29 نوفمبر خلال 9 أعوام..64 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب ضد الإنسانية بغارات سعوديّة أمريكية على اليمن
تعمَّدَ العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 29 نوفمبر خلال الأعوام، 2015م، و2018م، و2019م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراته الوحشية المباشرة، وقصفه مدفعية مرتزقته، على المدنيين والأعيان المدنية في المنازل والأحياء السكنية وفوق شاحنات نقل الغذاء، وأعين المياه، بمحافظات صنعاء وتعز وصعدة والحديدة.
أسفرت عن 22 شهيدًا، و42 جريحًا، جُلُّهم نساء وأطفال، وتدمير عدد من المنازل وشاحنات النقل وقطع الطرقات، وأضرار واسعة في ممتلكات المواطنين، ومدرسة وخزانات ومشاريع المياه، وتشريد ونزوح عشرات الأسر، التي فقدت معيليها، ونفوق عشرات المواشي وتفاقم الأوضاع المعيشية، وحالة من الخوف والرعب وفقدان الأمن والأمل والنقص الأغذية وتضاعف مخاطر السفر والتنقل.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
29 نوفمبر 2015..24 شهيداً وجريحاً في جريمة حرب لغارات العدوان على حياً الجرداء السكني بصنعاء
في يوم التاسع والعشرين من نوفمبر عام 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب جديدة بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغارات طيرانه الحربي، حياً سكنياً في منطقة الجرداء بمديرية السبعين بالعاصمة صنعاء، ما أسفر عن 4 شهداء و20 جريحاً بينهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في الممتلكات، وترويع الأهالي، وحرمان عشرات الأسر من محبيها وجيرانها، وأخرجاها من مأويها، وتعميق الحزن في قلوب ملايين اليمنيين، ومأساة إنسانية في جبين العالم.
كانت الحياة تسير في حي الجرداء ببساطة وعفوية، كأي حي سكني آخر، الأطفال يلعبون في الشوارع، والنساء يهممن بشؤون بيوتهن، والرجال يخرجون إلى أعمالهم، ولكن فجأة، تحولت هذه الحياة الهادئة إلى جحيم، عندما باغتت غارات العدوان الوحشية الحي، محولة بيوتاً آمنة إلى أنقاض، وحولّت حياة أسر بأكملها إلى مأساة.
مشاهد الدماء والدمار والجثث والجرحى وهلع الأهالي، ونزوحهم من مساكنهم أطفال ونساء وكبار وصغار يفرون نحو المجهول خشية من معاودة طيران العدوان لاستهداف المنازل المجاورة، وحالة بكاء وصراخ ودموع تسيل وأطفال يتموا ونساء رملاً وامهات وأباء فقدوا فلذات أكبادهم، وأقرباء فقدوا أقربائهم، ومعاناة لا توصف.
عائلات كثر تشد الرحال نازحة نحو المجهول، هذا يخرج أثاثه واخر يهرب بأفراد أسرته والسيارات تحمل وتخرج من الحي، بشكل جماعي”.
يقول أحد الأهالي من فوق دمار منزله ومن جوار منزله المستهدف وقلبه يعتصره الألم: “الغارات استهدفت منزل ومنازل الجيران حي سكني لا يوجد فه حتى قسم شرطة الساعة السادسة والنصف، وكان الأهالي محلقين عند خزان ماء السبيل جوار المدرسة، قبل دخول الطلاب، حتى المدرسة لم تسلم من هذه الغارات، وخزان المياه، لا نعرف من هو المستهدف وحجم المار كبير”.
لم تتوقف معاناة أهالي الجرداء عند حد الخسائر المادية والبشرية، بل امتدت لتشمل آثاراً نفسية عميقة، وفقد الكثير من الأطفال حقهم في النوم الهني، والتعليم والعيش في كنف والديهم، ما يهدد مستقبل المئات منهم.
29 نوفمبر 2015..9 شهداء وجرحى بغارات العدوان على شاحنات الغذاء في حجة وصنعاء:
وفي اليوم والعام ذاتهما، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب إضافيتين، الأولى ، باستهداف غاراته الوحشية المباشرة شاحنات محملة بالمواد الغذائية في نقيل يسلح بمديرية بلاد الروس محافظة صنعاء، أسفرت عن استشهاد مواطن وجرح خمسة آخرين بجروح، مختلفة، وقطع الطريق الحيوي الذي يربط بين العديد من المحافظات اليمنية، وترويع المسافرين والمارين والرعاة وأهالي المناطق والقرى المجاورة، وتفاقم معاناة المدنيين الأبرياء، والثانية في استهداف طيرانه المسير شاحنة محملة بالمواد الغذائية في منطقة بني خمج بمديرية حيران بمحافظة حجة، أسفر عنها استشهاد مواطنين وجرح آخر بجروح، وقطع الطريق الحيوي الذي يربط بين العديد من القرى، مما فاقم من معاناة المدنيين الأبرياء.
في ذلك اليوم كانت الشاحنات تسير في طريقها لتزويد الأسواق بالمواد الغذائية الأساسية، بجوار سيارات ومركبات مختلفة، محملة بالأمل والرزق ولكن قبل أن تصل إلى وجهتها، باغتتها غارات العدوان الحاقدة، وحولتها إلى رماد وأشلاء، تاركة وراءها مشهداً مروعاً من الدمار والخراب.
هذه الجريمتان البشعتان لم تؤثرا فقط على السائقين الذين استهدفوا، بل امتدت تداعياتها لتشمل آلاف المدنيين الذين يعتمدون على هذه الشاحنات لتلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء، وبقطع الطريق، زادت معاناة المواطنين، وارتفعت أسعار المواد الغذائية، وتفاقمت الأزمة الإنسانية التي يعاني منها اليمنيون.
تخيلوا لحظة وصول خبر استشهاد أحد أفراد الأسرة، أو إصابة عائلها واستهداف الأرزاق، في هجوم جوي غادر، تخيلوا الأطفال الذين حرموا من وجبة طعام، والنساء اللاتي يبحثن عن لقمة عيش، والشيوخ الذين يعانون من نقص الأدوية، هذه هي الحقيقة المرة التي يعيشها اليمنيون جراء استمرار العدوان.
استهداف شاحنات المواد الغذائية والمدنيين والأعيان المدنية في حجة وصنعاء، جريمة حرب ضد الإنسانية، مكتملة الأركان، وانتهاك للقوانين والمواثيق الدولية، وتكشف عن مدى وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للمدنيين، كما يعتبر قطع طرق الإمداد الغذائي بمثابة حصار جماعي، وحرابة يهدف إلى تجويع الشعب اليمني وإخضاعه.
يقول أحد السائقين الناجين من غارات العدوان على الشاحنات بصنعاء: “فجر اليوم استهدف طيران العدوان خط الشاحنات الطالعة من الحديدة على صنعاء، وفي صاروخ عادة ما قد تفجر، والليلة ضربوا ناقلة عليها اسمده وثانية معدات كهرباء، وتضررت سيارات المواطنين، وخربوا الخط العام واحترق سواق وجرح أخرين، الضربات متتالية خلال 24 ساعة على الخط العام، السواق وذي جنبه ما قدرنا ننقذهم تفحموا داخل الدينه”.
بدوره يقول والد سائق الشاحنة التي تقل القمح بمحافظة حجة: ” أبني كان في أمان الله يسير على الطريق محمل طعام بر للناس يستهدفه العدوان بأسلحة محرمة دولياً، هذا يرضي الله ورسوله، كان متجه إلى عاهم ، يستهدف ليلاً ، مالهم حق سلمان قتل الأمة ما يستهدف عدو الله يستهدف المواطنين وقوتهم”.
29 نوفمبر 2015..15 شهيدة وجريحه جمعهن العطش وغدر بهن طيران العدوان على تعز
وفي سياق متصل بذات اليوم والعام، 29 نوفمبر 2015م، تعمد العدوان السعودي الأمريكي ارتكاب جريمة إبادة ضد الإنسانية، مستهدفاً بغاراته الهمجية عشرات النساء فوق عين ماء في نقيل أبو رباح بمديرية المسراخ بمحافظة تعز، محولاً مصدر الحياة إلى مصدراً للموت، ما أسفر عن 12 شهيدة و3 جريحات، في مجزرة وحشية لم يفكر بها أكبر المجرمون والطغاة على مر التأريخ.
كانت عين الماء في نقيل أبو رباح بمثابة شريان الحياة لسكان المنطقة، ففي ظل الحصار الخانق الذي فرضه العدوان، كانت هذه العين هي الملاذ الوحيد لسكان المنطقة للحصول على المياه الصالحة للشرب، وهو ما بقي لهم الحصول عليه، وفي كل يوم، كانت النساء والأطفال يتوافدون إلى هذه العين لتعبئة علبهم ودبابهم المخصصة لنقل المياه على الرؤوس وفوق أظهر البهائم والحمير، في مشهد يعكس معاناة اليمنيين جراء العدوان وضعف الخدمات الأساسية.
في ذلك اليوم المشؤوم، تحول هذا المشهد الهادئ إلى جحيم، عندما شن طيران العدوان غاراته الوحشية على العين، مستهدفاً النساء العزل وهن يبحثن عن الماء، لتخفيف العطش عن أطفالهن واهاليهم في القرى المجاورة.
مشاهد الدماء والماء والأشلاء المختلطة بالشظايا وهلع الأهالي وتشييع جثامين الشهيدات، وبكاء وصراخ الأطفال والأمهات والأخوة والأخوات والأهل والجيران في المنازل فور سماع الخبر ومشاهدة الجريمة، وعند تقبيل الجثث واحتضانها وتوديعها إلى مثواها الأخير، كافية لأن يستيقظ كل اليمنيين ويوحدون صفوفهم، للدفاع عن أعراضهم وشرفهم ومحارمهم وكرامتهم ودمائهم وحريتهم وسيادتهم وإنسانيتهم وأدميتهم ووطنهم وكل ذرة تراب من وأرضهم، وطرد الغزاة والمحتلين.
تقول إحدى الناجيات “كنا ننتظر دورنا لتعبئة المياه، فجأة سمعنا صوت الطيران على رؤوسنا وبدأ الغارات الوحشية بيننا الانفجارات، وفقدنا وعينا، عندما استعدناه وجدنا أنفسنا وسط دماء وأشلاء، كانت الجثث مبعثرة حول العين، وكانت النساء والأطفال يصرخون من الألم، كانت رائحة الدماء والبارود والماء المختلط بالم تملأ المكان، ما ذنبنا؟ أين الأمم المتحدة، والمتشدقين بحقوق الإنسان في هذا العالم، العدوان هو من يحاصر ويقتل سكان تعز وكل أبناء الشعب اليمني”
جمعت أشلاء النساء وأطفالهن الشهيدات على قلاب، كثيرة من المعالم لم تعد واضحة، رضيعات بريئات فارقن الحياة في أحضان أمهاتهن، مشاهد الجماجم والجثث كومة لحم بشرية، للعرض والشرف اليمني المستهدف”.
لم تتوقف معاناة أهالي المنطقة عند حد الخسائر البشرية، بل امتدت لتشمل آثاراً نفسية عميقة، وتدمير مصدر المياه الوحيد للمنطقة، مما زاد من معاناة السكان وشكل تهديداً مباشراً لحياتهم.
استهداف عين الماء هو جريمة حرب بكل المقاييس، حيث استهدف العدوان بشكل مباشر المدنيين وهم يمارسون حقهم الأساسي في الحصول على شربة ماء نقية، يبلون بها حلوقهم وأفواه أطفالهن وصغارهن وكبارهن المنتظرين عودتهم كما هو الحال كل يوم، هذه الجريمة تكشف عن وحشية العدوان واستعداده لارتكاب أي جريمة لتحقيق أهدافه، في إبادة الشعب اليمني، جاعلاً أماكن تجمعات المدنيين أهداف أولية على قائمة أهدافه.
وتعتبر هذه الجريمة انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحمي المدنيين والبنية التحتية المدنية في أوقات الحروب، كما أنها تمثل جريمة حرب تستوجب مساءلة مرتكبيها، وتقديمهم للعادلة.
29 نوفمبر 2018.. 8 جرحى بينهم امرأتان بغارات العدوان على منزل أحد المواطن بالحديدة
وأضاف العدوان السعودي الأمريكي، في اليوم ذاته 29 نوفمبر 2018م، جريمة حرب وإبادة جماعية، جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته المباشرة منزلاً سكنياً في قرية القراعمة بمديرية الجاح بمحافظة الحديدة، أسفرت عن 8 جرحى بينهم امرأتان و3 منهم جراحاتهم خطرة، حرجة، ودماراً وأحزان ورعب وأثار وتداعيات هائلاً وفادحة، في النفوس والممتلكات، ومضاعفة المعاناة، والتشرد والنزوح، وفقدان الأمن والأمل.
قرية القراعمة كانت تسير الحياة فيها كالعادة العفوية والبسيطة، وكأي قرية يمنية نائية، الأطفال يلعبون او يساعدون أباءهم في المزارع، والنساء يهممن بشؤون بيوتهن، ويجلبن المياه والاعلاف والحطب، ويرعين المواشي، والرجال يخرجون إلى أعمالهم، ومزارعهم ولكن فجأة، تحولت هذه الحياة الهادئة إلى جحيم، عندما باغتت غارات العدوان الوحشية المنزل، محولة بيوتاً آمنة إلى أنقاض، وحولّت حياة أسر بأكملها إلى مأساة.
تقول إحدى الجريحات بصوت يختنق بالبكاء. “كنا نجلس في المنزل، فجأة سمعنا صوت الانفجار، ثم شعرت بألم شديد في جسدي، عندما فتحت عيني، وجدت نفسي محاصرة بين الأنقاض، وسمعت صراخ الجيران، كانت الدماء تسيل، والأطفال يصرخون من الألم، لم أعد أرى سوى الدمار والخراب.”
بدوره يقول أحد الأطباء: “تفاجئنا ليلتنا هذه 29 نوفمبر، 2018م، بوصول 7 حالات إلى طوارئ المستوصف، نتيجة القصف الغاشم الذي تعرض له بيت المواطن عبدالله إبراهيم القرعمي ، قرية القراعمة، ليلتنا حالات جرح، منها 6 حالات رجال وحالة امرأة عمرها 60 عام، والإصابات حرجة منها في العمليات، توزعت على مناطق متفرقة من الأجساد”.
هذا الاستهداف المباشر على المدنيين، جريمة حرب وخرق كبير لاتفاق وقف إطلاق النار الساري في محافظة الحديدة، يضع الأمم المتحدة ولجانها ومبعوثيها على المحك، وفي محل التواطؤ المكشوف مع العدوان وادواتهم.
29 نوفمبر 2018.. جرح طفلة بغارات عدوانية تستهدف الأبرياء والممتلكات في صعدة
وفي التاسع والعشرين من نوفمبر من العام ذاته سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب أخرى بحق الشعب اليمني، استهدف فيها بغارات طيرانه الحربي المتوحش، ممتلكات المواطنين في منطقة نشور بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة، أسفرت جرح طفلة بريئة ودماراً هائلاً في الممتلكات، وتشريد عشرات الأسر من مأويها، ومضاعفة معاناتها، وتكدير أمنها واستقرارها ومفاقمة أوضاعها المعيشية في ظل شحة المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن.
الطفلة ذات العامين، لم تكن تتخيل أنها على رأس قائمة الأهداف للعدوان السعودي الأمريكي، ولم تعي بعد ان استهدافها وسفك دمها ومحاولة وأدها عامل رئيسي ومهم لإعادة الشرعية المزعومة من فنادق الرياض، رغم انها لم تعمي ما يدور من حولها، منذ سنوات تسبق وجودها على الأرض.
كما هو الحال بالنسبة لوالدتها ووالدها واخوانها وأخواتها الذين يرون فيها الأمل والفرحة والسعادة ويكنون لها كل الحب والمودة، كونها صغيرتهم المدللة، إلى أن العدوان كان له شأن آخر، يؤكد من خلاله أن قتل الأطفال الأبرياء وإبادة الشعب اليمني، بمختلف فئاته العمرة ووع جنسه، مهمة لا بد منها لتنفيذ مخططات المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة.
جراحات الطفلة ودموعها ودمائها، تؤكد للعالم والمجتمع الدولي أن هؤلاء مجرمو حرب، وتنادي بصوتها البريء محكمة الجنايات الدولية بأن تتحرك لأصدرا حكمها بسرعة اعتقال مجرمي الحرب بمختلف مسمياتهم وجنسياتهم المشاركة في العدوان على اليمن، منذ 9 أعوام.
يقول والد الطفلة الجريحة: “العدوان جاء يستهدفنا وسط الليل، أيش عندنا لأبوه، هذه طفلة عمرها سنتين بريئة، ما ذنبها؟ نحن على نائمين في منازلنا وعلى أرضنا، لم نعتدي على أحد، السيارات والمنازل والأطفال، وأسر على ما هي خوفها، والأهالي نائمين، عدو جبان ذليل فاقد العروبة، صهيوني مجرم، حتى مشروع الماء قطعها على المنطقة كامل”.
29 نوفمبر 2019.. استشهاد طفلة وأمها وجرح 5 من إخوانها في مجزرة جديدة للعدوان بالحديدة
أما في 29 نوفمبر من العام 2019م، فارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب بحق الطفولة والأمومة والإنسانية، وخرق فاضح للاتفاقات الأممية، في الحديدة، بغاراته المتعمدة على منزلاً سكنياً في منطقة الحاج الأعلى بمديرية بيت الفقيه، أسفرت عن استشهاد طفلة وأمها وجرح 5 من إخوتها بجراح غارة، ودماراً هائلاً في المنزل والمنازل والممتلكات المجاورة، وترويع أهالي المجاورين، في جريمة إبادة تقف المنزل على رؤوس ساكنيها، خلق بيئة طاردة لا يجد فيها المواطنين سبيل للعيش، كجزء من سياسة الغزاة والمحتلين.
قبل ضرب القذائف كانت هذه الأسرة تعيش كأي يوم من الأيام، الأم تضم طفلتها وتمنح أطفالها الحب والعناية والاهتمام، والأب يذهب للعمل ويعود محملاً بالغذاء وكل الاحتياجات الأساسية، والأبناء يذهبون للمدرسة ويساعدون والدهم في عمله وأمهم في تدبير شؤون منزلها وتلبية أسرتها السعيدة، لكن العدوان ومرتزقته كان لهم رؤية مخالفة، دأبوا فيها على قتل المدنيين وسفك دماء الطفولة والأمومة ونشر الرعب والخوف في وجدان أبناء الشعب لمحاولة النيل من صمودهم.
قصف مرتزقة العدوان للمنزل حوله إلى كومة من الدمار والخراب والدماء والأشلاء وصرخات خافته من بين الأنقاض تطلب النجدة والاسعاف، وحالة هلع ظاهرة على وجوه الأهالي المنقذين خشية من مصير قادم يهدد حياتهم وحياة أسرهم.
يقول أحد الأهالي: “مرتزقة العدوان استهدفوا منزل المواطن هبة كداف جدام ، واستشهد طفلة وامها، وجرح بناتها وعياله وامه، وهو مستضعف لا له علاقة بأي طرف ، لكن هذه الجرائم باء تحرك كل أحرار الشعب اليمن والله لو ما بقا فينا رجال ، الجبهات بيننا ، أين هذ الأمم المتحدة التي تكذب علينا في الإعلام عن اتفاق وقف اطلاق النار والمرتزقة يستهدفونا “.
لم تتوقف معاناة أهالي المنطقة عند الخسائر البشرية، بل امتدت لتشمل المواشي، وآثاراً نفسية عميقة تهدد مستقبل أطفالهم وحرمانهم من حق البقاء في منازلهم ومزارعهم، وحرمان أطفالهم من حق التعليم واللعب كبقية أطفال العالم، ما يهدد مستقبل جيل أجساد الآلاف منه تحمل بصمات العدوان عليها كانت جراحات غائرة، ومشاهد وذكريات أليمة وقاسية لا يمن نسيانها ونسيان مجرومها، ولا يمكن ان تسقط بالتقادم، حتى يأخذ الشعب اليمني حقه ويقتص من أعدائه.
مجزرة الحاج الأعلى وبقية جرائم هذا اليوم في العديد من المناطق اليمنية، ليست سوى جزء صغير من جرائم الحرب التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، وتستدعي من المجتمع الدولي التحرك الفوري للقيام بمسؤولياته القانونية والأخلاقية قبل فوات الأولان.