فيما الأنظمة العربية تلوذ بالصمت .. اليمن يخوض معركة استعادة الكرامة للأمة بأكملها

في تصعيد همجي ، شنّ العدو الصهيوني عدوانًا غادرًا استهدف منازل المواطنين اليمنيين وعددًا من الأعيان المدنية يوم أمس الأربعاء، في جريمة مكتملة الأركان عكست منهجية العدو الصهيوني في استهداف الشعوب الحرة، وسعيه المحموم لسفك دماء الأبرياء، بعدما فشل في تحقيق أي إنجاز عسكري أو سياسي يُذكر، سواء في فلسطين أو في الإقليم.

يمانيون / تقرير / طارق الحمامي

 

الهجمات التي طالت مناطق مدنية بحتة في اليمن أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، ما يضع الاحتلال أمام جريمة حرب واضحة لا لبس فيها، ترتكب بحق دولة ذات سيادة وشعب لا يزال يدفع ضريبة مواقفه المبدئية المشرفة الداعمة للقضية الفلسطينية.

 

فشل عسكري أمام صمود يمني متجذر

ورغم قساوة الهجمات الإسرائيلية، إلا أن نتائجها جاءت مخيبة لآمال العدو، حيث لم تحقق أي هدف عسكري يُذكر، بل زادت من وحدة الجبهة الداخلية اليمنية، وأظهرت تلاحمًا شعبيًا ورسميًا خلف القضية الفلسطينية، وأكدت أن اليمن ماضٍ في مواقفه الثابتة، مهما كانت التضحيات.

القوات المسلحة اليمنية جددت، عبر بيان واضح إستمرار الموقف المبدئي لليمن في دعمها الكامل لغزة والمقاومة الفلسطينية، مؤكدة أن العدوان الإسرائيلي على اليمن لن يمر دون رد، وأن الشعب اليمني مستعد لتحمل الثمن دفاعًا عن قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.

 

الإعلام العربي .. صمت وانتقائية مفضوحة

ما يزيد من فداحة الجريمة الإسرائيلية هو تعامل الإعلام العربي معها، فقد تجاهلت معظم وسائل الإعلام في المنطقة هذه الجريمة، ولم تفرد لها التغطية اللائقة، بل اكتفت بعضها بتمرير الخبر في نشراتها دون تحليل أو إدانة.

هذا التعتيم الإعلامي، الذي جاء متوازيًا مع العدوان، شكّل صدمة لدى المتابعين من الشعوب العربية، خاصة في ظل التناول الواسع لأي حدث آخر أقل أهمية بكثير، في المقابل، برزت منابر إعلامية حرة سلطت الضوء على العدوان، واعتبرته تطورًا خطيرًا يجب الوقوف أمامه، محذرة من تبعات الصمت على جرائم العدو الصهيوني.

ازدواجية التناول الإعلامي العربي باتت واضحة، فحين يُستهدف بلد عربي “محسوب سياسيًا” على بعض العواصم، تكون التغطية صاخبة وسريعة؛ أما عندما يكون المعتدى عليه هو اليمن، الذي يقف في صف المقاومة، يصبح القصف الإسرائيلي موضوعًا هامشيًا، أو يُغض الطرف عنه بالكامل.

 

الأنظمة العربية .. صمت مطبق وعدالة مفقودة

الصمت الرسمي العربي لم يكن أقل إثارة للجدل من الموقف الإعلامي، إذ لم يصدر عن أي دولة عربية بيان إدانة واحد للعدوان الإسرائيلي على اليمن، رغم سقوط العشرات من الشهداء والجرحى، ورغم أن الهجمات استهدفت مناطق مدنية في وضح النهار.

وفي مفارقة صارخة، هرعت عدة دول عربية لإدانة العدوان الإسرائيلي على قطر بعد سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة لم يسفر عن أي إصابات، في وقت تجاهلت فيه تلك الدول المجازر الإسرائيلية بحق اليمنيين.

هذا التناقض في المواقف كشف مدى الارتهان للعدو وكشف عن حجم التسييس والانحياز في مواقف بعض الأنظمة، التي تُدين العدوان فقط عندما يصيب حليفًا سياسيًا، بينما تتجاهل الجرائم الفادحة عندما تطال شعبًا حرًا يدعم القضية الفلسطينية.

الشارع اليمني رأى في هذا الصمت الرسمي طعنة جديدة في خاصرة التضامن العربي، لكنه أكد أن الموقف اليمني لا يرتبط بمواقف الآخرين، بل ينبع من قناعة راسخة بعدالة القضية الفلسطينية، واستعداد دائم لدفع ثمن المبدأ مهما كانت الكلفة.

 

التاريخ لا ينسى .. والشعوب تراقب

لقد كشف العدوان الإسرائيلي على اليمن، ومعه صمت النظام العربي الرسمي، عن سقوط أخلاقي مدوٍّ أمام شعوب المنطقة، التي باتت أكثر وعيًا بمن يقف إلى جانبها، ومن يساوم على دمائها.

وفي المقابل، يسجل الشعب اليمني، بصموده وتضحياته، صفحة جديدة في كتاب الكرامة العربية، ويؤكد أن الشعوب الحرة لا تنتظر بيانات الإدانة، بل تكتب مواقفها بالدم، وتُسمع صوتها رغم الصمت والتخاذل.

 

العدو يفشل .. واليمن يثبت

العدوان الإسرائيلي على اليمن جاء في لحظة ضعف يعيشها الكيان الصهيوني أمام جبهات المقاومة المتعددة، وحاول أن يشتت الانتباه عن إخفاقاته في غزة والضفة والجنوب اللبناني، لكنه أخطأ التقدير.

فقد واجه شعبًا لا تُرهبه الطائرات، ولا تُخيفه الصواريخ، ولا تُثنيه التضحيات عن واجبه الأخلاقي تجاه فلسطين، وبينما يراهن العدو على القصف والتعتيم، يراهن اليمن على الموقف والحق.

وفي زمن يُقصف فيه اليمنيون لأنهم قالوا “غزة في القلب”، يُثبت هذا الشعب الأبي أنه في طليعة أحرار الأمة، وأنه، كما كان دومًا، حيث تكون فلسطين .. يكون اليمن.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com