خبراء عسكريون عرب: العمليات اليمنية الأخيرة مفاجأة استراتيجية صدمت أمريكا والكيان الصهيوني

يمانيون | تقرير تحليلي
نفذت القوات المسلحة اليمنية خلال أسبوع عمليات نوعية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستهدفة مواقع عسكرية وحيوية داخل الكيان الصهيوني، في وقت ظهر فيه العدو الأمريكي مرتبكاً ومتراجعاً عن مسرح المواجهة.

هذه العمليات لم تكن مجرد رد فعل آني على جرائم العدوان، بل مثلت تحوّلاً استراتيجياً قلب الموازين وأدخل تل أبيب وواشنطن في دائرة صدمة غير متوقعة.

وقد أجمع خبراء عسكريون واستراتيجيون على أن ما جرى يعكس انتقال اليمن إلى مرحلة جديدة من الردع، ويكشف عن ترسانة متطورة وإرادة صلبة باتت تعيد رسم معادلة الصراع.

في هذا التقرير نعرض أبرز ما قاله الخبراء حول أبعاد هذه التطورات وتداعياتها على العدوين الأمريكي والصهيوني.

معربوني: المفاجأة الاستراتيجية الكبرى

الخبير العسكري والاستراتيجي العميد عمر معربوني وصف العمليات اليمنية الأخيرة بأنها “المفاجأة الاستراتيجية الكبرى لمنظومة العدوان الأمريكية الإسرائيلية”، مشيراً إلى أن ما جرى لم يكن في حسبان واشنطن ولا تل أبيب.

وأوضح أن استهداف مبنى رئاسة الأركان الصهيونية مؤشر خطير على امتلاك اليمن قائمة طويلة من الأهداف الاستراتيجية، بعضها مرتبط مباشرة بإسناد المقاومة في غزة، وبعضها الآخر قد يكون ضمن الرد على جرائم الاحتلال بحق اليمنيين.

وأضاف معربوني أن العجز الصهيوني عن التصدي للصواريخ والمسيرات اليمنية كشف عن هشاشة منظومة الدفاع الجوي الصهيوني، وهو ما يشكل تطوراً نوعياً غير مسبوق.

وأشار إلى أن العمليات لم تقتصر على البعد العسكري فحسب، بل طالت مناطق ذات كثافة سكانية عالية، ما أجبر المستوطنين على المكوث في الملاجئ لفترات طويلة، في رسالة واضحة بأن الاحتلال لم يعد آمناً حتى داخل عمقه.

كما لفت إلى أن تنويع أوقات الضربات يمثل تكتيكاً يمنياً ذكياً يجعل العدو في حالة خوف دائم، ويمنعه من بناء أي برنامج للتأقلم مع الواقع الجديد.

وختم بالتأكيد أن استشهاد رئيس الوزراء اليمني وعدد من الوزراء لن يضعف اليمن، بل سيجعل الرد أكثر تصعيداً واتساعاً، بما يدفع العدو نحو دوامة الذعر والاضطرابات الداخلية.

هزيمة: اليمن يقلب موازين النظام العالمي

من جهته، أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور محمد هزيمة أن ما يحدث اليوم ليس مجرد جولة عسكرية بين اليمن والكيان الصهيوني، بل هو جزء من معركة كبرى تُرسم على أنقاض الهيمنة الأمريكية.

وقال: إن اليمن استخدم مقدراته في خدمة المواجهة لا في خدمة مصالح ضيقة، ما جعله قوة استراتيجية أربكت المشروع الأمريكي وأفشلت جزءاً كبيراً من رهاناته.

وأشار هزيمة إلى أن استشهاد رئيس الحكومة وعدد من الوزراء يؤكد أن المسيرة اليمنية الحسينية مستمرة، وأن معيارها الحق والثبات على الثوابت.

وأوضح أن القوات المسلحة اليمنية بجهوزيتها العالية تحولت إلى مصدر قلق دائم للعدو الصهيوني، وإلى رعب للأنظمة العميلة في المنطقة، ما يدل على أن اليمن أصبح دولة متحررة تصنع قرارها السياسي والعسكري بعيداً عن أي تبعية.

وأضاف أن هذه التحولات تسببت في تعثر المشروع الأمريكي، وأدت إلى اهتزاز صورة الغرب، ما ينذر بمرحلة جديدة ستشهد سقوط أحادية القطب وصعود نظام عالمي متعدد الأقطاب.

أيوب: ترسانة يمنية متطورة وصواريخ فرط صوتية

أما الخبير العسكري اللبناني العميد مالك أيوب فكشف أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك ترسانة نوعية ومتطورة تشمل صواريخ فرط صوتية برؤوس انشطارية، إلى جانب طائرات مسيرة من طراز “صماد-4” الذي يعد من الجيل الرابع ويتمتع بقدرات عالية على التخفي والمناورة.

وأكد أن هذه القدرات لا تستطيع المنظومات الدفاعية الأمريكية ولا الصهيونية اعتراضها، وهو ما يفسر حالة الهلع التي تضرب الكيان الصهيوني.

وأوضح أيوب أن استهداف مبنى هيئة الأركان في يافا، ومحطة كهرباء الخضيرة، ومطار اللد، وميناء أسدود، لم يكن مجرد عمل عسكري، بل رسالة استراتيجية بأن اليمن قادر على ضرب العمق الحيوي والعسكري في آن واحد.

وأشار إلى أن الطائرة “صماد-4” تستطيع حمل رأس حربي يزن خمسين كيلوغراماً بدقة إصابة عالية، ما يجعلها سلاحاً نوعياً يغير قواعد الاشتباك.

كما اعتبر أن استهداف قادة الحكومة اليمنية من قبل العدو الصهيوني عمل جبان يعكس إفلاساً أمنياً واستخباراتياً، خاصة في ظل الدعم الأمريكي والعربي للعدو. ووصف العدوان الصهيوني على خزانات الوقود في صنعاء بأنه “عملية غبية”، إذ استهلكت الطائرات وقوداً أكثر مما دمرته، ما يعكس الارتباك وانعدام التخطيط لدى كيان الاحتلال.

وأشار أيوب إلى أن الصحافة العبرية نفسها اعترفت بفشل “إسرائيل” في تحييد اليمن، حيث ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن اليمنيين “شعب عنيد لا يُردع”، مؤكداً أن عمليات الإسناد اليمني لغزة لن تتوقف ولن تتأثر بجريمة الاغتيال، بل ستستمر حتى رفع الحصار ووقف العدوان.

خاتمة تحليلية

المشهد الاستراتيجي بعد العمليات اليمنية الأخيرة يؤكد أن اليمن لم يعد مجرد طرف إقليمي يشارك في الصراع العربي – الصهيوني، بل تحول إلى لاعب محوري يفرض معادلات جديدة في قلب الصراع، ويصوغ بدماء شهدائه ومعادلاته العسكرية ملامح مرحلة دولية تتجه نحو انهيار الهيمنة الأمريكية.

فالمفاجأة التي تلقاها العدو الصهيوني والأمريكي لم تكن في نوعية الأسلحة أو دقة الأهداف فحسب، بل في إرادة اليمن وصلابته وقدرته على الصمود والتحول إلى قوة ردع حقيقية.

ومع تواصل العمليات، يبدو أن صنعاء قد وضعت نفسها في موقع استراتيجي يربط بين معركة فلسطين ومعركة الأمة الكبرى ضد الاستكبار، بما يجعل المستقبل مفتوحاً على احتمالات تصعيد أشد، لكن في اتجاه واحد: تعزيز الردع وكسر الهيمنة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com