موقف تاريخي متجدد للسيد القائد في مواجهة إبادة ممنهجة وشراكة أمريكية سافرة (تفاصيل)
تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله التطورات الجارية في فلسطين، في كلمته لهذا الأسبوع ، مركزاً على جرائم العدو الصهيوني في غزة والضفة الغربية، والدور الأمريكي الداعم لهذه الجرائم، وقد حملت كلمته عدة أبعاد ورسائل استراتيجية، توضح ليس فقط موقف اليمن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، بل وتفضح تواطؤ المجتمع الدولي.
يمانيون / خاص
ألقى السيد القائد كلمته في وقت يقترب فيه العدوان الإسرائيلي من إكمال عامين متواصلين على غزة، ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي تجاه “الإبادة الجماعية المستمرة” التي ترتكبها قوات الاحتلال، التوقيت يحمل دلالة قوية على أن ما يجري لم يعد مجرد “صراع”، بل حرب إبادة موصوفة بالصوت والصورة، تجري على مرأى العالم.
ووصف السيد القائد العدوان الصهيوني بـ”الوحشي” و”الإبادة الجماعية”، وهذا التصنيف لا يترك مجالاً للتأويل أو التخفيف من بشاعة الجرائم، بل يضع المسؤولية على عاتق الدول، والمنظمات، وحتى الشعوب، لرفض هذا الواقع والتحرك لإيقافه.
وأكد السيد القائد تركيز العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة، كمركز رئيسي للمجازر الجماعية، والتجويع، والحصار، والضفة الغربية، حيث يُمارس العدو شكلاً متدرجاً من السيطرة والضمّ، وعلى مدينة الخليل التي وصفها السيد حفظه الله بثاني المدن المقدسة في فلسطين، كاشفاً عن مساعٍ إسرائيلية للسيطرة التامة عليها، في خطوة تحمل دلالات دينية واستراتيجية.
هذا التحديد الجغرافي يُظهر فهماً دقيقاً لخريطة العدو الإسرائيلي وأهدافه، كما يُعزز من وضوح الخطاب أمام الجماهير.
لم يتردد السيد القائد في تسمية الأمور بأسمائها، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي يتمادى لأنه يستند إلى دعم أمريكي مباشر. مؤكداً أن الدور الأمريكي لا يقتصر على الدعم السياسي فقط، بل هو شراكة فعلية في العدوان.
وقد ضرب مثالاً حياً باستخدام الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن خلال هذا الأسبوع ضد مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار ورفع القيود عن غزة، هذا السلوك يعكس مدى انفصال المنظومة الأمريكية عن القيم الإنسانية، بل وتحولها إلى مظلة حماية للمجرم الإسرائيلي.
ولفت السيد القائد إلى أن الرأي العام العالمي بدأ يدين العدو الإسرائيلي، وهو ما يحرج الحكومات المتواطئة، وخصوصاً الغربية منها، إلا أن كلما زاد الضغط الشعبي، بادر الأمريكي إلى تعزيز دعمه لإسرائيل، في محاولة لخلق توازن سياسي يخدم الكيان الصهيوني حتى في عز أزمته الأخلاقية، وهو مؤشر إلى أن المعركة لم تعد فلسطينية فقط، بل هي صراع بين محور الشر الذي تتزعمه الولايات المتحدة لدعم الكيان الصهيون وبين المقاومة ، وهي دعوة ضمنية للأمة للتحرك ولو بالحد الأدنى لكسر الصمت والمشاركة الفعالة في معركة الأمة المركزية.
وربط السيد القائد حفظه الله، بين الجرائم الميدانية والقرارات السياسية، يوضح من يقف مع الحق ومن يتواطأ مع الباطل.
في ظل الصمت العربي والدولي المخزي، تبقى مثل هذه الكلمات شُعلةً تُبقي القضية حية، وتُعيد توجيه البوصلة نحو فلسطين، الأرض والهوية