الشهداء والدفاع عن الأُمَّــة الإسلامية
يمانيون| بقلم: مشير الشباني
الشهيد هو ذلك البطل الذي ارتقى بروحه إلى بارئها وهو يدافع عن دينه ووطنه وأمته، مُجَسِّدًا أسمى معاني التضحية والفداء.. إن مكانة الشهداء عند الله سبحانه وتعالى ليست مُجَـرّد تكريم لمتوفى، بل هي ركيزةٌ أَسَاسية لبقاء الأُمَّــة وقوَّتها في مواجهة التحديات والأخطار.
يُعتبر الشهيد حصن الأُمَّــة المنيع؛ فبذل النفس والمال في سبيل الله والذود عن حياض الإسلام والوطن يمثل خط الدفاع الأول والأخير.
إن دماءهم الزكية والطاهرة هي الثمن الذي يُدفع لتبقى راية الإسلام مرفوعة، ولتتنفس الأُمَّــة في جو من العزة والكرامة.
لولا تضحيات الشهداء العظماء، لتمزقت الأوطان واستُبيحت المقدسات، ولعاشت الأُمَّــة تحت وطأة الذل والاستعباد.
تضحية الشهداء لا تقتصر على اللحظة التي يُسْقَطون فيها، بل هي مدرسة حية تُعلِّم الأجيال معنى الشجاعة والعطاء والإخلاص واليقين.
يغرس الشهداء في نفوس الأُمَّــة روح التحرّر والصمود، ويضخون في شرايين المجتمع دمًا جديدًا من الحماس المتجدد والعزيمة التي لا تلين.
هم شموع البشرية التي تحترق لتضيء الطريق للأُمَّـة في ظلمات الاستبداد والعدوان، مُذَكِّرين الجميع بأن الحياة الحقيقية لا تكتمل إلا بالتضحية؛ مِن أجلِ المبادئ الإيمانية.
من الناحية العقائدية، فإن للشهداء مكانة عظيمة في الإسلام، حَيثُ وعدهم الله بمنازل عليا في الجنان.
فهم “أحياء عند ربهم يرزقون”، وغفران ذنوبهم وشفاعتهم لأهلهم يُعزز من قيمتهم الروحية والمعنوية في الأُمَّــة.
إن تضحيتهم تتحول إلى إرث خالد يساهم في بناء مجتمع قوي قائم على القيم الإيمانية والإنسانية، ومصدر دائم للعزة والكرامة.
في الختام، إن الشهداء هم منارات المجد والفداء التي تضيء دروب الأُمَّــة نحو التحرّر والسيادة.
واجبنا تجاههم ليس فقط في تكريمهم، بل في إحياء ذكراهم وتعزيز روح التضحية في نفوس الأجيال، والسير على درب العزة الذي خطوه بدمائهم.
هم شهداء الدنيا والآخرة، بهم تحيا الأُمَّــة وبهم تُرفع راياتها.