المسيرات المليونية في اليمن .. صوت شعب لا يُشترى، وموقف لا ينكسر

في مشهدٍ أعاد للشارع العربي كرامته المهدورة، خرج ملايين اليمنيين في العاصمة صنعاء وسائر المحافظات الحرة، ملبّين نداء فلسطين، ورافعين شعارًا لا التباس فيه: “رفضاً للمؤامرة الصهيوأمريكية وثباتاً مع غزة حتى النصر”، ليست هذه مجرد مسيرات، بل هي إعلان شعبي صريح أن صنعاء حاضرة، وأن اليمن الكبير لا يغيب حين تناديه قضايا الأمة. هذه الحشود ليست مظاهرة عابرة، بل مشهد من مشاهد التاريخ الذي يُكتَب من جديد، بأقدام البسطاء، وأصوات الجموع التي خرجت لتقول للعالم: «لسنا محايدين في معركة الحق والباطل… نحن مع فلسطين قلبًا وقالبًا، دمًا وموقفًا، حتى النصر.»

يمانيون / خاص

 

البيان .. لسان الجماهير ونبض الموقف

البيان الصادر عن المسيرات المليونية، ليس مجرد نص سياسي، بل ترجمة لنبض الشعب وضميره الحر، قالها البيان بوضوح،  “موقفنا الإيماني الخالص لوجه الله لا يزداد مع اشتداد المؤامرات إلا صلابةً وقوة”، وهو تأكيد أن اليمن، رغم الحصار والعدوان، ما زال واقفًا، بل يزداد ثباتًا حين تسقط الأقنعة ويتكشّف الزيف، ومن منصة الوعي والبصيرة والإيمان الراسخ، يؤكد البيان أن المعركة ليست مع العدو الصهيوني وحده، بل مع من يدعمه، ويغذّيه، ويشرعن جرائمه،  وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.

 

الملايين التي خرجت تهتف لغزة، نزلت لأن الحق يحركها، والوعي يقودها، والكرامة لا تسمح لها بالصمت، هذا الحضور الشعبي العظيم هو رسالة للعالم أن الشعوب الحرة لا تُخدَع بالتطبيع، ولا تُشترى بالمواقف الناعمة.

يؤكد البيان أن “الأمريكي هو الوجه الآخر للصهيوني”، وهو يفضح جوهر المعركة ويعري أولئك الذين لا يزالون ينتظرون من واشنطن “سلامًا” أو من تل أبيب “تسوية”،

كما يؤكد البيان بوضوح: ندعو شعوب أمتنا إلى مغادرة مربع الخنوع والوهن، وهذه ليست دعوة عابرة، بل صرخة في وجه النائمين على وهم المفاوضات والتطبيع، إنها دعوة للالتحاق بجبهة الوعي، لأن العدو لن يرحم المتقاعسين، وسيدفع الجميع ثمن الصمت.

 

الرسائل التي حملتها الحشود

وجهت المسيرات المليونية رسائل هامة للعالم أن هناك في اليمن شعبًا لا يزال يفرز مواقفه بميزان المبادئ، لا المصالح. شعبًا لم تتعبه الحرب، بل صقلته، وللأنظمة المتخاذلة أيضاً أكد البيان أن الجماهير أقوى من بيانات الشجب، وأن القضية لا تزال حيّة في وجدان الأمة، وللعدو الصهيوني ومن يقف خلفه، أن أصوات اليمنيين تهدر من بعيد، لكنها تصل بقوة إلى تل أبيب وواشنطن… وتقول لهم: لن تنعموا بالأمن ما دامت غزة تحت النار.

 

هذا هو اليمن .. وهذا هو موقفه

ليس غريبًا أن تتقدم صنعاء اليمن الصفوف، فالتاريخ يشهد أن شعوبًا تعيش تحت القصف يمكنها أن تكون أنبل من حكومات تعيش في الرفاه، وهذا البيان الذي خرج من قلب الحشود، لا يمثل جماعة أو حزبًا أو سلطة فحسب، بل يعكس ضمير أمة اختارت أن تكون مع المظلوم، لا مع الجلاد، غزة ليست وحدها، واليمن ليس محايدًا، والمعادلة واضحة،  إما أن نكون مع الحق مهما كان الثمن، أو نُدهس في طوابير العار، وفي اليمن ..اختار الشعب أن يكون في الصف الأمامي من معركة الكرامة.

 

أبرز ما ورد في بيان مسيرات اليوم 

– نؤكد بأن موقفنا الإيماني الخالص لوجه الله لا يزداد مع اشتداد المؤامرات إلا صلابةً وقوة

– نزداد قناعة بأهمية موقفنا كلما توجه العدو للتكالب ضد القضية الفلسطينية والمقاومة وأمتنا

– نزداد يقيناً باقتراب النصر كلما افتضح أمر المنافقين، وسقطت الأقنعة عن وجوههم

– الأمريكي هو الوجه الآخر للصهيوني، وترامب ونتنياهو لا يختلفان عن بعض في الإجرام والبغي

– لا ينتظر من أرباب الإجرام الأمريكي والإسرائيلي أو يتوقع منهم الخير إلا جاهل مغفل

– نوجه التحية لكل أحرار العالم من قادة أحرار وشعوب كريمة الداعمين للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة

– التحرك الداعم لغزة له تأثيره الكبير والفاعل، ومواصلته ضرورة ملحة لإنقاذ غزة وشرف الإنسانية وفضح المجرمين الصهاينة والأمريكان

– محاولة المجرم الأمريكي والصهيوني الالتفاف على الحراك في العالم أمر غير ممكن، ولعبة مكشوفة

– ندعو شعوب أمتنا إلى مغادرة مربع الخنوع والوهن لأن أول من سيدفع الثمن هي هذه الشعوب قبل غيرها

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com