عاجل : الولايات المتحدة في واجهة العدوان على غزة .. وهذا ما كشفه السيد القائد (تفاصيل)
قدّم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الموجه للأمة ، قراءة سياسية معمّقة حول تطورات العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة، كاشفاً الأبعاد الحقيقية لهذا العدوان الوحشي الهمجي ومسلطاً الضوء على الدور المحوري للولايات المتحدة الأمريكية فيه ، في بيان استراتيجي يحدد طبيعة المعركة، ويُعيد تصنيف الأعداء في وجدان الأمة الإسلامية، معتمداً على الحقائق القرآنية الدامغة .
يمانيون / تحليل / خاص
أمريكا كعدو استراتيجي لا كمجرد داعم
أبرز ما جاء في الخطاب هو التأكيد المتكرر على أن العدوان على غزة ليس مجرد عدوان “إسرائيلي” بحت، بل “أمريكي بالدرجة الأولى”، وأن “العدو الإسرائيلي يؤدي فقط الدور التنفيذي” ، هذا التحليل يشير إلى انتقال في الخطاب من نقد الدعم الأمريكي إلى اعتبار أمريكا هي المحرك الرئيسي للعدوان، وهو ما يُشكّل تحولاً واضحاً في توصيف حرب الإبادة الممنهجة ضد أبناء غزة .
ولم يكتفِ السيد القائد بالإشارة إلى الدعم العسكري والمعلوماتي الأمريكي، بل تحدث عن “التبني الكامل” لكل ما يفعله العدو الإسرائيلي، معتبراً أن كلاً من أمريكا وإسرائيل يتحركان ضمن “إيمان مشترك بالمخطط الصهيوني”، وهذا التصور يرسّخ فكرة العدو الموحد بين واشنطن وتل أبيب، لا مجرد علاقة تحالف.
البعد العقائدي في توصيف السلوك الأمريكي
الخطاب يحمل في طياته بعداً عقائدياً قوياً، فالسيد القائد حفظه الله لا يراها فقط حرب مصالح أو هيمنة سياسية، بل جزءاً من أدبيات صهيونية عدوانية تتبناها أمريكا كما إسرائيل ، وبهذا ينتقل تحليل الواقع السياسي إلى ما يمكن تسميته بالتفسير العقائدي لهذا الإجرام والعدوان الهمجي، مع الدعوة إلى قراءة الموقف الأمريكي “من منظور قرآني”، يربط بين النص الديني والسلوك الواقعي ، ويضيف السيد القائد أن “التوجه الأمريكي عدواني على مستوى استراتيجي” وليس ظرفياً أو مرحلياً، محذراً من النظرة الساذجة أو “المخدوعة” التي تروّج لإمكانية تعديل الموقف الأمريكي أو الرهان عليه، معتبراً ذلك “غباءً رهيباً”، بل من “أسوأ أشكال الغباء”.
الإعلام العربي والتواطؤ السياسي
لم يخلُ الخطاب من انتقاد مباشر للنظم الرسمية والإعلام العربي، الذي يصوّر أمريكا بشكل “مختلف” و”مخادع”، ويراهن على تغيير محتمل في موقفها، هذا الطرح يمثل إدانة مزدوجة ، أولاً للأنظمة التي اختارت الولاء أو الحياد السلبي، وثانياً للنخب الإعلامية والسياسية التي تُسهم في تزييف وعي الأمة، وتُضللها عن طبيعة المعركة الحقيقية.
وفي هذا السياق، يشير السيد القائد يحفظه الله إلى أن الولاء للأمريكي يؤدي إلى “اختلال في التوجهات والأخلاق والقيم”، ويؤثر سلباً على مبادئ الدين الإسلامي، في تلميح إلى أن هذا التحالف ليس فقط انحرافاً سياسياً، بل انحراف ديني وأخلاقي خطير.
دعوة للموقف الواضح والحاسم
يوجه السيد القائد دعوة صريحة إلى “إعادة تصنيف العدو”، في ظل ما وصفه بـ”التباس خطير” و”تيه سياسي” في مواقف كثير من الدول العربية والإسلامية، وهو تحذير من عواقب هذا التيه، الذي وصفه بـ”المهلك”، كونه يفرغ الصراع من مضمونه الحقيقي ويُضعف من قدرة الأمة على المواجهة.
في هذا الإطار، تأتي دعوته إلى اتخاذ “موقف نابع من البصيرة والوعي”، مستنداً إلى القرآن الكريم، مؤكداً أن المعركة مع أمريكا وإسرائيل ليست فقط معركة سياسية، بل “صراع وجودي” على هوية الأمة واستقلالها ومقدساتها.
خاتمة
الخطاب يمثل تصعيداً واضحاً في اللهجة والمواقف، مع تحميل أمريكا المسؤولية الأولى عن العدوان ، كما أنه تشخيص أيديولوجي للصراع مع العدو ليس سياسيًا فقط، بل أيديولوجي عقائدي، تدور رحاه بين الأمة والمشروع الصهيوني الأمريكي ، كما أنه إعلان صريح يرفض المراهنة على واشنطن ، والتحذير من الاتكاء على أمريكا هو دعوة لفكّ الارتباط السياسي والثقافي معها، باعتبارها رأس العدوان ، كما حمل الخطاب رسالة لوم مباشرة للنخب العربية التي تُطبّع أو تُبرّر أو تروّج للانخداع بأمريكا ، وأخيراً فإن الخطاب ينتهي برسالة تعبئة شاملة للجمهور العربي والإسلامي، لفرز المواقف والانحياز إلى خيار المواجهة لا الاستسلام.
خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله لا يُقرأ فقط في سياقه المحلي أو حتى الإقليمي، بل في إطار المواجهة الأوسع بين مشاريع الهيمنة الغربية ومشاريع التحرر في المنطقة، وفي ظل استمرار العدوان الصهيوأمريكي على غزة، وتفاقم الانحياز الغربي للعدو الصهيوني، فإن هذه الرسالة تشكل مرجعية فكرية وسياسية لمن اختاروا طريق المواجهة وليس المساومة.