حتمية الصراع مع المشروع الصهيوني الذي لا مفر منه .. تفاصيل يكشفها السيد القائد لأول مرة

وجه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه خطاباً مفصليًا يكشف أبعاد المشروع الصهيوني وأدواته التدميرية، موجهاً رسائل قوية لأنظمة وحكومات اختارت العمى والتبعية، وقدم تشخيصًا دقيقاً للواقع، ولطبيعة المشروع اليهودي الصهيوني من حيث جذوره العقائدية وأهدافه التدميرية، وفضح في الوقت نفسه الازدواجية الأخلاقية للغرب، الذي يعلي من شأن مشروع قائم على الإبادة والوحشية، تحت عنوان ’’المشروع المقدس” ودعا لأمة لأن تتحرك عملياً من موقع الإيمان والثقة بالله، لا من موقع الخوف والانبطاح.

يمانيون / خاص

 

 ما يحدث في غزة  جريمة كبرى وصمت عالمي

أدان السيد القائد بشدة الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في قطاع غزة، والتي استمرت لأكثر من 22 شهراً من القصف والمجازر والحصار، متسائلًا بمرارة: كيف يكون هؤلاء في إطار مشروع مقدس تعظمه الملايين في الغرب؟ إنها مفارقة أخلاقية فادحة تكشف زيف ادعاءات الغرب بالعدالة والإنسانية، وتظهر أن المقدس لديهم هو القتل والإبادة متى ما خدم مصالح الصهاينة.

ثم قارن السيد القائد بين ما يسمونه مشروعًا مقدسًا وما هو في الحقيقة مشروع إجرامي شيطاني، وبين المشروع الإلهي المتمثل في القرآن الكريم، الذي يدعو للحرية، والعدل، والرحمة، والكرامة الإنسانية.
وأكد أن الرسالة الإلهية جاءت لتخاطب البشرية كلها بقول الله تعالى : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، في مقابل مشروع الصهاينة الذي لا يحمل سوى الاستعباد، والإذلال، والتدمير الجماعي.

 

ازدواجية الغرب وتضليل شعوبهم

أوضح السيد القائد أن المشروع الصهيوني يحظى بدعم غير محدود في الغرب من حيث التمويل والمواقف السياسية، وهو ما يكشف كيف أصبحت المعايير الأخلاقية والإعلامية تحت سلطة اللوبي الصهيوني، حتى أصبح من يروّج للقتل والاستيطان والاستعباد يوصف بأنه نور للأمم، في مفارقة تهكم عليها السيد القائد بقوله: أي نور؟ ومشروعهم كله إضلال وإجرام وإفساد؟!

 

الأمة ومشكلة التعامي عن الحقائق

وجه السيد القائد انتقاده الحاد لأنظمة الأمة الإسلامية، الذين اختاروا التغاضي عن الحقيقة القرآنية والواقع الماثل، ومالوا إلى رؤية مشوهة لليهود الصهاينة، وبنوا عليها مواقف سياسية حمقاء، قائلاً: نظرة الحمقى والمتعامين لا تنفع الأمة بشيء.

وشدد على أن الصراع مع الصهاينة حتمي ولا يمكن التعايش مع مشروعهم، فهم لا يؤمنون إلا بالهيمنة والاستعباد.

 

السياسات القائمة على الغباء ونتائجها الكارثية

هاجم السيد القائد ما وصفه بـ”السياسات الغبية” التي تتبناها بعض الحكومات والتي تقوم على الاستسلام والتطبيع والانخداع بالصورة المزيفة للصهاينة، مؤكداً أنها ليست فقط ظلمًا للشعوب الإسلامية، بل تواطؤ صريح في الجريمة ضد الشعب الفلسطيني.

 

نظرة قرآنية للصراع .. وصناعة الصهاينة للتكفيريين

دعا السيد القائد الأمة إلى النظر لليهود الصهاينة بعين القرآن الكريم، وبناء المواقف من خلال الحقيقة لا التزييف، مشيرًا إلى أن القرآن لم يستخدم يومًا مفردات الإبادة والاستعباد والإذلال، بل جاء لتحرير الإنسان من العبودية لغير الله.

ولفت السيد القائد إلى التقاطع الواضح بين المشروع الصهيوني والتوجهات التكفيرية، معتبرًا أن التكفيريين قد صُنعوا ليكونوا أداة مشابهة في الإجرام والتضليل، وأنهم لا يواجهون الصهاينة بل يمنعون الأمة من مواجهتهم، ويعادون من يعاديهم.

 

غزة .. نموذج الصمود ودليل إمكانية الانتصار

أكد السيد القائد أن ثبات المجاهدين في غزة طيلة هذه السنوات هو دليل واضح على إمكانية مواجهة المشروع الصهيوني بنجاح، إذا ما توافرت الإرادة الإيمانية، والثقة بوعد الله، والعمل الجاد والعملي، حيث قال: الصراع له أفق ونتيجة في إطار وعد الله الحق، إنما يجب أن نتحرك عملياً للوصول إليه.

ودعا السيد القائد الأمة إلى تبني المشروع الإلهي القرآني كبديل للمشروع الظلامي الصهيوني، وإصلاح واقعها الداخلي الذي شكّل ثغرة استفاد منها العدو، والتحرك الواعي في الصراع، بعيدًا عن الانفعال أو التبعية العمياء، والتوقف عن خداع الذات والتعامي عن الحقيقة، لأن هذه الطريق لن تقود إلا إلى الهزيمة والخسارة في الدنيا والآخرة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com