Herelllllan
herelllllan2

الهجرة النبوية…من وحيها تحيا القلوب

منير الشامي

يصادف يوم غدا ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها صلوات الله وسلامه وعلى آله وسلم والتي تمثل أهم حدث في تاريخ الرسالة المحمدية بعد البعثة، فهي نقطة فاصلة بين الحق والباطل، وبين النور والظلام، وبين الجاهلية والإسلام – وهي بحق الحدث الذي غير مسار التاريخ البشري وهي المنعطف التاريخي الذي بسببه أشرقت أنوار الرسالة الخاتمة على مشارق الأرض ومغاربها

فبعد أن اجتمعت قريش واتخذت قرارا لم تجرؤ على اتخاذه طوال ثلاثة عشر عاما وعزمت عليه اخبر الله رسوله بما كان من كفار قريش وبما عزموا عليه بقوله تعالى ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْـمَاكِرِينَ ) فكانت هذه الآية إيذانا من الله سبحانه وتعالى لرسوله بالهجرة إلى يثرب

لقد كان بإمكان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يجعل هجرته كمسراه في أقل من لحظة واحدة من ثانية إلا أنه لم يفعل ذلك وجعل من نفسه قدوة لأمته في تحمل مسؤولية الدعوة وتحمل الصعاب والمشاق في حملها، وخوض بحار الأخطار للحفاظ عليها، ومواجهة قوى العالم من أجل تبليغها وتسخير النفس والجسد وبذل كل شيء من أجل أداء امانتها ارضاء لله وحده

وهو ما جسده الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحدث العظيم تجسيدا كاملا، بتحرك عملي وموقف ثابت تضمن من الآيات والمعجزات ما يكفي ليسلم ويؤمن بالله ورسوله الحجر والشجر وليس البشر فقط وتضمن من الدروس والعبر ما يكفي لهداية الناس جميعا،فمن معجزاتها العظيمة خروج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من بيته أمام العيون المفتوحة التي كلفت برصده ومن بين السواعد القوية القابضة على السيوف التي أعدت لقتله وقيام الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذر التراب على رؤسهم استحقارا لمكرهم ومكر شيطانهم ومن معجزاتها ايضا خروج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو وحيد من وسط أمة تريد دمه، ومن معجزاتها ما جرى في غار ثور وما جرى لسراقة بن مالك وغير ذلك من أحداث الهجرة النبوية الخارقة للعادة.

ومن آيات الهجرة وعبرها دروس شتى للبشرية وأولها أن كل من يحارب الله خسران مهزوم ولو كان عددهم كرمال الصحاري والسهول، وأن من يجاهد في سبيل الله مؤيد ومنصور ولو وكان وحيدا، ومن آياتها أيضا أن لله سبحانه وتعالى جنود السموات والأرض وأن أمره نافذ ووعده واقع فقد رد كيدهم عن نبيه بأوهن البيوت بيت العنكبوت، وخسف اﻷرض تحت حوافر خيل من لحقوا به ومن آياتها ودروسها أيضا أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قطع أكثر من 400 كيلومتر في هذه الرحلة ليعلم الناس أن ركوب الاخطار من أجل الحق سعادة وتحمل المشقة في سبيل الله نعيما

والتحلي بالصبر من أجله قربة وأن حمل امانة الرسالة منوطا بكل مؤمن ومؤمنة منذ ذلك اليوم وإلى قيام الساعة، وهذا كله هو ما يجب علينا أن نستفيد منه من ذكرى الهجرة النبوية الشريفة وما يجب أن نحييه في اعماقنا ونزكي به نفوسنا ونجسده في واقعنا بمواقف ثابتة لله ورسوله وتحرك عملي في حمل أمانة الرسالة وتبليغها وفي حمل مسؤلية الدين والتمسك بقيمه ومبادئه والسير على هداه وقرآنه وهذا الدرب الذي يجب أن نمضي عليه اقتداء برسوله وأعلام هداه خصوصا نحن اليمنيون الذي خصنا الله سبحانه وتعالى بالشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي-رضوان الله عليه- وضرب امامنا اروع مثلا في الاقتداء برسول الله في حمل مسؤولية دين الله وأداءها والتضحية في سبيله بكل غالي ونفيس ومن أجلها، بتحركه العملي الذي أبرز من خلاله مشروع الثقافة القرآنية وأنقشع عنا بانواره غياهب الظلمات التي كانت قد خيمت بسوادها الحالك على قلوبنا وديارنا، وحرفت بنا إلى سبل شتى فرقت بنا عن سبيله، ولولاه هو وقائد ثورتنا سماحة السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي-يحفظه الله ويرعاه – بعد الله لكنا اليوم امواتا قلوبنا وعبيدا لأعدائنا خانعين أذلاء بلا عزة ولا كرامة نقاد كالاغنام ونعمل لهم كالخدام.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com