Herelllllan
herelllllan2

هندسة الإبادة .. مشروع صهيوني أمريكي والسيد القائد يكشف تفاصيله ويدعوا الأمة إلى هذا الأمر

في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، أتى خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله  ليعبر عن موقف صريح وثابت في الدفاع عن المظلومين، ورفض الصمت العربي والدولي تجاه المجازر والانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. الخطاب تميز بلغة واضحة، مكثفة بالدلالات السياسية والإنسانية، عاكسة لحجم الفجوة الأخلاقية لدى المجتمع الدولي، ومظهرةً للثبات في الموقف المساند لغزة.

يمانيون / تحليل / خاص

 

السياق الإنساني للخطاب

أبرز السيد القائد حفظه الله ، من خلال تسلسل الحقائق والأرقام، صورة دامغة لحجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في غزة،  فحديثه عن “هندسة الجوع ومصائد الإبادة” ليس مجرد توصيف عاطفي، بل هو توصيف دقيق لسياسة التجويع والترويع المنهجي الذي تمارسه آلة الحرب الصهيونية بدعم أمريكي مباشر،  والأرقام التي أوردها تتعدى 200 ألف شهيد وجريح ومفقود خلال 643 يوماً ، تضع العالم أمام مشهد إبادة جماعية موصوفة.

وهنا دلالة إنسانية حيث يضع السيد القائد معياراً أخلاقياً واضحاً لقياس إنسانية الشعوب والحكومات ، هل لا زالت تملك القدرة على التأثر، أم أن الضمير العالمي قد مات؟ ، كما يربط بين فقدان الحس الإنساني وتلاشي القيم الفطرية التي جبل عليها الإنسان، مما يجعل من الصمت مشاركة ضمنية في الجريمة.

 

البعد السياسي والاستراتيجي

تهاوي منظومة القانون الدولي ، حيث يشير السيد القائد إلى تجاهل الكيان الصهيوني  ومعه الأمريكي لكل ما يسمى قوانين دولية ومواثيق أممية، بل ويحمّل الأمم المتحدة مسؤولية تاريخية في منح هذا الكيان شرعية وجوده، دون مساءلته على انتهاكاته المستمرة.

انتقاد واضح وراسخ للتوجهات السياسية لبعض الأنظمة العربية نحو التطبيع، مع وصف هذا المسار بـ”العقيم” الذي أثبت فشله الذريع، لا سيما بعد أن أكد العدو الإسرائيلي نفسه عدم رغبته أو استعداده لقبول دولة فلسطينية، لا في الضفة ولا في غزة.

يحذر السيد القائد من التقبل التدريجي لحالة استباحة المسجد الأقصى وتهويد المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة في القدس، معتبراً أن الاعتياد على هذه الانتهاكات يُعدّ أخطر أشكال التطبيع النفسي مع الاحتلال.

 

التفكيك الميداني للمخطط الصهيوني

يركز الخطاب على البنية الاستراتيجية لمخططات الاحتلال، من خلال تقطيع أوصال غزة بما فيها محاور فصل شرق خان يونس عن غربها ، وتدمير البنية التحتية عمداً من خلال استهداف المباني والآبار ومصادر المياه ، وفرض الحصار المائي والوقودي كوسيلة إبادة بطيئة ، وكذلك توسيع الاستيطان في الضفة وتقطيعها لتحويل المدن إلى جزر معزولة، وتهجير سكان المخيمات ، وهو ما يُظهر حجم التخطيط والنية المسبقة في عملية الإبادة والتغيير الديموغرافي.

 

الخطاب كأداة تعبئة ووعي

السيد القائد لا يكتفي بوصف الواقع، بل يسعى إلى تعبئة الأمة الإسلامية، بضرورة عدم الوقوف موقف المتفرج،  دعوته هذه تكتسب أهمية خاصة في ظل تراجع التضامن الشعبي والرسمي ، موجهاً رسائل ضمنية تؤكد أن لا حياد في القضايا الإنسانية الكبرى، وخصوصاً إذا كانت تتعلق بالأمة ومقدساتها ، وأن من يتغافل عن هذه الجرائم، يفقد جزءاً من إنسانيته وفطرته السليمة ، وأن المعركة ليست فقط عسكرية، بل أيضاً أخلاقية وقيمية.

 

خاتمة ..موقف تاريخي ثابت

خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله  يشكل وثيقة لموقف تاريخي يعبرعن التزام مبدئي مع قضايا الأمة، وخاصة القضية الفلسطينية،  إن تحميل المسؤولية للعدو الأمريكي والإسرائيلي معاً، وربط ذلك بالتخاذل العربي والدولي، يضع الجميع أمام اختبار أخلاقي لا يمكن التهرب منه ، مؤكداً بإصرار عظيم على أن غزة ليست وحدها، وأن من يتخلى عنها أو يصمت يتخلى عن قيمه، دينه، وأصالته.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com