وساطة قبلية تُنهي قضية قتل في ردمان بالبيضاء

يمانيون|
في مشهد يجسد أصالة المجتمع اليمني وقيمه النبيلة في التسامح والتآخي، نجحت وساطة قبلية في محافظة البيضاء بإنهاء قضية قتل بين أسرتي آل عسل العواضي وآل عبدالله العواضي في مديرية ردمان، بعد جهود مضنية قادها عدد من مشايخ ووجهاء المنطقة خلال الفترة الماضية.

وجرى الصلح في لقاء قبلي واسع حضره مدير مديرية ردمان ماهر العواضي، والشيخ هارش المنصوري، إلى جانب عدد من عقال ومشايخ قبيلتي آل عواض وآل منصور، وبحضور مستشار محافظ البيضاء ناجي الحنشلي، ومسؤول التعبئة العامة في المديرية إبراهيم السحاري.

وأعلن أولياء دم المجني عليه صالح سالم العواضي العفو الكامل عن الجاني ضيف الله علي العواضي لوجه الله الكريم، تشريفًا للحاضرين واستجابةً لدعوة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الداعية إلى رأب الصدع وتعزيز قيم التسامح وإصلاح ذات البين.

وأشاد مدير المديرية – رئيس لجنة الوساطة – بموقف أولياء الدم الذي وصفه بالمشرّف والنبيل، مؤكداً أن هذا العفو يعكس الوعي الديني والوطني الرفيع لدى أبناء البيضاء، ويؤكد أن أبناء القبائل اليمنية ما زالوا أوفياء لمبادئ الإخاء والوحدة والتلاحم في مواجهة التحديات.

وأوضح أن هذا الصلح يأتي تجسيداً عملياً لتوجيهات قائد الثورة في ترسيخ روح المحبة والصفح بين أبناء الوطن الواحد، ودعا جميع القبائل إلى الاحتكام للعقل والحكمة في حل القضايا الاجتماعية بعيداً عن العنف والاقتتال، مشيراً إلى أن وحدة الصف هي السبيل لمواجهة العدو الصهيوني الأمريكي وأدواته التي تسعى لإشعال الفتنة وتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني.

من جانبه، ثمّن عضو لجنة الوساطة الشيخ هارش المنصوري موقف أولياء الدم وسرعة تجاوبهم مع جهود الصلح، معتبراً أن هذا الموقف يعكس عمق الوعي والمسؤولية الوطنية والإنسانية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، مؤكداً أن مثل هذه المبادرات تساهم في تحصين المجتمع وتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان.

بدورهم، أكد أولياء دم المجني عليه أن العفو جاء استجابة لدعوة السيد القائد لتعزيز مبدأ التصالح والتسامح، مشيرين إلى أن الهدف الأسمى هو الحفاظ على وحدة الصف والتفرغ لمواجهة العدوان الخارجي والمؤامرات التي تستهدف الوطن من الداخل والخارج.

وأشاد الحاضرون بمساعي الوساطة القبلية التي بذلت جهوداً كبيرة في تقريب وجهات النظر، وحرصت على إعلاء مبدأ العفو والإصلاح كقيمة أصيلة في العادات والتقاليد اليمنية، مؤكدين أن هذا الصلح يُعد نموذجاً يحتذى في ترسيخ السلم الأهلي وتعزيز التلاحم المجتمعي.

واختُتم اللقاء بتأكيد الجميع على ضرورة استمرار هذه الجهود المباركة لحل ما تبقى من القضايا الاجتماعية، وتغليب منطق الأخوّة والعفو على كل خلاف، حفاظاً على أمن المجتمع واستقراره، وتأكيداً على أن اليمنيين أبناء وطن واحد يجمعهم الإيمان والكرامة والمصير المشترك.

You might also like