اليمن .. يواجه الهيمنة الصهيوأمريكية ويتحدى الحصار والتآمر

في مشهد استثنائي على الصعيدين الإقليمي والدولي، أضحى اليمن طرفًا فاعلاً لا يمكن تجاهله في معادلات الصراع حول فلسطين. موقف صنعاء لم يعد تضامناً سياسياً فقط، بل تحوّل إلى عمل عملي ومباشر في فضاء الردع البحري والجوي والديبلوماسي. هذا التقرير يستعرض بأدق ما يمكن الأبعاد العسكرية، السياسية، الإعلامية، والاقتصادية لهذا الدور، يضيف تحليلاً للمخطط التآمري الذي تقوده قوى صهيوأمريكية مع مرتزقة داخلية للحدّ من هذا الإسناد، ويبرز الدور القيادي للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وتأثير خطابه على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

يمانيون/تقرير

 

من التضامن إلى العمل الميداني

منذ تصاعد العدوان الإسرائيلي في غزة، تحوّل الموقف اليمني تدريجياً من إعلان التضامن إلى خطوات عملية متعددة المستويات شملت عناصر لوجستية، بحرية، وعسكرية وسياسية هدفها تهيئة مسارات دعم وأمن لإسناد الشعب الفلسطيني، هذا الانتقال من البيان إلى الفعل أعاد رسم حدود الفاعلية الإقليمية وألقى بظلاله على معادلات الردع في المنطقة.

 

 أدوات الردع اليمنية وتأثيرها

أظهرت القدرة اليمنية تطوّراً في مجالات الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة والعمليات البحرية الممنهجة التي استهدفت خطوط إمداد بحرية وعسكرية في البحر الأحمر ومحاور ملاحة استراتيجية، هذه الخطوات حدّت من حرية الحركة أمام سفن تجارية وعسكرية مرتبطة بالكيان أو المصالح الإسرائيلية، ما أحدث تبعات اقتصادية وعسكرية ملموسة.

وبسبب الضغوط والتعرضات البحرية والجوية، شهدت بعض المسارات التجارية والملاحية اضطراباً أدى إلى تأخيرات وارتفاع تكاليف التأمين والتشغيل للسفن القادمة والمتجهة نحو مناطق مصالح للعدو الإسرائيلي، أثر ذلك انعكس على سلاسل توريد وعمليات لوجستية ذات علاقة مباشرة وغير مباشرة بالكيان.

القدرات اليمنية أعادت تعريف قواعد الاشتباك، ما كان يُعتبر خطاً خلفياً تحول إلى ساحة ذات تأثير، وفرض أن أي تحرك عسكري أو لوجستي للعدو سيتعرض لاحقاً لمحاولات تعطيل أو تضييق.

اعتمدت القيادة اليمنية على مرتكزات سياسية وتعبوية واضحة، قدمت الإسناد كقضية إنسانية وشرعية، وحشدت لها الدعم الشعبي والإقليمي، مع التأكيد على رفض التطبيع وفضح ممارسات العدو الإسرائيلي.

 

اقترنت العمليات بمجهود إعلامي واسع لشرح مبررات الإسناد وكشف محاولات التشويه، الإعلام اليمني سعى إلى تحويل كل تفاصيل المعركة مع العدو،  إلى مادة تعبئة داخلية وخارجية بإبراز معاناة غزة وربطها بالواقع المقرون بالشواهد والأدلة والمقارنة مع الظروف المشابهة في اليمن، ما عزّز وعي الجماهير بخطورة المعركة وأهمية هذا الموقف استجابة لله ورسوله صلوات الله عليه وآله ولقيادة الثورة المباركة التي قادت التحول الكبير في اليمن إلى مستوى العالمية.

 

المخطط التآمري الصهيوأمريكي وتواطؤ مرتزقة الداخل لوقف الإسناد

كان من أهم أهداف هذا المخطط ، عزل اليمن على كافة المستويات وإقناع المجتمع الدولي بعدم شرعية أو قبول عمليات إسناد قد تُعتبر تهديداً لأمن الممرات البحرية أو للاستقرار الإقليمي، وقطع قنوات الدعم عبر محاصرة لوجستية واقتصادية، وتشجيع مرتزقة محليين على زعزعة الاستقرار وتعطيل مسارات الإسناد، وتشويه صورة القيادة اليمنية ووضعها في خانة التطرّف أو خرق القوانين الدولية لتبرير إجراءات احتواء.

لهذا المخطط أدوات ووسائل قذرة أستفاد منها العدو لتنفيذه، خصوصاً بعد فشل الضغوطات الدبلوماسية والاقتصادية، وبدأت في شن حملات اعلامية مضللة، للتشهير والتضليل عبر وسائط دولية لصبغ عمليات الإسناد بأنها تهريب أسلحة أو تهديد للملاحة الدولية، ودعم جماعات المرتزقة لتنفيذ تحركات عسكرية من شأنها تفجير الوضع عسكرياً، وكان هناك أيضاً ولا تزال مساعي حثيثة لإصدار قرارات أو توصيات أممية ودولية تُقيّد الحركة البحرية بحجة الأمن أو مكافحة الإرهاب،

وكل تلك المحاولات والاستهدافات كان هدفها أن يتحول الصراع إلى معركة احتواء طويلة الأمد تستنزف الموارد وتثير الصراع عبر المرتزقة في الداخل، الذين اتسعت دائرة تواطؤهم مع كيان العدو من خلال  تكثيف الهجمات الحملات الإعلامية التضليلية للتشكيك بشرعية موقف الإسناد ، وتزعم تحركات عسكرية في عدد من المحافظات المحتلة وتقديم دعم لوجستي ومادي وتزويد مجموعات المرتزقة بالأسلحة المتطورة لتوريطها في مواجهات مسلحة غير محسوبة العواقب .

 

ثبات الموقف للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي

يتميّز الدور القيادي للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بحفظه الله،  بوضوح الرسائل، حشد المشاعر، وربط الموقف اليمني بالهوية التاريخية والقضايا المركزية للأمة، وفق المنهج القرآني،  وقد أدى هذا النهج إلى توحيد الرؤية والموقف على كافة المستويات .

موجهات الخطاب للسيد القائد  يحفظه الله ، تجاوزت حدود اليمن لتصبح مورد استقطاب مؤثر وقوي للأصوات الرافضة للتطبيع والمطالبة بموقف عملي يدعم فلسطين، أثره ترافق مع رسائل لمعرفة حجم الدعم الشعبي وإيجاد انعكاسات دبلوماسية في بعض دوائر الرأي العام العالمي، خصوصاً وأن كل ظهور للسيد القائد كان يقدم فيه أدلة وشواهد عملية ملموسة لخطورة هذه المرحلة ، وكاشفاً الكثير من تفاصيل المخططات التآمرية للعدو الصهيوأمريكي التي تجاوزت غزة ،

 

ختاماً .. الدور اليمني في إسناد غزة يمثل نقطة تحول نوعية في مسار الصراع مع العدو الصهيوني، إنه موقف يتخطى العمل الرمزي إلى فعل ذو أثر استراتيجي، ويضع اليمن في واجهة جغرافية وسياسية لا يمكن تجاهلها، المخطط التآمري الذي تقوده قوى صهيوأمريكية مع مرتزقة الداخل يهدف إلى إخضاع هذا الفعل واحتوائه، لكن الرد الفاعل يستلزم تكاملاً بين الدبلوماسية، الإعلام، الأمن، والقانون. تقوده القيادة بفاعلية على كافة المستويات، وسيظل لخطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي دور محوري في الحفاظ على تماسك الموقف الوطني وتوسيع آثاره الإقليمية والدولية.

You might also like