التخاذل العربي والإسلامي في مواجهة الاستباحة الصهيونية لفلسطين والوطن العربي .. حقائق فجّرها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
في خطاب تاريخي ألقاه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، بتاريخ 16 ربيع الأول 1447 هـ، أماط اللثام عن حجم التخاذل العربي والإسلامي تجاه العدوان الصهيوني المستمر على غزة، والمسجد الأقصى، والمقدسات الإسلامية، كاشفًا تفاصيل مهمة حول دور أمريكا وإسرائيل كجناحين لمشروع واحد، وبريطانيا كذيل تابع لهما، وأكد السيد القائد أن هذا الصمت المريب والتواطؤ المكشوف من بعض الأنظمة العربية لم يكن إلا وقودًا جديدًا لتصعيد الاحتلال واستمراره في ارتكاب المجازر والتهويد وانتهاك المقدسات.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
الاستباحة الصهيونية المستمرة .. وأمة تكتفي بالمشاهدة
في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لأبشع أشكال الإبادة والعدوان المتواصل منذ سنوات، وفيما تُنتهك حرمة المسجد الأقصى يوميًا عبر الاقتحامات المتكررة والممنهجة، تكتفي الأنظمة العربية والإسلامية بالمراقبة، أو في أحسن الأحوال، بإصدار بيانات شجب باهتة لا تغير من الواقع شيئًا، هذا الصمت لم يكن يومًا محايدًا، بل بات شريكًا غير مباشر في الجريمة، إذ شجع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في استباحته للأراضي والمقدسات العربية والإسلامية.
في خطابه، شدد السيد القائد على أن العدو الإسرائيلي يرتكب جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، لا يمكن وصفها إلا بأنها حرب تطهير عرقي، تُمارس ضد شعب أعزل ومحاصر منذ سنوات، مضيفًا أن ما يجري ليس مجرد “حرب عسكرية”، بل هو مشروع اقتلاع وجود وتجريف هوية، وتساءل السيد القائد: كيف يمكن لأمة يزيد عددها عن مليار ونصف أن تقف موقف المتفرج على مشهد دماء أطفال غزة وهم يُسحقون تحت الركام؟!، وأبرز مظاهر الاستباحة التي رصدها السيد القائد في خطابه ، المجازر التي تُرتكب على مدار الساعة بحق المدنيين في غزة، بقصف المدارس والمستشفيات، والانتهاك اليومي للمسجد الأقصى عبر الاقتحامات الصهيونية الممنهجة، وافتتاح نفق جديد تحت المسجد الأقصى بحضور رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي، في تصعيد خطير يهدف إلى تقويض هوية القدس الإسلامية، وإقامة طقوس تلمودية داخل باحات الأقصى في تحدٍ سافر لمشاعر مليار ونصف مسلم.
التخاذل العربي والإسلامي .. شراكة بالصمت
قطاع غزة، المحاصر ، يعيش فصولًا دموية من حرب إبادة مستمرة، آلاف الشهداء، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير ممنهج للبنية التحتية والمستشفيات والمدارس، ومجازر تُرتكب تحت سمع العالم وبصره، ورغم فداحة الجرائم، فإن الرد الرسمي العربي ظل محصورًا في بيانات “القلق العميق” و”الدعوة لضبط النفس”، في وقت يحتاج فيه الشعب الفلسطيني إلى مواقف سياسية حاسمة، ودعم ملموس، وليس شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع، السيد القائد لم يُجامل ولم يُداهن، بل أشار بوضوح إلى أن الصمت الرسمي العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في فلسطين، وفي المسجد الأقصى، هو تواطؤ مفضوح، وهو خيانة للأمة، بل ومشاركة في الجريمة، وأكد السيد القائد على مظاهر هذا التخاذل، ومن ذلك الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار بينما تُباد أمة، والاصطفاف السياسي والإعلامي لبعض الأنظمة مع الرواية الصهيونية، وتقديم المصالح الاقتصادية والسياسية مع أمريكا وإسرائيل على حساب الدم الفلسطيني، ومنع الشعوب من التعبير عن غضبها أو نصرتها الحقيقية للقضية الفلسطينية.
أمريكا وإسرائيل .. جناحان لمشروع إبادة واحد
إن التواطؤ الأمريكي مع الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يحتاج إلى أدلة أو وثائق سرية، فكل ممارسات واشنطن، من دعم عسكري بلا سقف لإسرائيل، إلى منحها غطاءً سياسيًا في مجلس الأمن، تؤكد أن الولايات المتحدة شريك مباشر في العدوان.
وأكّد السيد القائد أن ما يجري في غزة والقدس ليس فقط مسؤولية الاحتلال، بل إن أمريكا هي الراعي والمُشغّل الفعلي لهذا المشروع الصهيوني، وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي ليس سوى الأداة، أما اليد التي تحرّك، وتخطط، وتُغطّي، فهي أمريكا… ، وأثبت السيد القائد أن كل مظاهر التأييد الأمريكي تكشف ذلك ، الدعم العسكري الأمريكي المفتوح لإسرائيل خلال العدوان، والدعم السياسي والدبلوماسي في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من أي إدانة.
كما لم ينسَ السيد القائد التذكير بالدور البريطاني، قائلًا: من وعد بلفور إلى اليوم ، بريطانيا لم تتخلَّ عن دورها التاريخي في تمكين الكيان الغاصب، واليوم تمارس دور التابع الذليل للمشروع الأمريكي-الإسرائيلي.
وأضاف أن الموقف البريطاني المتماهي مع الاحتلال لم يتغير منذ قرن، وأن الصمت البريطاني عن المجازر هو موقف سياسي داعم بصيغة أخرى.
الأمة بحاجة إلى صحوة ومسؤولية
وجّه السيد القائد دعوة صادقة وجريئة إلى الشعوب الحرة والأحرار في الأمة الإسلامية، للتحرك الجاد لنصرة فلسطين والقدس، داعيًا إلى مقاطعة الكيان الصهيوني وكل من يدعمه، والمواجهة السياسية والإعلامية الشرسة ضد المشروع الأمريكي الصهيوني، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة، والاستعداد لكل أشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية.
وأكد السيد القائد على أن هذه مسؤولية دينية وأخلاقية، ومن يتخلّى عنها اليوم، سيجد نفسه بلا كرامة غدًا، حين لا يبقى من قُدْسِه ومقدساته شيء.”
صوت من اليمن يُزلزل الصمت ويحيي الأمة
خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، في 16 ربيع الأول 1447هـ، لم يكن مجرد خطاب سياسي؛ بل نداء صادق، وصرخة حرة، وتشخيص دقيق للواقع المأساوي الذي تعيشه الأمة، فبينما يتفرّج الكثيرون على جريمة إبادة، هناك صوت ما زال يصرخ، لن نترك غزة ولن نتخلى عن واجبنا المقدس في نصرة إخواننا في غزة، وبينما تتصاعد الدعوات للتطبيع والانبطاح، تتصاعد في اليمن دعوات النخوة والرجولة والكرامة، من قائد لا يملك إلا أن يقول الحق، ويُعبّر عن إرادة شعبه وأمته، في رسالة تؤكد أنه لن يصمت الأحرار وإن سكتت الأنظمة.