معلومات تكشف خطورة ما تتعرض له الضفة الغربية بالأرقام .. ولهذا السبب اغتال العدو الإسرائيلي أنس الشريف ورفاقه (تفاصيل)
جاءت كلمة السيد القائد في سياق تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، متناولةً أبعاداً مختلفة لهذا العدوان، بدءاً من الاستهداف المباشر للإعلاميين، مروراً بجرائم التهجير والقتل الجماعي، وصولاً إلى المعركة الشاملة التي يخوضها العدو الصهيوني ضد هوية الأمة، ومقدساتها، ووعيها الجمعي. الكلمة تميزت بشموليتها وقوتها في تسمية الأمور بمسمياتها، وبتقديمها رؤية تحليلية واضحة لطبيعة الصراع.
يمانيون / خاص
أبرز ما استهل به السيد القائد كلمته هو التنديد بالمجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق 6 إعلاميين داخل خيمتهم، واصفاً إياها بأنها مجزرة متعمدة واستهداف مقصود، هذا الطرح يوضح أن العدو لا يكتفي بارتكاب الجرائم، بل يسعى لقتل الحقيقة نفسها عبر استهداف من ينقلها، إنها محاولة منظمة لإخفاء الصوت والصورة التي تفضح جرائمه أمام العالم.
في ضوء تصاعد التأثير الإعلامي المقاوم، يُدرك العدو أن الكاميرا قد تكون أكثر فتكاً من البندقية، ولهذا يضع الإعلاميين في صدارة أهدافه، فالسيطرة على الرواية تعني السيطرة على الوعي الدولي.
يشير السيد القائد إلى أن العدو الإسرائيلي بلغ مستويات من الإجرام لم تسبقها أمة في التاريخ، سواء من حيث الكمّ أو النوع أو الوسائل، ووصف العدو بأنه متفنن في ابتكار أساليب الإجرام ، الخطورة هنا ليست في مجرد القتل، بل في تبني الإجرام كمنهج وفكر وثقافة، عندما تُصبح الإبادة سياسة رسمية وتفاخر الجنود بقتل الأطفال وسيلة ترفيه، فإن العالم أمام كيان فاشي، يتجاوز كل الخطوط الحمراء الأخلاقية والإنسانية.
كما أكد السيد القائد أن الإبادة الجماعية ليست حالة عرضية، بل هدف رئيسي للعدو الإسرائيلي، يمارسه من خلال القتل المباشر، الحصار، التجويع، التهجير، وإثارة الفتن، العدو يخطط لإبادة الشعوب، لا فقط عبر السلاح، بل أيضاً عبر الترويج الثقافي والسياسي لمفاهيم تقطع الأمة عن هويتها، هذا الطرح يوسع فهمنا للصراع مع الصهيونية، بوصفه صراع وجود لا صراع حدود، فالمستهدف هو الإنسان، والهوية، والإرادة، والمستقبل.
ركز السيد القائد يحفظه الله ، على قدسية المسجد الأقصى وضرورة ترسيخها في وجدان الأمة، محذراً من حالة الترويض التي تمارس على الأمة الإسلامية، وندّد بشطب القيم الإسلامية من الخطاب الرسمي في بعض الدول، مقابل الترويج لصورة إيجابية مزيفة عن العدو.
المعركة على الأقصى ليست فقط معركة أرض، بل هي معركة على الذاكرة والهوية، ما يسعى له العدو هو طمس المكانة الدينية والروحية للأقصى في وعي الأجيال القادمة، ضمن مشروع تهويدي شامل.
وثّق السيد القائد في كلمته حجم الجرائم التي تتعرض لها الضفة الغربية، من تهجير قسري، ونسف للمخيمات، ومداهمات يومية، وأكثر من 170 مداهمة في أسبوع واحد، و61 عملية تدمير ممتلكات،، أرقام صادمة تعبّر عن نكبة مستمرة، هذه الأرقام تعكس أن الضفة لم تعد هادئة كما يحاول البعض تسويقها، بل هي ساحة مفتوحة للمشروع الاستيطاني الصهيوني، الذي يعمل على تفكيك كل ما تبقى من الحياة الفلسطينية هناك.
وجه السيد القائد يحفظه الله دعوة قوية للعلماء والمثقفين والخطباء والمربين للقيام بدورهم في ترسيخ الوعي بمخاطر التفريط بالقيم والمقدسات، وتحذير الأمة من سياسة الترويض التي يُمارسها العدو لإضعاف مناعتها الثقافية والدينية،
هذه دعوة استراتيجية لتأسيس خط الدفاع الأول في الوعي، فالمعركة، كما أكد السيد القائد، تبدأ من العقول والقلوب قبل أن تصل إلى الجبهات.
وفي وقت يشتد فيه الحصار على غزة، ويُستهدف الإعلاميون، وتُهدم المنازل على رؤوس ساكنيها، يدق السيد القائد في كلمته جرس الإنذار للأمة لتخوض معركة بقاء وجوديّة، هي كلمة لا تقف عند حدود التنديد، بل تحمل رؤية استراتيجية للمواجهة، مواجهة بالمقاومة، وبالوعي، وبالحفاظ على المقدسات.