Herelllllan
herelllllan2

وردنا الآن… مهمة خاصة لخبير يهودي بهذه المحافظة العريقة وغضب واسع من قبل القبائل( تفاصيل)!

يمانيون| متابعات – علي الشراعي

كانت مدينة مأرب اكثر من غيرها من المدن الأثرية اليمنية محطة اهتمام للمستشرقين الأوروبيين والمهتمين بأثارها ونقوشها ومواقعها الأثرية

وكان البعض منهم يعمل لصالح مؤسسات اوروبية ذات توجه معين للوصول إلى نقوش تخدم توجههم العقائدي وتكشف الغموض عن تفسيرات دينية مازالت مجهولة معتبرين ارض اليمن عامة ومدن مأرب والجوف ونجران خاصة بأثارهما ونقوشهما العديدة والمتنوعة مصدر هام لكل ما يبحثوا عنه .

بداية الرحلة

ففي عام 1869م عزمت اكاديمية النقوش والآداب الفرنسية على نشر مدونة النقوش السامية فعهدت إلى خبير الأثار اليهودي يوسف هاليفي بنقل النقوش القديمة التي قد يجدها في اليمن .ووصل هاليفي إلى مدينة عدن و شاهد في منزل الحاكم البريطاني بعض الأحجار المنقوشة ثم استقل قاربا من عدن إلى الحديدة ومنها اتجه صوب مدينة صنعاء والذي اتخذ له مرافق يهوديا من صنعاء يدعى حاييم حبشوش فزار موقع الحليس حيث شاهد احجار اً كثيرة بجوار الموقع وتسلق جبل نقم ليرى قلعة براش وزار غيمان .

التواجد اليهودي

ومن ثم عزم على زيارة مدن الجوف ونجران ومأرب واستأجر الجمال اللازمة ومعه المرشد اليهودي واخذ من رئيس الجالية اليهودية بصنعاء خطابات توصية لكل اليهود الذين يعيشون في القري التي يمر بها ففي وكان في اليمن طائفة يهودية كبيرة حظيت بوضع خاص باليمن إذ كان يترفع اليمنيون عن قتل يهودي أعزل من السلاح وقد مكن هذا الوضع لليهود بالحماية ولا يخاف أفرادها على حياتهم وقد استفاد هاليفي اليهودي من ذلك وتزين بزي يهودي يمني وترك خصائل الشعر تنسدل على جانبي رأسه وبدأ يتجول في اليمن وبالأخص في المناطق النائية فزار الجوف ونجران ومارب . ففي20 فبراير 1870م غادر صنعاء وامضى ثلاثة أيام في دراسة الأماكن القريبة من الروضة والرحبة وكلها جزء من بني الحارث حيث عثر على بعض النقوش .

وواصل السير نحو منطقة شراع بمدينة عمران فشاهد نقوشا كثيرة في تلك المنطقة وعلى صخور الجبل المجاور ورأي آثار معابد كثيرة هامة من ايام الدولة الحميرية . وكان هناك بالقرب من قمة الجبل كهف يعتقد الأهالي ان الجن يسكنوه ولكن هاليفي يعتقد انه كهف طبيعي استخدم بعد توسيعه كمقبرة لأحد الحكام القدامى الذي ذكر اسمه والقابه بمدخل الكهف .وقد اعتقد بعض الناس بمنطقة شراع انه مسيحي وسجنوه ثمانية ايام قبل ان يتمكن اليهود المجاورون لتلك المنطقة من اقناعهم انه يهودي. فترك هاليفي شراع اراد زيارة ناعط وصرواح بعد ان اوصاه اليهود بزيارتهما لاحتوائهما على كثير من الآثار القديمة ولكن حربا كانت قد نشبت بين قبلتين هناك جعلته يعدل عن تلك الزيارة خشية تعرضه للخطر .

لوحات منقوشة

ودخل أرض نهم وزار منطقتي المديد وضبوعة ووجد بعض النقوش ونقل عدداً لا بأس به من النقوش المدونة على جبل شيبان . وفي خربة بران وجد بقايا منازل مبنية باللبن والحجر وشاهد في جبل يام في منطقة الفرضة نقشا . ومن ثم توجه نحو الجوف وبجوار مدينة الحزم زار اطلال مدينة هرم حيث وجد صفا من اللوحات المنقوشة وكان مدخل المعبد مازال قائما وشاهد وجود زخارف تمثل الزهور والفاكهة وبعض الرسومات الآدمية ووجود نقوش كثيرة على احجار المعبد

على ان اعظم مدينة زارها هاليفي اطلالها هي مدينة معين والتي كانت قديما مدينة قرناو وكانت عاصمة دولة معين ووصف التل والمعبد القديم وعدة شواهد تذكارية بداخله . وإلى الشرق من مدينة معين زار هاليفي بقايا معبدين ربما كان احدهما لعبادة عثتر ووجد صفا من اللوحات كتلك التي رآها في مدينة هرم وذكر الموقع باسم المحير . كما شاهد بقايا ثلاث مدن معينية قديمة البيضاء والسوداء وكمنة ومنها نقل عدداً كبيرأ من النقوش .

حصون ضخمة

وفي براقش شاهد آثار جبل سليان وآثار وادي مذاب الهامة ونقل هاليفي من مدينة براقش مائة وخمسة وخمسين نقشا كما أشار إلى النقوش التي نقلها في مكان يسمى الدبر وذكر الخرائب القديمة التي يطلق عليها اسم خربة مسعود وشاهد في منطقة الغالية قلعة مشيدة بالأحجار بعضها يحمل نقوشا . ومن بين الأثار التي اكتشفها هاليفي اطلال حصون ضخمة وبقايا أسوار عظيمة ترتفع بينهما الأبراج العالية وفي المقام الأول عثر على كثير من المعابد التي تزينها الأعمدة والأنصاب ومن أطلال المعابد الكبيرة التي يذكرها هاليفي تلك القائمة في مكان مرتفع بمدينة براقش

وزار مدينة نجران حيث اخذ رسوما لآثار مدينة نجران القديمة وكل مدن وادي نجران . ويعتبر هاليفي ثاني رجل اجنبي بعد القائد الروماني اليوس جالوس 24 قبل الميلاد قطع الطريق من نجران حتي منطقة الجوف الجنوبي ومن ثم مدينة مأرب .

مدينة النحاس

وكانت مدينة مأرب الشهيرة بأثارها هي المحطة الثالثة والمهمة له حيث كانت آثار مارب في ذلك الوقت المبكر قد بدأت تجد طريقها إلى مدينة عدن فقد اعتاد احد الهنود ويدعى (موسلل) المجيء إلى مأرب لشراء آثار من الأهالي لكي يبيعها للإنجليز في عدن فسبب وجود موسلل في مأرب متاعب لهاليفي مما اضطره إلى ان يختصر فترة اقامته بمارب . فمر بالعديد من المناطق الأثرية في طريقة نحو مأرب فمر بالحزمة ثم مدينة النحاس حيث كانت توجد بقايا مدينة كبيرة وأعمدة من الرخام . و نسخ نقوشا من على الأحجار في الجبانة خارج المدينة .وفي طريقه إلى سد مارب شاهد بقايا تمثال ضخم من الحجر الصلد ولم يتبقى منه سوى اصابع القدم ولكنه كان ثقيل مما تعذر حمله .

حروف عبرية

ووصف هاليفي السد ونسخ منه تسعة نقوش ومن ثم توجه نحو مدينة صرواح ووصف آثارها وذكر الحصن وعرش بلقيس واشار غلى صفين باقيين من اللوحات والأعمدة ولم يتمكن من نقل النقوش لأنه شعر بأن حياته في خطر فقد كان يضطر إلى نسخ اغلب النقوش بحروف عبرية لكي يخفي عمله عن اعين الأشخاص المشكين بطبيعة عمله خاصة انه يهودي ومهتم بالأثار وكثيرا من الأحيان كان يعتمد على دليله حبشوش في نسخ بعض النقوش لذلك عاد إلى صنعاء عن طريق حريب وسيال . وفي عودته توقف في قرية تسمى تنعيم وكانت تشتهر بمحاربيها من اليهود الشجعان ولكن هاليفي يصف يهودها اجهل يهود قابلهم في اليمن .

رحلة نجران

وعندما عاد هاليفي إلى باريس كان معه 686 نقشا قديما قدمها إلى المجمع الفرنسي وقد تبين ان هذه الكتابات لم تكن معروفة حتى ذلك الوقت عدا 15 نقشا منها . حيث كان قد استنسخ النقوش من 37 موضعا مختلفا ثم قام بنفسه سنة 1872م بنشرها مع مذكرات عن رحلته في المجلة الأسيوية وقام بالسنوات التالية بدراسات تحليلية للنصوص النقشية . كما نشر مقالا عام 1877م عن رحلته إلى نجران

كتابات متنوعة

ورغم ذلك تبقي رحلة هاليفي فريدة في تاريخ الاكتشافات الاثرية في اليمن إذ لم يتمكن احد ممن سبقوه او من اتي بعده من زيارة نجران والجوف ومارب معا خاصة وقد تعرضت العديد من النقوش التي نسخها بنجران للضرر بعد زيارة هاليفي لها بعد عام 1870م . فرحلة هاليفي تكتسب اهمية كبيرة فقد ساعدت الكثير من علماء الأثار على معرفة الشيء الكثير عن حضارة اليمن القديم ولغة سكانها بالاستناد إلى الكتابات المتنوعة التي استنسخها ونشرها وأن اطلال المدن الكثيرة والأبنية الضخمة التي كشف عنها على ضفاف وادي الخارد بالجوف تدلنا على ان تلك المنطقة قد بلغت في القديم درجة عالية من الحضارة .

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com