السيد القائد يحدد معالم الصراع مع العدو ويكشف زيف المواقف لبعض الدول العربية

جاءت كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يحفظه الله، في توقيت سياسي وديني بالغ الحساسية، حيث تتقاطع الذكرى النبوية الشريفة مع تصعيد خطير للعدوان الإسرائيلي، هذه المرة تجاه دولة قطر، في تطورٍ غير مسبوق يعكس حجم الغطرسة الصهيونية والتهاوي العربي الرسمي في مواجهتها، الكلمة كشفت أبعاداً استراتيجية عميقة، وشكّلت نقداً صريحاً وشجاعاً للواقع العربي والإسلامي، مقرونة برؤية إيمانية جهادية عملية عبّر عنها الشعب اليمني بقوة.

يمانيون / خاص

 

 العدوان الإسرائيلي على قطر .. انتهاك وتوسيع لمعادلة الاستباحة

أكد السيد القائد أن العدوان الإسرائيلي على قطر يُعدّ تجاوزًا خطيرًا، وانتهاكًا لحرمة دول الخليج مجتمعة، وليس فقط لقطر، مؤكداً أن ما حدث لا يمكن النظر إليه كحادث عابر، بل كخطوة في مشروع استباحة أوسع يشمل دول الخليج وسائر البلدان العربية.

هذا الطرح يضع العدوان في إطار توسعي صهيوني ممنهج، لا يتوقف عند حدود فلسطين، بل يشمل كسر ما تبقى من الهيبة السيادية للأنظمة الخليجية.

وفي ذلك دلالة على أن الصمت العربي ليس فقط تقاعسًا سياسيًا، بل تخلٍ عن المبادئ القرآنية والجهادية التي يجب أن تحكم موقف الأمة من الاعتداءات.

 

تخاذل النظام العربي .. بيانات بلا فعل

أبرز ما جاء في خطاب السيد القائد هو توصيفه الدقيق والحاسم لحالة “التنديد الأجوف” التي أصبحت سمة للأنظمة العربية، إذ وصفها حفظه الله باستراتيجية البيانات، واستراتيجية الغباء المفرط، والضلال المبين

وهنا رسالة تؤكد أن الرد بالبيانات والبيانات فقط، دون أي تحرك عملي، لم يعد فقط غير مجدٍ، بل صار أداة خطيرة تعزز غطرسة العدو، وأن التخاذل هنا لا يُعد فقط قصورًا سياسيًا، بل خيانة صريحة لمبادئ الإسلام ومواقف الأنبياء، الذين ما وُصفوا يومًا بالحياد.

 

الموقف الأمريكي .. الشراكة في الجريمة

تحدث السيد القائد عن دور خفي وخبيث للولايات المتحدة في تسهيل العدوان، عبر خداع سياسي تمثل في مبادرة مزعومة من ترامب لجمع الوفد المفاوض في قطر، والذي تم استهدافه لاحقًا، ودلالة الحدث، تؤكد أن واشنطن لم تكن فقط داعمًا سياسياً وعسكرياً، بل شريكًا في المؤامرة والقتل والتضليل، ما يستدعي إعادة تقييم جذرية لموقع أمريكا في أي عملية سلام مفترضة.

 

النموذج اليمني .. موقف عملي لا شعارات

من أبرز ما ورد في خطاب السيد القائد هو التباين الكبير بين الموقف اليمني وبقية المواقف العربية، مشيرًا إلى الاحتفال المليوني بالمولد النبوي كموقف جهادي عملي، والموقف الجهادي المستمر الذي قدمنا في سبيله الشهداء والجرحى في معركة نصرة فلسطين، والتضحية المستمرة على مدى سنوات، وهنا رسالة تؤكد أن اليمن ليس فقط دولة في حالة حرب، بل صوت نقي للإسلام المقاوم الحقيقي، يقدم الدليل العملي على أن القضية الفلسطينية ليست “قضية موسمية”، بل قضية إيمانية مستمرة.

 

الدعوة إلى العودة للقرآن والرسول

من جديد يوجه السيد القائد في خطابه رسالة مركزية محورية، وهي أن المسلمون في أمس الحاجة إلى العودة إلى القرآن وسيرة رسول الله لمعرفة العدو ومجالات الصراع معه،وهو ما يعكس أزمة وعي في الأمة الإسلامية، التي تجهل عدوها الحقيقي، وتخلط بين العدو والصديق، نتيجة لانفصالها عن البوصلة القرآنية، محذراً من حالة الخزي والذل التي وصلت إليها الأمة، ليست ثمرة الإسلام، بل ثمرة الانحراف عن الإسلام الحقيقي.

 

خاتمة:

حدد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله اتجاه البوصلة، وأعاد تعريف العدو، وطالب بتحرك عملي، جهادي، وشعبي، في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي الممتد من فلسطين إلى قطر، ومن لبنان إلى اليمن.

في ظل تراجع المواقف الرسمية وتخاذل الأنظمة، يقدّم اليمن اليوم نموذجًا ملهِمًا لمن يريد أن يرى الإسلام في صورته العملية المجاهدة، لا في صيغته الاستسلامية الممسوخة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com