسبوع على الحضور غير المسبوق على الإطلاق نُكرس هذه السطور لتناول أبعاده ودلالاته على المستوى الخارجي والداخلي:

أولا: شكّلت الذكرى السنوية للمولد النبوي المُبارك محطة فارقة، لناحية تظهير الإرادة الشعبية اليمنية وفي أي الخنادق تقف وماذا يهمها ويشغلها وفي ما سبق ولا ريب إهانة لِدُعاة الانحياز لإرادة الشعوب وخياراتها، ناهيك عن كونه يتركهم في حالة من الانكشاف الدائم ويشكل نموذجًا ضاغطا لبعثرة السياسات الأمريكية المتلطية بشعارات حق تقرير المصير والتغيير و …. الخ

وهكذا فالثاني عشر من ربيع الأول هو يوم هدير يمني فريد أظهر مدى التراص الشعبي في ركاب السيد القائد العلم وحجم الاستجابة الشعبية لدعواته وأكد أن الشعب عند مستوى ثقة القائد وأن الأصالة سمته ولازمته وأن سنين تغريب اليمن عن أعلام الهدى وقادة الجهاد قد طُويت وانتهت ولم يعد بالإمكان عكس عقارب الساعة للوراء ..

ثانيا: يؤرخ الثاني عشر من ربيع الأول لاستفتاء شعبي واسع صدر سُلم أولوياته من جديد التصدّي الفعّال للعدوان وأكد أنه عماد معادلات الميدان بالنسبة للجيش واللجان الشعبية وهو في ذروة اتقاده وغليانه.

ثالثا: الحضور الملاييني بعنفوانه بث قوى العدوان وبشكل مُسبق صورا عامة عن المرحلة المُقبلة وبما يتيح ليس فقط كتابة استشراف عنها، بل التوصل لاستنتاجات غاية في الدقة و يكفي أن نختار من ذلك أن الإحياء اليمني للذكرى المُقدسة_في السنة السابعة بعد العدوان _مثّل هديرا مدويا بمقولة السيد القائد “نفَسُنا طويل” هذا اليمن وهذا شعب الإيمان يُثبت استراتيجية النفس الطويل ويعلن وعلى هامش إحيائه الذكرى، درجة الاستعداد لمواصلة المعركة والصبر حيال التحديات والصعاب والتعقيدات المُعمرة في حياة اليمنيين والمتفاقمة بفعل سبع سنوات من عدوان شامل وضع لُقمة العيش في صدارة قائمة الاستهداف.

رابعا: إثبات خطأ استراتيجية إطالة أمد العدوان وتعميق معاناة سائر اليمنيين ورفع مستوياتها عبثية المراهنة على عامل الوقت وانتظار التوصل إلى نتائج تعصف بجبهة اليمن الداخلية_ تحت حمم ذلك _تُجهز على كل التضحيات المُقدمة في سبيل الله والحرية والاستقلال والكرامة، وهذه سياسة عدوانية لم تعرف الشعب اليمني ولم تستوعب بعد أنه يأبى الضيم على امتداد تاريخه، وهذا هو حاضرا وكلما أشتدت وطأة التجويع وتكالبت خطط التركيع لا ينفك يُعبر أن لا خوف على لُقمة العيش وأن حصار الخبز لا يركع الإنسان.

خامسا: بعد سبع سنوات من تخليق حلف العدوان العريض لمختلف نزعات التفتيت والتقسيم والتفكيك، كشف حضور ربيع الرسالة أن الشعب اليمني جبهة متلاحمة تواجه مخططات التشظي والأقلمة وما يعنيه ذلك لقوة البلاد وقدرتها على الحفاظ على وحدتها وتحقيق سيادتها وبناء الدولة المنشودة..

سادسا: زخم إحياء ذكرى المولد النبوي على ما باليمن من خصاصة يحرك في نفوس أبناء الأمة الكامن من المشاعر تجاه المسؤوليات التي يلزمنا بها انتماؤنا للإسلام ويرشد الجميع لخارطة طريق تغيير الواقع الراهن بدءًا بتصعيد حركة التحرر في وجه مسارات الولاء لليهود واليمن في هذا السياق ومن تحت أنقاض عدوان عالمي يقدم لشعوب الأمة نموذج فاعليتها في تغيير المعادلات

وكتابتها من جديد على الرغم من التحديات الكبيرة والعديدة التي يواجهها إلا أنه بصموده وصبره ومواصلته معركة التحرر والإستقلال يتحول لقطب أساسي في المنطقة وفي ذلك ما يذكر كل أبناء الأمة أن للأمة ذخيرتها اللازمة على طريق الصراع الحضاري مع عدوها التاريخي وأنه لا يعوزها مطلقا ما تنتقل به ومعه من الركود إلى الحركة ومن مرابض التبعية إلى سُفن النجاة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com