Herelllllan
herelllllan2

مرحلة التقسيم والسيطرة

يمانيون../

بعد خمسة أعوام من العدوان والحصار على شعبنا اليمني بذريعة إعادَة ما يسمى بـ “الشرعية” إلى صنعاء ، كشفت دولُ العدوان عن مطامعها وأهدافها فوق الأراضي المحتلة في كُلٍّ من سقطرى والمهرة وحضرموت والجزر اليمنية وباب المندب وعدن وأبين وشبوة ، ولكنها اصطدمت بالرفض الشعبي لتلك المخططات والممارسات الاستعمارية ودعوات طرد الغزاة ومقاومتهم فيها .

وهذا ما حصل مع المطامع الإماراتية في جزيرة سقطرى وفي محافظة عدن وشبوة ، كما حصلت نفس التحركات الشعبيّة أمام المخططات السعودية في محافظة المهرة بقيادة وكيل المحافظة المناضل صالح الحريزي ، الذي قاد ونظّم عدداً من الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات ووصول الحال إلى الاشتباكات المسلحة مع الجيش السعودي ومرتزقته وسقوط شهداء وجرحى ، أثناء محاولات تمرير أنبوب للنفط السعودي عبر المحافظة إلى البحر العربي وافتتاح معسكرات لتمركز الجيش السعودي ومعداته العسكرية فيها ، إضافة إلى محاولات تغيير مراسم الحدود في الجغرافيا اليمنية ومصادرة مئات الكيلومترات منها .

ليس هذا فحسب بل إن شرعية الفنادق المتنازلة عن سيادة اليمن وثرواته وقراره السياسي ، فقدت قدرتها أمام الرفض الشعبي وسقط القناع عنها فتنامى الوعيُ الوطني في تلك المحافظات وبدأت ملامح المقاومة تتبلور ، ما دفع بدول العدوان إلى سرعة اتخاذ قرار التقسيم عبر بوابة فصل جنوب الوطن عن شماله من خلال دعم وتمكين أدواتها في عدن ومساعدتها لما يسمى بـ “المجلس الانتقالي الجنوبي” وتحريكه لطرد أبناء المحافظات الشمالية ومرتزقة شرعية الرياض منها والسيطرة على المقرات والوزارات والهيئات العامة فيها تمهيدا” لإعلان الانفصال والسيطرة على المحافظات الجنوبية سابقا بتخطيط ومساعدة سعودية إماراتية .

ومن هذا المنطلق تشير المعطيات والتي منها إعلان الانتقالي الجنوبي إرسال وفد للتفاوض مع الرياض يخفي خلفه حقيقة الذهاب لدفع الفاتورة بالتنازل عن محافظة المهرة والاستمرار بإرسال مرتزقة جنوبيين إلى الجبهات الجنوبية للمملكة لمواجهة الجيش واللجان الشعبيّة فيها ، مقابل الدعم السعودي لتوسع مليشيات الانتقالي في بقية المحافظات الجنوبية خلال الأيّام القادمة وطرد الشرعية ومعسكراتها منها ، وتمكين السعودية لتنفيذ كُــلّ أهدافها تحت هذا الغطاء ، إضافة إلى إبقاء جزيرة سقطرى وميناء عدن تحت السيطرة الإماراتية ، فيما منابع النفط في شبوة وأبين وحضرموت ستكون من حصة الجيش الأمريكي .

كما هي المعطيات تؤكد استمرار الابتزاز السعودي لحزب الإصلاح وقياداته فيما يسمى بحكومة الشرعية للتنازل عن خيرات محافظات مأرب والجوف وتكون في إقليم منفصل يحظى باستمرار تدفق الدعم لمرتزقتهم المستمرين في الحرب والمواجهة مع الجيش واللجان الشعبيّة وتنفيذ محاولات زعزعة الأمن والاستقرار وتنفيذ عمليات الاغتيالات في المناطق والمحافظات الشمالية بعد الاكتمال من تقسيم اليمن إلى أقاليم وكل إقليم ينفذ المهام الموكلة إليه في مواجهة قوة الردع المتصاعدة لجيش ولجان حكومة الإنقاذ الوطني .

وليس هذا فحسب بل إن الطرق المختصرة لخروج السعودية من هذه الحرب وتوقيفها يفرض عليها تحقيق بعض من أهدافها ومخططاتها عبر هذه الآلية التي اتضحت ملامحها أمام مختلف القوى والمكونات السياسية اليمنية المتصارعة منذ خمسة أعوام ، وأمام كُــلّ المتابعين لمجريات وتحولات العدوان على الشعب اليمني بقيادة ودعم وإسناد أَكْبَــر تحالف عسكري استعماري صهيوأمريكي ومشاركة أقوى الدول الأوروبية فيه .

وأمام كُــلّ هذه التحولات يبقى اتفاق السويد والانسحاب الشكلي للإمارات مجرد خديعة تمنح قوى العدوان ومرتزقتهم الوقت الكافي بما فيه من المهادنة لتنفيذ أجندتهم التقسيمية لهذا الشعب ومكوناته السياسية ومصادرة ثرواته ونشر القواعد العسكرية التي تخدم المصالح الصهيوأمريكية في المنطقة وممراتها البحرية الهامة في هذا العالم .

*منصور البكالي

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com