Herelllllan
herelllllan2

كرة جريفيث في ملعب «التحالف»: إلى جولة جديدة في الحديدة؟

يمانيون: العربي – جمال محمد 

مع تسارع المؤشرات السياسية والميدانية في اليمن، يستعد «التحالف» الذي تقوده السعودية، لاستئناف عملياته العسكرية في محافظة الحديدة، لاستكمال ما كان بدأ العمل عليه خلال الأيام التي أعقبت إعلان الإمارات تعليق العمليات. في المقابل، بدأت سلطات صنعاء، في تنفيذ خطة عسكرية جديدة، بشن عمليات هجومية متعددة، تهدف إلى استنزاف «التحالف»، تزامناً مع تحركات المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، لوقف الحرب في البلد، واستئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية.

جولة ساحل جديدة

يستأنف «التحالف» جولة جديدة في الحديدة، بتنفيذ عمليات تسعى إلى تقدم داخل المناطق الداخلية للمحافظة، انطلاقاً من مديرية التحيتا، فيما شنت مقاتلاته سلسلة غارات جوية، فجر أمس، على مدينة الحديدة، مُستهدِفةً محطة إذاعة الحديدة، ومحطة مياه الشرب، التي تضرّرت هي الأخرى، إضافة إلى مرسى الاصطياد السمكي. كما شنت هجوماً جوياً على مديرية الحالي، مستهدفة مصنع البلاستيك في منطقة كيلو 16، فضلاً عن استهداف زبيد بثلاث غارات، ومديرية الدريهمي باثنتين أخريين، ومديرية الزيدية بست غارات.
وفي حديث إلى «العربي»، اعتبر مراقبون أن «تصعيد التحالف الجديد على الحديدة في ظل تحركات جريفيث، يمثل رسلة سلبية إلى المبعوث الأممي تعيق مساعيه»، وهو ما أكده رفض التحالف أمس الأول، بتأخير منح طائرة جريفيث الإذن بمغادرة مطار صنعاء.

معادلة ردع 

في المقابل، كشف مساعد الناطق الرسمي للقوات المسلحة التابعة لصنعاء، العقيد عزيز راشد، في حديث إلى «العربي»، أن «قوات الجيش واللجان الشعبية في وضع تصعيد الهجمات المتعددة لكتم نفس العدو واستنزافه في جميع جبهات القتال».
وأوضح العقيد راشد، أن «أشلاء ودماء الأبرياء التي سفكتها دول التحالف هي من دفعت القدرات العسكرية للجيش واللجان الشعبية للتصنيع العسكري والتطوير».
وأكد راشد، أن «الجيش واللجان الشعبية يمتلكون بنك أهداف عسكرية واقتصادية في السعودية والإمارات سيتم قصفها، كاشفاً أنهم يمتلكون أكثر من 1000 صاروخ من الصواريخ اليمنية الاستراتيجية المتطورة».
واعتبر مساعد ناطق الجيش في حكومة صنعاء، أن «جلب السعودية للمرتزقة للقتال نيابة عن جيشها، يؤكد «عدم قدرة المملكة على المواجهة والدفاع عن نفسها».

استعداد للتصعيد

في السياق، أفاد مصدر عسكري في وزارة الدفاع التابعة لحكومة «الانقاذ» في صنعاء، في حديث إلى «العربي»، أنه «منذ ثلاثة أشهر، وقيادات عليا في الجيش اليمني واللجان الشعبية تشرف على عمليات تدريب عدد كبير من المجندين الجدد، الذين قرروا الانضمام إلى جبهات القتال».
ووفق المصدر «تأتي غالبية عمليات التجنيد، ضمن خطة رفع الجاهزية في جميع الجبهات، خاصة في جبهات الساحل الغربي، التي صارت اليوم أكثر استعداداً للتصدي لأي هجوم محتمل قد يستهدف الحديدة».
وأضاف أن «المئات من أبناء مناطق تهامة، انضموا إلى الجبهات بعدما تلقوا دورات تدريبية في معسكرات خاصة»، وهو مأ أكده عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، سليم المغلس، بتوافد المقاتلين «بصورة مستمرة إلى كافة محاور محافظة الحديدة»، كاشفاً عن أن التصعيد العسكري من قبل «التحالف» يهدف إلى «تضييق الخناق على أبناء تهامة وعلى البلد بأكمله».
مصادر سياسية أخرى كشفت لـ«العربي»، أن «أنصار الله» رحبت بمقترح المبعوث الأممي الذي أبداه خلال زيارته صنعاء، قبل ثلاثة أيام، حيث حدد جريفيث نهاية أغسطس المقبل، موعداً لعقد جولة مفاوضات جديدة بين الأطراف اليمنية في سويسرا، تبدأ بمشاورات ذات طابع إنساني لمناقشة ثلاث ملفات هي:
1- البنك المركزي ورواتب موظفي الدولة.
2- أسرى الحرب والمفقودين.
3- والممرات البرية والبحرية والجوية.
وفي هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، سليم المغلس، لـ«العربي»، أن «التعاطي الإيجابي المسؤول من قبل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي مع مبادرة المبعوث الأممي من واقع الحرص على محافظة الحديدة، وهو الأمر الذي كشف زيف الذرائع التي يتدثر بها العدوان».
مقترح المبعوث، يظل مرهوناً بموافقة السعودية والإمارات على تجميد العمليات. وهو شرط لا يبدو، إلى الآن، محل قبول الدولتان، من خلال استئنافهما لجولة تصعيد جديدة في الساحل الغربي والحديدة، الأمر الذي أكده المغلس، بعدم توفر الإرادة السياسية لدى «التحالف» للوصول لأي تسوية سياسية في الحديدة، فيستمر في وضع العراقيل أمام كل مَن مِن شأنه إيقاف الأعمال القتالية والذهاب إلى حل سياسي.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com