Herelllllan
herelllllan2

المولد النبوي المبارك.. كرنفال سنوي من الأنوار الزاهية يجسد ولاء اليمنيين الحقيقي والصادق للنبي الأكرم

يمانيون|تقرير|محسن علي

تكتسب ذكرى مناسبة قدوم المولد النبوي الشريف في اليمن هذا العام1447هـ, أهمية خاصة في ظل التحديات التي يشهدها العالم، لا سيما ما يحدث في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة من حرب عدوانية ومجازر وحشية, تكمن تلك الأهمية في أنها تتزامن مع الموقف اليمني المتكامل الداعم لغزة والمقاومة الفلسطينية، مما يضفي بعداً إضافياً على مسار الفعاليات والأنشطة المتنوعة والمختلفة تتجلى في مختلف الساحات والمدن التي تحولت إلى لوحة فنية خضراء مضيئة، تُعد رسالة واضحة للعالم بصمود الشعب اليمني وتمسكه بقيمه ومبادئه الأصيلة التي جاء بها رسول الله صلوات الله عليه وآله, وتعبير عميق عن الهوية الإيمانية اليمنية والثقافية وارتباطهم بالنبي وحبهم له.

 

استعدادات مبكرة وفعاليات متنوعة

لا تقتصر الاحتفالات بالمولد النبوي على التجمعات الشعبية فحسب، بل تمتد لتشمل فعاليات منظمة على مستوى المديريات والمحافظات، وصولاً إلى المؤسسات والوزارات, تُعقد الندوات الدينية التي تتناول سيرة النبي العطرة وأخلاقه الكريمة، وتقام الأمسيات الإنشادية التي تُصدح فيها الأناشيد والمدائح النبوية، وتُنظم المسيرات الجماهيرية الحاشدة التي يشارك فيها الملايين من اليمنيين، حاملين الأعلام الخضراء التي ترمز إلى المناسبة, وتعكس التنسيق والجهود المبذولة لإظهارهذه الذكرى في الفعالية المركزية التي تصادف يوم الثاني عشر من ربيع الأول بأبهى حلة، وتأكيداً على الوحدة والتلاحم المجتمعي بين أبناء اليمن.

 

التهيئة الواسعة للفعالية المركزية

كغيرها من المحافظات اليمنية, تستقبل أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، ، ذكرى المولد النبوي الشريف بشغف كبير، حيث تبدأ القيادات المحلية في المحافظة والمديريات بالتهيئة والاستعدادات الرسمية والشعبية منذ وقت مبكر, تهدف هذه الاستعدادات إلى إحياء المناسبة الدينية الجليلة بأبهى حلة، وإبراز عظمتها كحدث تاريخي فارق غير مجرى الإنسانية. تشمل الاستعدادات تزيين المرافق والمنشآت الحكومية والمنازل وقمم الجبال والهضاب والتلال باللون الأخضر والقناديل الضوئية الملونة، مما يعكس الفرحة بقدوم هذه المناسبة ويجسد ولاء اليمنيين الحقيقي والصادق للنبي الأكرم, كما تشهد المحافظات لقاءات تحضيرية وتدشينية للفعاليات المكرسة للاحتفاء بالمناسبة على مستوى المراكز والمديريات والعزل والقرى، للتعبير عن مكانة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في القلوب والوجدان.

 

كرنفال سنوي من الألوان والأنوار

ومع بدء الإعلان الرسمي لتدشين أنشطة وفعاليات ذكرى المولد المبارك , تتحول المدن إلى كرنفال  سنوي من الألوان والأنوار من خلال التحرك الواسع للجهات الرسمية والشعبية حيث تُعلق الزينة الخضراء بتشكيلات مختلفة على واجهات المباني والشوارع والمحال التجارية والمساجد والمنازل والمزارع والحدائق لإضاءة ليالي الاحتفال تضفي جواً من البهجة والسرور, كما تشارك السيارات والمركبات والدراجات النارية في مسيرات مضيئة، مزينة باللون الأخضر، في مشهد يعكس الفرحة العارمة التي تغمر قلوب اليمنيين بهذه المناسبة الجليلة, بينما يتسابق الشعب اليمني في مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي لتغيير صور حساباتهم الشخصية بالشعار الرسمي للمناسبة في إطار الحشد والدعوة لأبناء هذه الأمة وتذكيرها بأهمية الذكرى المقدسة.

 

دور القيادات المحلية والمجتمعية

تتميز المناسبة بمظاهر احتفالية متنوعة في مختلف المديريات، تتضمن أناشيد المدح وقصائد وأهازيج في حب النبي وأهل بيته كإرث أصيل تتعاقب عليه الأجيال، وكذلك إقامة أمسيات وحلقات الذكر، وترديد موشحات تذكيرية بسيرته العطرة, وتتواصل المجالس المحلية في المديريات تنفيذ خطة الاحتفالات بمشاركة المكاتب التنفيذية والقطاعات، في تنظيم فعاليات احتفالية ومشاركات شعبية واسعة, ما يعني أن المناسبة أصبحت محطة إيمانية تربوية للتزود بالقيم الإنسانية التي أرسى مداميكها الرسول الأكرم، لتعزيز التكافل الاجتماعي ورعاية المحتاجين.

 

رسالة الولاء والتجديد

هذه الاستعدادات المبكرة والتحضيرات النوعية، رسالة واضحة تؤكد للعالم أن نبي الرحمة حيٌ في نفوس أبناء الأمة, يتنافس فيها أبناء اليمن في بذل الجهود الرسمية والشعبية لإحياء الفعاليات والأنشطة، واستكمال ترتيبات تزيين المباني والشوارع والمساجد والمنازل، ورسم شعارات ولافتات معبرة عن الفرحة وعظمة المناسبة في الجبال والأودية وعلى أسطح المنازل, حيث تكتمل الفرحة بفعالية مركزية تقام في العاصمة صنعاء وكافة المحافظات، للتعبير عن مدى ارتباط اليمنيين وحبهم للرسول الكريم، واقتداءً بنهجه وقيمه, وتعزز قيم الولاء لله والانتماء لدينه ورسوله، وتُعد محطة لترسيخ المبادئ وتعزيز الوعي الإيماني.

 

حجم الاستعدادات والتحضيرات التي تشهدها الساحات في مختلف المدن اليمنية لاستقبال هذه الذكرى العطرة لا تتوقف, فاليمنيون أمام ذكرى من هذا النوع يتحولون إلى خلية نحل تعمل بلا كلل ولا ملل, كيف ولا والمناسبة عزيزة وغالية وضيف الشرف وصاحب المناسبة هو رسول الله محمد الذي منح وسام الشرف والإيمان والحكمة لأهل اليمن بقوله: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com