من نعمة القيادة إلى حكمة المواجهة .. الشعب اليمني يكسر مشروع الإخضاع الإقليمي
في مرحلة من أحلك مراحل تاريخ الأمة، حيث تتكالب قوى الهيمنة والاستكبار على مقدّرات الشعوب، وتُمارس الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية على الدول المستضعفة، أثبتت اليمن بقيادتها المؤمنة وثبات أبنائها أنها خارج معادلة الخنوع التي أُريد لها أن تُعمم على المنطقة.
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
لقد شاهد العالم كيف تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع بعض دول الخليج والدول التابعة لأجندات الخارج، بلغة صفقات الحماية والمال مقابل البقاء، مستخدمًا عبارات مُهينة تمس السيادة والكرامة، وفي المقابل، وقف اليمن، شعبًا وقيادة، موقفًا مُشرّفًا، حافظ فيه على سيادته وقراره الحر، بفضل الله أولاً، ثم بفضل القيادة الربانية الحكيمة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله ، الذي تصدى بشجاعة وثقة لكل محاولات التركيع والإخضاع.
حكمة القيادة في مواجهة الأعداء داخليًا وخارجيًا
لم يكن التحدي فقط في مواجهة عدوان خارجي مدعوم بأعتى الترسانات العسكرية، بل كان هناك أيضًا جبهة لا تقل خطرًا في الداخل، حيث سعت قوى الارتزاق والولاء للأجنبي إلى اختراق الجبهة الوطنية من الداخل، وبث الفتنة، والتشكيك، وخلخلة الصفوف، وهنا برزت حكمة القيادة، التي أدركت أبعاد المعركة بشقيها الظاهر والخفي، وتعاملت مع الأحداث بحنكة سياسية وروح مسؤولة، حافظت على وحدة الجبهة الداخلية، ووأدت كثيرًا من المؤامرات قبل أن ترى النور.
فما بين إدارة المعركة العسكرية، وضبط المشهد السياسي الداخلي، والتعامل مع الضغوط الدولية، برهنت القيادة الثورية أنها قيادة ربانية تتمتع برؤية استراتيجية، ومبادئ راسخة، تجعل من كرامة اليمن وسيادته خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
تحذير للمرتهنين للعدو .. رهانكم خاسر
وفي هذا السياق، لا بد من توجيه رسالة واضحة لكل من لا يزالون يراهنون على قوى العدوان، وعلى رأسها السعودية والإمارات، سواء من العملاء في الداخل أو من المرتزقة في الخارج، رهانكم خاسر، ومشروعكم ساقط، واليمن اليوم لم يعد هشاً أو قابلاً للاختراق، بل أصبح الصخرة التي تتكسر عليها المؤامرات.
لقد انكشفت الأجندات، وتعرّت النوايا، وظهر الفرق جليًا بين من يقاتل من أجل وطنه ومن يبيع نفسه للعدو، والمجال لا يزال مفتوحًا لمن أراد أن يراجع نفسه قبل فوات الأوان، فالتاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى.
نعمة لا تقدّر بثمن
إن وجود قيادة مؤمنة، متصلة بالله، ثابتة على الموقف، حكيمة في الرؤية، يُعد من أعظم النعم التي أنعم الله بها على هذا الشعب الصامد الوفي ، ولولا هذه القيادة، وثبات المجاهدين من أهل البأس، لكان اليمن اليوم خاضعًا للإملاءات، كما هو حال كثير من الدول التي باتت تُهان صباح مساء على موائد السياسة الدولية.
الصمود اليمني، والقيادة الواعية، والموقف الثابت، ستبقى نماذج تُدرّس في معاني الاستقلال والعزة، واليوم، يُمكن القول بكل ثقة: لولا الله، ثم شجاعة السيد عبد الملك الحوثي، وحكمة قيادته، وثبات المجاهدين الأوفياء، لكان ترمب يهين اليمن واليمنيين كما يهين غيرهم ممن فقدوا قرارهم وسيادتهم.
خاتمة
اليمن اليوم يقف شامخًا بفضل الله، ثم بفضل قيادته المؤمنة، وشعبه الصامد، ومجاهدينه الأحرار، ومعركة الصمود مستمرة، لكنها حُسمت في جوهرها، لا عودة للوصاية، لا خضوع للهيمنة، ولا مكان للخونة والعملاء في مستقبل هذا الوطن، ومع استمرار المواجهة، تتأكد الحقيقة يوماً بعد يوم، اليمن اليوم ليس ضعيفًا ولا معزولًا، بل هو في موقع الريادة والمبادرة، ولن يُكسر ما دام فيه رجال يقاتلون بإيمان، ويقودهم من لا يساوم على الحق.