خطر الإغلاق الحكومي في أمريكا يمتد إلى “الحيوانات الأليفة”: أزمة غذاء وارتفاع حالات التخلي عنها

يمانيون |
وسط استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وتأخر صرف إعانات الغذاء، يتزايد القلق بشأن تأثير هذا الإغلاق على أصحاب الحيوانات الأليفة الذين يعانون من صعوبات مالية. مع تأخر صرف إعانات برنامج المساعدة التكميلية الغذائية (SNAP) — الذي يستخدمه العديد من الأسر لشراء طعام للحيوانات الأليفة — يواجه العديد من المواطنين خطر التخلي عن حيواناتهم بسبب عدم قدرتهم على توفير الطعام لها.

تشهد المنظمات غير الربحية في الولايات المتحدة نقصًا حادًا في التبرعات الخاصة بطعام الحيوانات الأليفة، ما يزيد من الضغط على الملاجئ والجمعيات الخيرية. ويعتمد الكثير من أصحاب الحيوانات الأليفة على إعانات SNAP لشراء الطعام البشري، الذي يُستخدم في بعض الأحيان لتغذية الحيوانات، أو لتحرير جزء من دخلهم المحدود لشراء طعام مخصص للحيوانات.

في ولاية لويزيانا، على سبيل المثال، تفكر جمعية “Companion Animal Alliance” في باتون روج في تحويل جزء من ميزانيتها المخصصة للرعاية البيطرية لشراء طعام للحيوانات بعد فقدان أحد كبار المتبرعين، مما أدى إلى إيقاف برنامج توزيع الطعام الذي كان يساهم في دعم حوالي 200 أسرة شهريًا. وتقول بولا شو، مديرة قسم الرعاية في الملجأ، إن العديد من أصحاب الحيوانات باتوا يطعمون حيواناتهم من طعامهم الشخصي.

وفي ولاية إلينوي، تعمل منظمة “Care for Pets” على مساعدة الأسر المتعففة عن طريق توفير متطوعين يرافقونهم أثناء التسوق لشراء الطعام البشري والحيواني معًا. وتروي سارة لونغويتز، من روكفورد، أنها كانت على وشك التخلي عن قطتها وكلبيها بسبب الضغوط المالية، لكن المنظمة وفرت لها بطاقة هدايا تسوق سمحت لها بإطعام أسرتها وحيواناتها.

وتزامن هذا التدهور مع قرار المحكمة العليا الأمريكية بتأييد طلب إدارة ترامب بتأجيل تنفيذ أمر قضائي يُلزم بتمويل كامل لإعانات SNAP، مما يزيد من حالة القلق وعدم اليقين بين المستفيدين والملاجئ على حد سواء.

من جانبها، تشير كيرستن بيك، المتحدثة باسم منظمة “Humane World for Animals”، إلى أن أكثر من 20 مليون حيوان أليف يعيشون في أسر تعاني من الفقر، وأن الضغوط الاقتصادية تعتبر من الأسباب الرئيسية التي تدفع أصحاب الحيوانات إلى تسليمها للملاجئ. وتقول بيك: “رغم أن من المبكر تحديد ما إذا كان هناك ارتفاع فعلي في حالات التسليم، فإن المخاوف قائمة، خاصة مع توقف رواتب مئات الآلاف من الموظفين الذين تم توقيفهم عن العمل”.

وفي ولاية تينيسي، سجّل ملجأ “New Leash on Life” زيادة ملحوظة في عدد الأسر التي تطلب المساعدة من “بنك طعام الحيوانات”، حيث ارتفع العدد من 75 إلى 100 أسرة شهريًا، ليصل إلى 125 أسرة في أكتوبر فقط. وتقول أنجيلا تشابمان، المديرة التنفيذية للمؤسسة، إنهم يفضلون مساعدتهم في إطعام حيواناتهم بدلاً من أن يضطروا لتسليمها.

في نيو أورلينز، وزعت منظمة “Zeus’ Rescues” ضعف الكمية المعتادة من طعام الحيوانات في أكتوبر، معربة عن قلقها من الوضع الذي وصفته ميشيل شيرامي، مؤسسة المنظمة، بأنه “الأكثر إيلامًا” منذ 20 عامًا.

وتبرز أزمة الغذاء الخاصة بالحيوانات الأليفة في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي يواجهها العديد من الأمريكيين، حيث يُضطر البعض، مثل سارة لونغويتز، إلى قبول كعك دونات من بنك الطعام للاحتفال بعيد ميلاد ابنتها، بينما تُظهر محبتها تجاه حيواناتها الأليفة، التي تعتبرها جزءًا من أسرتها. تقول سارة: “هم أهم مني، وهم أطفالي، وأريد أن أضمن أنهم سيأكلون أولاً”.

You might also like