أسطورة طومر !!
يمانيون// بقلم العلامة/ الحسين بن أحمد السراجي
أيّ بطل أنت ؟!
من أي سلالات الوفاء أنت ؟!
من أي طينة أخلاق ومروءة أنت ؟!
من أي أنوار الله عز وجل اختارك أنت ؟!
يا له من مقدام وليث ضرغام أدهش العالم بـ :
شجاعته وإقدامه .
صبره وإيمانه وثباته .
وفائه وإخلاصه .
عزمه وإصراره .
كأنك في زمن النبي وعصر النبوة !!
كأنك حيدر يوم بدر وخيبر والأحزاب !!
يا لحداثة سنك ويا لقوة إيمانك !!
تلك المشاهد والمواقف التي يسطرها أبطالنا في الجبهات لولا توثيقها بالصوت والصورة ما استوعبتها الكثير من العقول ولقالوا إنها المبالغات والتخيلات !!
المواقف التي تنقلها الكاميرات قليلة جداً حيث الكثير من البطولات والمواقف والمشاهد لم تكن الكاميرات ساعتها موجودة !!
كم سمعنا من حكايات المجاهدين الأسطورية فمنا من لا يستوعب ومنا من يستهبل ومنا من يطعن وقليل هم المصدِّقون !!
الأسطورة الطومرية :
حُبِست الأنفاس والعيون تشاهد ( أبوفاضل ) يقود الدبابة المصفحة داخلاً بها بين النار والموت في قاع مكشوف وآلاف زخات رصاص الرشاشات والقناصات والـ آر بي جي تنهال عليه وعلى دبابته المصفحة من كل جانب !!
علم أبوفاضل بأن مجموعة من رفاقة المجاهدين محاصرون في جبهة المرازيق بالجوف فامتطى صهوة دبابته المدرعة واتَّجه نحو رفاقه المحاصرين بشكل يشبه أفلام الأكشن الخيالية !!
بشجاعة وإقدام قاد مدرعته – الشجاعة كشجاعته – والموت يتساقط عليه من كل جهة حتى وصل إليهم وأخذ المجموعة الأولى من الجرحى وعاد بين الموت حتى وصل الأمان .
ثم عاد مرة أخرى لبقية المحاصرين وبنفس الطريقة والمشهد الإيماني النادر العجيب وحمل من استطاع منهم بينما بقي 3 تركهم على وعد بالعودة لهم ورجع بهم بين الموت في مشهد هو المعجزة ذاتها وقد أوصلهم سالمين !!
كانت مجنزرات الآلية المدرعة قد تعرضت لضربات الـ آر بي جي فتعطلت لكنه لم يستلم فأخذ آلية مكشوفة وسلك نفس الطريق لحمل الثلاثة المتبقين !! الرصاص المنهمر كالمطر وعناية الله ترافقه وحين وصل المكان كان المرتزقة قد سيطروا عليه بينما الـ 3 المجاهدين اضطروا لتغيير موقعهم فانعطف يبحث عنهم وكلما دار دورة يسمع أصواتهم فيعود وهكذا ثلاث مرات !!
جُرح البطل أبوفاضل وتعطلت الآلية فخرج منها وهو يعرج لكنه يمشي والرصاص تنهال عليه حتى وقف يعانق المنية مبتسماً .
من الذي شاهد الموقف البطولي الطومري الأصيل ولم يتأثر أو تنهمر الدموع من عينيه ؟! من ذا يمكنه عدم التأثر ؟!
المرتزقة الذين كانوا في الواجهة لم يستوعبوا حتى اللحظة ما شاهدوه وعايشوه !! المرتزق نفسه توقف بذهول بينما شهد المحايد المتلون أن الموقف آية من البطولة !!
أبوفاضل ليس الأول ولن يكون الأخير فتضحيته الباسلة وموقفه الإيماني ووفاؤه النادر وشجاعته التي لا نظير لها جميعها دروس تضاف لما عشناه من دروس رفاقه الذين سبقوه تاركين أكاديميات البذل والإيمان والتضحية والعطاء .
البطل اليماني هاني بن محسن صلاح طومر أبوفاضل إبن حيدان / صعدة التي أنجبت خيرة رجالات العصر بذلاً وإيماناً وعطاءً وقهروا أعتى طواغيت الأرض .
ختاماً :
كل فساد يخون هذه التضحيات !! وكل فاسد يستهين بهذه الدماء !!
هل يستشعر الجالسون على الكراسي مشاهد التضحية التي قدمها أبوطومر ورفاقه ؟!
هل يستوعبون حجم البذل الذي قدمه هذا البطل العتيد ؟!
إنهم بحاجة ماسة لاستلهام الدروس الخالدة التي تركها البطل أبوفاضل .
ماذا لو جلسوا يشاهدون الدروس الطومرية علَّهم يصلحون ويصدقون ويخلصون !!
ذلك ما نتمناه والله الغالب على أمره .
سلام الله عليك يا أبا فاضل .
سلام على البيت الذي ربَّاك .
سلام على والديك .
وسلام على الثقافة التي تشربتها .
وسلام على الإيمان الذي اعتنقته والتضحية التي عشقتها .
هنيئاً لك طومر فقد خلَّد التأريخ ذكرك كواحد من أبطال الأساطير .