الجزء الأكثر خطورة في كلمة السيد القائد الذي أغضب العدو الصهيوأمريكي يوم أمس بعد كشفه لهذا الأمر

أطلّ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله،  على جماهير الشعب اليمني والعالم العربي والإسلامي ، يوم أمس الخميس ، بكلمة شاملة واستراتيجية، تناول فيها مسارات الصراع مع العدو الإسرائيلي، وكشف عدداً من المخططات الخطيرة المشتركة ما بين أمريكا والعدو الصهيوني ، وكان في مقدمتها ما تناوله السيد القائد يحفظه الله هو حقيقة الموقف الأمريكي وخطة ترامب المعلن وأبعادها الخطيرة ، ولأهميتها وضرورة أن تكون في إطار خاص جداً من الاستيعاب نورد الجزء الأخطر من كلمته حفظه الله ، ليعلم العالم تفاصيل الموقف الأمريكي الخبيث وخلفية الخطة المشتركة مع كيان العدو الإسرائيلي :

يمانيون / خاص

 

: كان هناك في هذا الأسبوع الإعلان المشترك ما بين المُجْرِمَيْن (ترامب، ونتنياهو)، لما يسمَّى بـ [خطة ترامب]: كان هناك إعلان مسبق، وفي إطار ذلك الإعلان- لما يسمَّى بـ [خطة ترامب]- كان هناك أيضاً إعلان لبعض بنودها، وبعض ما تضمَّنته من عناوين، ثم عندما ذهب المجرم (نتنياهو) إلى شريكه المجرم (ترامب)- شريكه في الإجرام، شريكه الأمريكي في كل الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني- قُدِّمت له تلك الخطة؛ ليضيف عليها المزيد من التعديلات؛ حتَّى تصبح خطةً تتضمَّن كل ما يريده الإسرائيلي، الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، وفيها المصادرة للحقوق الثابتة، المشروعة، المعترف بها عالمياً في كل الدنيا؛ فهو يسعى إلى مصادرة الحق الفلسطيني في قطاع غزَّة.

ولـذلك في إطار تلك الخطة- لم تتضمَّن أبداً أن يبقى هناك سيادة فلسطينية على قطاع غزَّة- عملوا على أن تُشَكَّل هيئة إدارية أخرى، من الأمريكيين والبريطانيين… وغيرهم؛ لتكون هي من تسيطر إدارياً على قطاع غزَّة، لم يقبلوا حتَّى بالسلطة الفلسطينية! لم يقبلوا حتَّى بعنوان [الدولة الفلسطينية]، حتَّى بالمستوى الشكلي الذي اعترفت به البعض من البلدان الغربية، مع ما هو قائم من اعتراف دولي لمعظم البلدان في العالم، كل هذا يتنكَّرون له؛ يحاولون أن يجعلوا مسألة تحويل قطاع غزَّة إلى منطقة مستباحة، خالية من أيِّ حضور مقاوم ومجاهد للشعب الفلسطيني، ومن أيِّ عملٍ يسعى إلى استعادة الحق الفلسطيني، فأدخلوا ضمن ذلك بنوداً لنزع سلاح المقاومة، لتهجير المجاهدين من قطاع غزَّة… وغير ذلك.

الأمريكي لماذا اتَّجه هذا التَّوَجُّه ومعه الإسرائيلي؟ لأن الضَّجَّة العالمية، والاستياء العالمي من الوحشية، والعدوان، والإبادة الجماعية، التي يمارسها العدو الإسرائيلي بشراكةٍ أمريكية ضد الشعب الفلسطيني، بلغت الذروة، وكان واضحاً حتَّى فيما يتعلَّق بالوفود، التي حضرت من مختلف الدول إلى الأمم المتَّحدة في دورتها الـ 80، مدى السخط الذي فرض نفسه حتَّى على الوفود الرسمية، على الحكومات، على الأنظمة، والتي هي أقل استجابةً وتفاعلاً وتأثراً تجاه ما يحدث على الشعب الفلسطيني من الشعوب، لكن حجم الإجرام اليهودي الصهيوني، بشراكةٍ أمريكية، في قطاع غزَّة ضد الشعب الفلسطيني، في جريمة القرن والعصر، قد بلغ إلى مستوى مهول، ورهيب، وفظيع، ومخزٍ لكل المجتمعات الإنسانية، إلى درجة أنَّ الكثير من الزعماء، كثير من النخب، يتحدَّثون في مختلف البلدان في أنحاء العالم بهذا التعبير: أنَّ ما يقوم به العدو الإسرائيلي من:

– إبادة جماعية، وتجويع للأطفال الرُّضَّع حتَّى الموت، وللأطفال بمختلف فئاتهم العمرية، للشعب الفلسطيني بشكلٍ عام، أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزَّة.

– الإبادة المباشرة بالقتل لـ 11% من نسبة السكان في قطاع غزَّة حتَّى الآن.

– أسلوب الاستباحة الكاملة في القصف الشامل والكامل للأهالي في قطاع غزَّة.

– التدمير الكلي للأحياء السكنية.

– التعطيش.

كل أشكال الجرائم التي يمارسها العدو الإسرائيلي، ويشاهدها الناس في مختلف البلدان، قد بلغت إلى حدٍ تحرج الحكومات والأنظمة من ألَّا يكون لها صوت، لتعبِّر به عن استياء بلدانها وشعوبها من حجم ذلك الإجرام والطغيان، وتتضامن به مع الشعب الفلسطيني، المظلوم مظلوميةً لا مثيل لها في كل الدنيا، فهذا أصبح واضحاً، إلى درجة أنَّ البعض من الحكومات، التي هي من أكثر الحكومات تعاوناً مع العدو الإسرائيلي، والبعض منها من أقدمها تعاوناً مع العدو الإسرائيلي، كـ: (الحكومة البريطانية)، وهي معروفٌ دورها، تاريخها، ما قدَّمته للعدو الصهيوني من أيام احتلالها لفلسطين، وتمكينها للصهاينة اليهود من الاحتلال لفلسطين، كذلك ما تقدِّمه فرنسا، ما تقدِّمه ألمانيا؛ لكن الكثير حتَّى من الحكومات الأوروبية اضطرت إلى أن تعلن- ولو على نحوٍ شكلي- اعترافها بالدولة الفلسطينية، التعبير عن الاستياء من حجم الطغيان الإسرائيلي، والإجرام الصهيوني، وهذا بالنسبة لتلك الأنظمة التي لها علاقة وثيقة جدًّا بالأعداء اليهود الصهاينة، فما بالك ببقية العالم، ببقية البلدان والدول.

هذه الضَّجَّة العالمية، هذا الاستياء في كل الدنيا، الأنشطة المستمرَّة ذات الأهمية البالغة والكبيرة، لكل ذوي الضمير الإنساني في مختلف البلدان، من النخب وغيرها، على المستوى الشعبي والجماهيري، سواءً في أوروبا، في أمريكا، في أستراليا… في مختلف أنحاء الدنيا، مثَّل ضغطاً مستمرّاً، وعامل ضغطٍ مستمر؛ لمساندة الشعب الفلسطيني ومظلوميته، للضغط على الحكومات والأنظمة، ولاسيَّما أنَّه في بعض البلدان يتصاعد، يأخذ أشكالاً متنوعة من الاحتجاج والضغط:

– مثلاً: في إيطاليا، أنشطة لمنع تصدير ما يفيد العدو الإسرائيلي: أسلحة، وقود… أيًّا ممَّا يستعين به العدو الإسرائيلي على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، من العمال في الموانئ، من النقابات.

– أنشطة ضاغطة على المستوى الشعبي: المظاهرات بشكلٍ مستمر.

– أنشطة متنوعة، أجبرت بعض البلدان على إصدار قرارات بمنع المجرم (نتنياهو) من الدخول إلى أراضيها…

وهكذا أشكال متعدِّدة من الضغط المتصاعد، من التفاعل الشعبي في البلدان، له تأثيره الكبير في إحراج الأنظمة والحكومات والزعماء لاتِّخاذ مواقف سياسية دبلوماسية على نحوٍ متفاوت.

فكيف يلتفُّ الأمريكي على ذلك؟ ومن الأساليب التي اعتمد عليها الأمريكي منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزَّة، بكل إجرامه وحشيته، هو: أسلوب الالتفاف، عندما يعلو الصوت العالمي، عندما تكون الضَّجَّة العالمية بشكلٍ كبير، عندما تتأثر السمعة الأمريكية، عندما يتأثر النفوذ الأمريكي في العالم، عندما يشاهدون السخط الشعبي يتصاعد في مختلف البلدان، ويخافون من أن يتحوَّل إلى مواقف عملية، يقومون بالالتفاف، بإظهار خطوات وكأنها خطوات فيها حلول، أو فيها اهتمام بمعاناة الشعب الفلسطيني، وفيها مساعدة للشعب الفلسطيني، ولكنها عادةً ما تكون شكلاً من أشكال الاستهداف للشعب الفلسطيني بطريقة وقحة، ودنيئة، ومسيئة.

كلنا نتذكَّر ما يسمَّى بـ [الجسر البحري]، عندما بدأت مسألة التجويع تصل إلى مستويات يضجّ منها العالم، عندما يشاهد الشعب الفلسطيني وهو مجوَّع، وتمنع عنه المساعدات، أعلن الأمريكي آنذاك- ما قبل فترة- عن مسألة الجسر البحري لإيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وكانت خطوة لها أهداف ومآرب أمريكية، وتخدم أغراضاً وأهدافاً أمريكية من جهة، ومن جهة أخرى: يتظاهر بها الأمريكي وكأنه مهتم بإيجاد طريقةٍ غريبةٍ جدًّا، وكأنه يستحيل إيصال المساعدات عبر البر، من خلال ما يسمِّيه بـ [الجسر البحري]، تجلَّى للعالم بعد ذلك أنَّ هذه مجرَّد عملية خداع، ومحاولة تلبيس على الناس، وأنَّه ليس لها أي جدوى، وليس الأمريكي جاداً نهائياً في أن يجعل منها وسيلةً فعليةً لإيصال الغذاء للشعب الفلسطيني، ما بعد ذلك انتهى مفعول هذه الحيلة، وهذه الخطوة المخادعة، والتي تحوَّلت واحدةً من أساليب الاستهداف للشعب الفلسطيني.

فيما بعد، بلغت الأمور إلى مستويات رهيبة جدًّا من التجويع، المجاعة الشاملة في قطاع غزَّة، ارتقاء الشهداء يومياً، الحالة الرهيبة جدًّا، وضجَّ العالم، خرجت المظاهرات في مختلف البلدان، استاءت المجتمعات البشرية في كل أنحاء الدنيا، بمختلف أديانها، وبمختلف توجهاتها، حينها اتَّجه الأمريكي نحو ما يسمى بـ [مؤسسة غزَّة الإنسانية]، عنوان له طابع إنساني، ومخادع جدًّا، وعلى أساس أنها مؤسسة تهدف إلى تقديم أو إيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، واتَّضح للعالم أجمع أنها وسيلة من وسائل القتل للشعب الفلسطيني، والانتهاك لكرامة الشعب الفلسطيني، والتعذيب والاضطهاد للشعب الفلسطيني، وتحوَّلت إلى مصائد للموت، وأصبح هذا العنوان عنواناً معروفاً على مستوى العالم، يسمِّيها الناس في مختلف أنحاء الدنيا بـ [مصائد الموت]، واعترف حتَّى الأمريكيون، الذين هم بصفة أمنيين فيها (في تلك المصائد)، أنهم يباشرون جرائم القتل، جرائم الاستهداف حتَّى للأطفال، للأطفال، للنساء، للكبار، للصغار، من أبناء الشعب الفلسطيني، وظهرت المشاهد الموثَّقة، مشاهد الفيديو، التي توثِّق أنواع الإجرام بحق منتظري المساعدات من أبناء الشعب الفلسطيني، المجوَّعين، المظلومين، المضطهدين، والأمريكي مستمر في هذا المسار: في مسار التعذيب، الالتفاف، الخداع، بوسائل وبعناوين مخادعة؛ لكنها تأتي دائماً:

– لخدمة العدو الإسرائيلي.

– وفي إطار الشراكة الأمريكية مع العدو الإسرائيلي.

– وفي إطار الاستهداف للشعب الفلسطيني بكل أشكال الاستهداف، الاستهداف لقضيته العادلة، المُحِقَّة، الاستهداف لحقوقه المشروعة، الثابتة، المعترف بها عالمياً، الاستهداف بالقتل، بالجريمة، بالجناية، بالظلم، بالاضطهاد، بالتعذيب بكل أشكاله.

هذا هو الأسلوب الأمريكي.

فالأمريكي اتَّجه للالتفاف على الضَّجَّة العالمية، وقدَّم- بخداع كبير لكل العالم، خداع من جهة، ومحاولة لتقديم غطاء لمن يريد غطاءً، ليتَّخذ موقفاً سلبياً تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه الإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة، والمقاومة الفلسطينية- ما قدَّمه تبنَّى فيه المطالب والأهداف الإسرائيلية بشكلٍ صريح، ومكشوف، بل ويفتخر (ترامب) بذلك، كما قلنا: قُدِّمت تلك الخطة إلى (نتنياهو)؛ ليجري عليها أيضاً المزيد من التعديلات، حتَّى تتحوَّل وكأنها إسرائيلية، وفي اعتراف المجرم (نتنياهو): [أنها تتضمَّن ما يسعى له العدو الإسرائيلي في قطاع غزَّة، وإنما يسعى إلى أن يحصل على ذلك إمَّا بسهولة]، كما عبَّر، [وإمَّا بالطريقة الصعبة]، يعني: استكمال الإبادة.

في الكلمة التعقيبية للقاء (نتنياهو، وترامب)، تحدَّث المجرم (ترامب) عن خطته تلك في إطار ما يقدِّمه لخدمة إسرائيل، مستشهداً أيضاً بما سبق وأن قدَّمه لها، ومن ذلك:

– اعترافه بالقدس عاصمةً للعدو الإسرائيلي، ونقله السفارة إليها، في خطوة قال: [أنه لم يجرؤ قبله أي رئيس أمريكي على تطبيقها]؛ لأنهم كانوا يعدون بالاعتراف، أو يعترفون، لكن لم ينقلوا السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو أقدم على هذه الخطوة؛ ليتعامل فعلياً على هذا الأساس، وليقدِّم الخطوة كخطوة فعلية، تتحوَّل إلى واقعٍ فعلي، يتعامل على هذا الأساس: على أنَّ القدس عاصمة لإسرائيل.

وهذه الخطوة هي من أخطر، وأسوأ، وأقبح، وأظلم ما ارتكبه المجرم (ترامب) ضد القضية الفلسطينية، ضد الأُمَّة الإسلامية جمعاء؛ لما تعنيه لنا القدس كمسلمين، وما يعنيه لنا المسجد الأقصى كمقدَّس من أعظم مقدَّساتنا الإسلامية، فهو يفتخر بذلك في سياق تعقيبه على خطَّته، وأنَّها تأتي في نفس السياق.

– افتخر أيضاً بأنَّه قدَّم الجولان السوري المحتل للعدو الإسرائيلي، وَهَبَه للعدو الإسرائيلي، ضمن الخدمات التي يقدِّمها للعدو الإسرائيلي.

– قال عن نفسه بأنه: [أعظم رئيس أمريكي صديق لإسرائيل، وأنه يقدِّم لها ما لم يقدِّمه أي رئيسٍ أمريكيٍ قبله].

فكان مقدِّماً لخطته في هذا السياق نفسه: في سياق الخدمات التي يقدِّمها لإسرائيل:

• يسعى لمصادرة الحق الفلسطيني بشكلٍ واضح:

ولهـذا- كما قلنا- لم يقبل حتَّى بالسلطة الفلسطينية، أن تكون غزَّة تحت إدارة السلطة الفلسطينية، مع أنَّه ليس ما نطالب به، أو نريده؛ لأن السلطة الفلسطينية دورها ضعيف، ولكن المسألة هي متروكة للفلسطينيين، يعني: عالمياً، المعترف به ضمن العالم بكله، أنَّ إلى الشعوب نفسها هي أن تقرِّر حق المصير، ما يسمُّونه بـ [تقرير حق المصير] في العالم بكله، كيف ينزعون عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة حق إدارته لنفسه، ويفرضوا وصايتهم عليه، ويريدون أن يكون لهم هم سلطة على قطاع غزَّة (للأمريكي، والبريطاني)، أن يكون (ترامب) على رأس ما يسمُّونه بـ [مجلس السلام]! مجلس مصادرة الحقوق الفلسطينية- هذا هو الاسم الواقعي- والاستهداف للشعب الفلسطيني، والتمهيد للسيطرة الإسرائيلية المباشرة.

كما حصل في التاريخ، بريطانيا سيطرت على فلسطين، واحتلَّت فلسطين، وما بعد احتلالها لفلسطين- في البداية تحت عنوان الانتداب- قامت بتسليم فلسطين للصهاينة اليهود:

– مكَّنتهم من الاحتلال.

– قدَّمت لهم السلاح.

– قمعت الشعب الفلسطيني واضطهدته.

– وفَّرت كلَّ وسائل الحماية والدعم والمساندة للصهاينة اليهود.

– وساندتهم حتَّى وصلوا إلى المستوى الذي اطمأنت فيه أنهم سيتمكَّنون من السيطرة على فلسطين، ثم ذهبت وتركت فلسطين لاحتلالهم.

يريدون من جديد أن يقدِّموا نفس تلك الطريقة مع قطاع غزَّة:

– تجريده من إدارة الشعب الفلسطيني، من الإدارة الفلسطينية، من أن يكون من يديره هم أبناؤه، يديرون أنفسهم بأنفسهم، وبلدهم بأنفسهم.

– وينزعون منه سلاحه، كل وسائل الحماية، كل وسائل الدفاع، كل وسائل المقاومة، وهي مشروعةٌ له، حقٌ مشروعٌ له في المواثيق الدولية، في مواثيق الأمم المتَّحدة… في غيرها، في القانون الدولي… في غيره، في الأعراف عند المجتمعات البشرية بكلها.

مع ذلك يريدون أن يجرِّدوه من كلِّ هذه الحقوق، ومن كلِّ وسيلة يدافع بها عن هذه الحقوق؛ بل أن تتحوَّل أي محاولة لِلتَّمسُّك بهذه الحقوق، والدفاع عنها، تتحوَّل إلى فعلٍ مجرَّم، مستهدف من الجميع.

• يسعون لتوريط الأنظمة العربية، في التجنُّد الأمني لخدمة العدو الإسرائيلي، والتَّحَرُّك ضد المجاهدين:

وكان (ترامب) صريحاً في ذلك، أنَّ على الأنظمة العربية هي أن تتولى الموقف هي، لتجريد حركة حماس، كتائب القسَّام والفصائل الفلسطينية المجاهدة في قطاع غزَّة، المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، تجريدها من سلاحها المقاوم، السلاح الفلسطيني؛ فهو يريد أن يتحمَّل العرب هم هذا الدور، هذه المهمة القذرة جدًّا في الاستهداف للشعب الفلسطيني.

ثم استمر في الحديث عن هذه الترتيبات المتعلِّقة بقطاع غزَّة، تحت عنوان [تغيير الشرق الأوسط]، يعني: أنها في إطار واضح، إطار عام: إطار تثبيت السيطرة الإسرائيلية في هذه المنطقة، وإزاحة أي عائق أمام السيطرة الإسرائيلية؛ لأن الأمريكي يريد أن يكون الإسرائيلي وكيله في هذه المنطقة، وأن يكون هو المسيطر عليها.

وهذا هو التَّوَجُّه الأمريكي الواضح، ومعروف عندما يتحدَّثون عن [تغيير الشرق الأوسط]، أنهم يقصدون تغيير واقع المنطقة بكله لمصلحة مَنْ؟ لمصلحة العدو الإسرائيلي، وعلى حساب ماذا؟ على حساب حُرِّيَّة، واستقلال، وكرامة، ودين، وحقوق هذه الشعوب العربية والإسلامية في هذه المنطقة، تكون هي الخاسرة، العدو الإسرائيلي يثبِّت سيطرته وهيمنته بشكلٍ كامل.

(ترامب) كان له أيضاً- في كلمة أخرى- تأكيد على أنَّه عمل على إعادة فرض الهيمنة الأمريكية على العالم، هذا هو التَّوَجُّه الأمريكي، والتَّوَجُّه الإسرائيلي معاً، يتَّجهون إلى السيطرة على بقية الشعوب والبلدان، ولكن المتضرِّر الأكبر من ذلك هو: أُمَّتنا الإسلامية، شعوبنا، بلداننا، هي الأكثر تضرراً من هذا التَّوَجُّه الأمريكي والإسرائيلي؛ لأنها مستهدفةٌ به أكثر من غيرها، ولأن الآخرين الكثير منهم هم في موقف المناوئ، المنافس، هناك الصين، هناك روسيا، هناك بلدان أخرى متحرِّرة، وهناك بلدان أيضاً فرضت لنفسها حُرِّيَّتها على مدى زمن طويل، مثلما هو الحال في كوبا، في كوريا الشمالية، مثلما هو الحال في فنزويلا، وبعضها لا يزال مستهدفاً بضغوط مكثَّفة، مثلما هو الحال في فنزويلا؛ لأن الأمريكي يطمع طمعاً كبيراً جدًّا في مخزونها الهائل، واحتياطيها الكبير من النفط، فهو يريد أن يسيطر على فنزويلا؛ لأهداف متعدِّدة، في مقدِّمتها: طمعه لاحتياطيها من النفط.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com