خزان صافر.. بين العجز الأممي والتآمر الأمريكي..!
مجيب حفظ الله :
يعرف الأمريكان أن بوارجهم التي ترفع العلم السعودي هي من تحاصر بحورنا وموانئنا وهي التي تقصفنا ثم يتهمنا الأمريكان بأننا نحن من نمنعهم من الوصول إلى سواحلنا..
تخيلوا معنا المشهد الذي يريد الأمريكان أن يقنعوا العالم بأنه حقيقةٌ وليس من وحي أباطيلهم..
ما يقوله الأمريكان للعالم بأن الضحية هي التي أخذت السكين وقامت بذبح نفسها ليس انتحاراً بل لأنها تريد أن تفعل ذلك..
أليس هذه قمة الكذب الذي لا يستسيغه عاقلٌ أو لربما حتى مجنون..
وعلى الرغم من ذلك فإن المسرحية الهزلية تستمر وتجد لها صدىً في آذان المجتمع الدولي وتتبنى الأمم المتحدة النظريات الأمريكية بكل رخصٍ لتقف كعادتها كأكبر شاهد زورٍ في هذا الكون على جرائم الأمريكان وابتزازهم..
منذ الشهور الأولى لهذا العدوان والحصار الجائر والسلطات هنا في صنعاء تخاطب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأن هناك خطراً محدقاً يتمثل في المحطة النفطية العملاقة “صافر” التي ترسو في شواطئ البحر الأحمر..
وحذرت صنعاء في أكثر من خطابٍ رسميٍ للأمم المتحدة ومبعوثيها الدوليين المتعاقبين من خطورة الاستمرار في عدم ابقاء المخزون الهائل في السفينة العائمة دون صيانتها لأن بوارج العدوان تحول دون ذلك..
لكن الرد الأممي كان دوماً متخاذلاً ولسان حاله يقول بأننا لم نفعل شيءٍ لأيٍّ من شعوب العالم فما الذي تريدون أن نفعله لكم.. الأمر هو بيد الأمريكان وأنتم تدركون ذلك..
وليت الأمم المتحدة أكتفت بدور المتفرج العاجز لكنها حينما تقرر أن يكون لها دورٌ فإنها تسارع لتكون في صف القاتل ودوماً ما يكون دورها الشهادة بأن الضحية هي التي قتلت نفسها..
تنقل شبكة “سي إن إن” بيان للخارجية الأمريكية تتهم فيه جماعة “انصارالله” بأنها المسئولة الوحيدة عن أي كارثة بيئية محدقةٍ قد تطال الخزان التصديري العائم صافر بعد سنوات من التوقف بحمولتها دون اي صيانة في عرض البحر الأحمر..
يقول البيان الأمريكي بأن صنعاء هي وحدها من ستتحمل وحدها التكاليف الانسانية الباهضة ان انفجر “خزان صافر النفطي” بحمولته التي تزيد على المليون برميل..
اتهاماتٌ باطلةٌ ورخيصة بل هي جريمةٌ جديدةٌ بحق هذا الشعب الذي كتب عليه أن يواجه أعداء يرتكون الجرائم ثم لا يجدون الجرأة والشجاعة للاعتراف بارتكابها ويحاولون أن يلصقونها بالمجني عليهم..
هل تظنون أن العالم لا يملك سمعاً ولا بصراً ليشهد على جرائمكم.. أن العالم يتعامى فقط عن جرائمكم سواءً كان ذلك بنية التواطئ معكم أو تعبيراً عن عجزه واستكانته لكم لكن التاريخ لن يرحمكم والحقيقة ليست سراً بل هي ساطعةٌ كالشمس..
يدعو بيان الخارجية الأمريكية صنعاء للتعاون مع مبعوث الأمم المتحدة لتسهيل مهمة صيانة “صافر” وإلا فأنها وحدها من تتحمل مسئولية ما سيحصل أن حدث تسربٌ نفطيٌ في هذا الخزان النفطي العملاق العائم..
افتحوا الأدراج والملفات ستجدون المناشدات تلو المناشدات من صنعاء التي تطالب الأمم المتحدة بأن تتحمل مسئوليتها التاريخية باتاحة الفرصة لنا لصيانة السفينة العائمة صافر والعمل على بيع حمولتها بإشرافٍ أممي لتجنب كارثة محدقة قد تصيب هذه المحطة التصديرية المؤقتة..
فما الذي فعله غريفيث والمبعوثين الذين سبقوه على هذا الصعيد.. كلما قاموا به هو ايصال رسالتنا للأمريكان الذي ردوا عليه بأن لا شأن لكم بهذه القضية ونحن من يعرف كيف يتعامل معها وها قد بانت النوايا الاجرامية اليوم عبر بيان الخارجية الأمريكية..
الاصرار الاجرامي من قبل قوى العدوان على عدم صيانة المحطة التصديرية العائمة صافر ولا تفريغ حمولتها لم يكن مجرد تعنت من قبل بوارج العدوان وقيادته بل كان هدفًا لاستغلاله كسلاحٍ لا أخلاقيٍ آخر بحق هذا الشعب..
بانت شمس الحقيقة واتضحت الصورة وما نرجوه فقط هو أن يخيب الله آمال قوى العدوان وعلى رأسهم الامريكان وأن لا يحصل شيءٌ مما يخطط له هؤلاء ففي الأخير من سيتضرر من هذه الجريمة هي بحورنا وسواحلنا وصيادينا وخيرات بلادنا وطبيعتها..
سيحمي الله اليمن كما حماها طيلة خمس سنين من العدوان على الرغم من أن عدونا يستخدم كل الأسلحة المحرمة واللا أخلاقية..