الإمارات .. الوجه الخفي للصهيونية العالمية ’’حقائق صادمة’’
في الوقت الذي تتغنّى فيه الإمارات بشعارات السلام والتسامح والتنمية، تُخفي تحت هذا الطلاء البرّاق وجهًا آخر أشدّ ظلمةً وخبثًا، وجهًا يتحرك في الخفاء لخدمة المشروع الصهيوني _ الأمريكي في المنطقة، خلف الأبراج التي تلامس السماء، ومؤتمرات التسامح، التي تُبَثُّ للعالم، تنشط غرفٌ استخباراتية، وشركات أمنٍ خاصة، وشبكات تمويلٍ تُحرّك جيوشًا من المرتزقة، تُرسلهم إلى ميادين الدم في غزة واليمن والسودان لتنفّذ ما لا تجرؤ تل أبيب وواشنطن على إعلانه صراحة.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
لقد تحوّلت الإمارات من دولةٍ صغيرةٍ في الخليج إلى رأس حربةٍ في تنفيذ مخططات الهيمنة الصهيونية على الوطن العربي، فبينما يذبح الاحتلال أهل غزة ويهدم بيوتهم، تُبرم أبوظبي الصفقات الأمنية مع العدو الإسرائيلي تحت غطاء الإعمار والمساعدات الإنسانية.
وفي اليمن، أحرقت المدن باسم التحالف العربي، وهي في الواقع ترسم خرائط السيطرة على الموانئ والجزر، لتؤمّن لإسرائيل والغرب قبضةً على باب المندب والبحر الأحمر.
أما في السودان، فقد ظهرت أحدث فصول الجريمة، تمويل ميليشيات، تسليح مرتزقة كولومبيين وأفارقة، وإشعال حربٍ أهليةٍ دمويةٍ تُفتّت الدولة وتفتح الطريق أمام نهب ثرواتها.
هذه هي الإمارات الحقيقية، دولةٌ تتزيّن بالسلام بينما تبذر الموت في البلدان العربية، وتتحالف مع الصهاينة سرًّا وعلانيةً لتكريس مشروع الشرق الأوسط الجديد، لذي يُعيد تقسيم المنطقة على المقاس الأمريكي-الإسرائيلي.
ما ستقرؤه في هذا التقرير ليس تحليلاً سياسيًا عابرًا، بل كشفٌ مُوثّق لمسارٍ كامل من الخيانة الممنهجة، من التطبيع في غزة إلى الاغتيالات بالمرتزقة في اليمن، ومن الذهب المنهوب في السودان إلى التحالفات الاستخباراتية مع تل أبيب، لتبدو الإمارات بحقّ الوجهَ الآخرَ للصهيونية العالمية،  ذاك الوجه العربي الذي يبتسم في المؤتمرات، ويغرس خنجره في خاصرة الأمة.
التطبيع والتحالف الصهيوني الإماراتي .. فتح أبواب الخيانة
لم تكن اتفاقيات التطبيع بين الإمارات وإسرائيل مجرد خطوة دبلوماسية، بل كانت انقلابًا استراتيجيًا على القضية الفلسطينية والعربية جمعاء، فبين ليلة وضحاها، تحولت الدولة الخليجية الصغيرة إلى بوابة لخدمة الأمن الإسرائيلي في المنطقة، وذراعٍ مباشر للمشروع الأمريكي الصهيوني.
في عام 2020، وقعت الإمارات مع كيان العدو الإسرائيلي اتفاقيات أبراهام تحت شعارات براقة عن السلام والتعاون الاقتصادي.
لكن الحقيقة كانت أبشع، فالاتفاقيات فتحت المجال أمام تبادل استخباراتي كامل، وشراء أسلحة متطورة، وإنشاء شبكات أمنية تعمل بتوجيه إسرائيلي مباشر.
بهذه الطريقة، أصبحت أبوظبي خط الدفاع الأول عن المصالح الإسرائيلية في الخليج والبحر الأحمر، بينما تُسوّق للعالم أنها مجرد شريك اقتصادي وسياسي.
لم يقتصر دور الإمارات على الاتفاقيات السياسية، بل امتدّ إلى الميدان العسكري والاستخباراتي، وإنشاء قواعد عسكرية لتسهيل التنسيق مع إسرائيل، وتمرير معلومات عن حركات المقاومة الفلسطينية والعربية لصالح تل أبيب وواشنطن، وتدريب المرتزقة وإرسالهم للقتال في ميادين مختلفة، من اليمن إلى السودان، بأدوات استخباراتية إسرائيلية وأمريكية.
الدعم الاقتصادي الذي يغطي الخيانة
الاستثمارات الإماراتية في فلسطين والبحر الأحمر واليمن لم تكن بريئة، بل كانت جزءًا من خطة لإعادة هندسة المشهد العربي بما يخدم المشروع الصهيوني، مشاريع إعادة الإعمار في غزة تُدار تحت إشراف إسرائيلي، وتهدف لإظهار أن الإمارات هي الشريك العربي النزيه، بينما الواقع أن كل الدعم يخضع للتحكم الإسرائيلي المباشر، وتمويل ميليشيات وعملاء محليين في اليمن والسودان لضمان السيطرة على الموارد والموانئ، تحت شعارات التنمية والإنسانية.
الوجه الخفي للسياسة الإماراتية
ما تخفيه أبوظبي وراء الابتسامات والبروتوكولات الدبلوماسية هو شبكة متكاملة من المرتزقة المدربين، الذين يعملون في حروب بالوكالة نيابة عن إسرائيل والولايات المتحدة، والشركات الأمنية الخاصة، التي تنفذ الاغتيالات وتصفية الخصوم السياسيين في الدول المستهدفة، وتمويل الحروب بالوكالة، بما يتيح لإسرائيل حماية مصالحها دون التدخل المباشر.
باختصار، التحالف الإماراتي الصهيوني ليس مجرد سلام اقتصادي أو تعاون سياسي، بل خيانة استراتيجية مدروسة، دولة عربية تبدو صديقة، بينما تعمل كذراع تنفيذي مباشر للمشروع الصهيوني الأمريكي في قلب المنطقة
العدوان على غزة .. الإمارات على خط النار الإسرائيلي
بينما يُعاني شعب غزة تحت حصارٍ خانق واعتداءات إسرائيلية متكررة، تظهر الإمارات كذراع تنفيذي غير مباشر للعدوان، تتستر وراء شعارات الإعمار والمساعدات الإنسانية، لكنها في الواقع تعزز السيطرة الإسرائيلية وتقوّض المقاومة الفلسطينية.
تتباهى أبوظبي بإرسال قوافل المساعدات إلى غزة، لكنها تمر دائمًا عبر المنافذ الإسرائيلية المراقبة بالكامل، ما يتيح لإسرائيل، التحكم الكامل في هذه الشحنات لتغير مسارها، لتكشق بعد ذلك الحقيقة أنها مساعدات مباشرة للعدو الإسرائيلي الذي فرض عليه حصاراً إقتصادياً خانقاً من القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر.
وكشف خبراء أمنيون أن الإمارات تشترك في تبادل المعلومات الاستخباراتية عن حركات المقاومة في غزة، وتنسق مع إسرائيل حول تحركات الشخصيات الفلسطينية المقاومة، هذا التعاون يتجاوز الشكل الرمزي، ليصبح جزءًا من آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، بينما تتلقى الإمارات المدح الدولي على دورها الإنساني المزعوم، والغرض ليس مساعدة غزة بل تثبيت التطبيع الميداني مع إسرائيل، وتشجيع الفلسطينيين على الاعتماد على الجهود الإماراتية بدلاً من المقاومة الذاتية، وإظهار أن إسرائيل قادرة على التعاون مع الدولة العربية الصديقة، وهو رسالة سياسية مزدوجة، دعم الاحتلال، وطمأنة الغرب بأن الإمارات شريك موثوق، وباختصار، غزة تكشف الوجه الآخر للإمارات، ابتسامة عربية، وقلب يضخ مصالح الصهاينة على أرض العرب.
اليمن .. ساحة المرتزقة الإماراتية
منذ 2015، تدخلت الإمارات في اليمن باسم ما يسمى التحالف العربي لاستعادة الشرعية، لكنها سرعان ما حولت الحرب إلى مختبر شخصي لتنفيذ مخططاتها العسكرية والاستخباراتية لصالح إسرائيل وأمريكا، بعيدًا عن أي هدف عربي أو إنساني.
الإمارات ادعت أنها جاءت لدعم الحكومة اليمنية، لكنها في الواقع، سيطرت على الموانئ والجزر الاستراتيجية على البحر الأحمر وباب المندب، وبنت قواعد عسكرية يمكن من خلالها مراقبة البحر الأحمر والتحكم في التجارة الدولية، ودعمت الميليشيات لتكون ذراعًا ميدانيًا تنفذ أهدافها بعيداً عن القوات الرسمية للتحالف.
استعانت الامارات بشركات أمنية خاصة، واستقدمت مرتزقة من أمريكا اللاتينية وأفريقيا، لتأمين السيطرة على المدن والموانئ وشن عمليات اغتيال وتصفية ضد قادة محليين، وتم تدريب هؤلاء المرتزقة على أيدي ضباط أمريكيين وإسرائيليين، وأصبح اليمن مختبرًا عمليًا لتطبيق نموذج الحرب بالوكالة الذي تستخدمه الإمارات لاحقًا في مناطق أخرى.
كل خطوة عسكرية مدعومة بتمويل إماراتي مباشر، لكنها تنفذ بشكل يبدو محليًا، لتجنب أي مساءلة دولية.
الإمارات لم تكتفِ بالحرب، بل سيطرت على الموانئ الحيوية والموارد الاقتصادية، نهب الموارد البحرية والبرية لصالح شركات إماراتية، وإعادة تصدير الموارد مثل النفط والذهب بعد إعادة تغليفها رسمياً، في إطار شبكة معقدة من الشركات الوهمية، وربط النفوذ العسكري بالنفوذ الاقتصادي، مما جعل اليمن ساحة تنفيذية لمشروع الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية.
السودان .. الساحة الأخيرة لتجربة المرتزقة الإماراتية
في السودان، ظهر الوجه الحقيقي للإمارات كذراع للصهيونية العالمية بشكل صارخ، بعد أن حولت النزاعات المحلية إلى ساحة لتجاربها العسكرية والاستخباراتية، مستخدمة مرتزقة وأموالها لتفكيك الدولة وفتح الطريق للهيمنة الإسرائيلية والأمريكية على ثرواتها الاستراتيجية، ولجأت إلى استقدام ميليشيات مرتزقة، من كولومبيا وأفريقيا، لتنفذ مهامها، ومهاجمة المدنيين الأبرياء، وإشاعة الرعب في المدن والقرى، وتنفيذ عمليات اغتيال وتصفية للقيادات المحلية المستقلة، وزرع الفوضى بحيث يصبح السودان غير قابل للحكم المركزي، ويمهد الطريق لتدخلات خارجية.
أموال الإمارات لم تُصرف على التنمية أو الاستقرار، بل على تحريك النزاعات الطائفية والسياسية، وتمويل مليشيات محلية للقتال نيابة عن مصالحها، وشراء ولاءات محلية مقابل أسلحة وأموال، بما يضمن ولاء المرتزقة والإشراف المباشر على عملياتهم، وتوفير تغطية سياسية ودبلوماسية للنزاع الدولي لمنع أي مساءلة.
كما أنها استغلت الصراع لإعادة توجيه الموارد الاقتصادية لصالحها، متبعة النموذج نفسه كما في اليمن، من خلال السيطرة على المناطق الغنية بالذهب والمعادن النادرة، والتدخل في قطاع الموانئ والنقل لضمان الهيمنة على خطوط التجارة السودانية الحيوية، والربط بين النفوذ العسكري والاقتصادي لضمان استمرار الهيمنة الخارجية على الدولة.
الهدف النهائي لم يكن السودان بحد ذاته، بل فتح الطريق أمام المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في قلب أفريقيا وشمال شرق إفريقيا، وتفكيك الدولة يزيد من اعتماد السكان على الدعم الخارجي، بما في ذلك إسرائيل، وإنشاء ميليشيات موالية خارج سيطرة الدولة يزيد من قدرة إسرائيل على التدخل الأمني والاستخباراتي مستقبلاً، وتثبيت نموذج الحرب بالوكالة والمرتزقة الذي سبق تطبيقه في اليمن، ليصبح السودان مختبرًا آخر لسياسة الإمارات المظلمة.
السودان اليوم يكشف الوجه الآخر للإمارات بلا رتوش، دولة عربية تدير حروبًا بالوكالة، تموّل المرتزقة، وتستغل النزاعات الداخلية لتقوية أجنحة الصهيونية الأمريكية في المنطقة.
ما يحدث الآن من قتل وإبادة جماعية للمواطنين السودانيين الأبرياء ليس مجرد حرب محلية، بل صورة طبق الأصل لمخطط الإمارات الموجه من تل أبيب وواشنطن لتفتيت الدول العربية وتهيئة الأرضية للهيمنة الأجنبية.
الوجه الحقيقي للإمارات .. ذراع للصهيونية العالمية في الوطن العربي
بعد استعراض الوقائع في غزة واليمن والسودان، يظهر واضحًا أن الإمارات ليست مجرد دولة عربية صغيرة تسعى للتقدم الاقتصادي والدبلوماسي، بل ذراع تنفيذي مباشر للمشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة.
في غزة، تتحرك أبوظبي خلف ستار المساعدات الإنسانية لتقويض المقاومة وتثبيت النفوذ الإسرائيلي، بينما تقدم نفسها للعالم كفاعل إنساني نزيه.
في اليمن، استخدمت الحرب بالوكالة والمرتزقة كنموذج لتطبيق استراتيجيات السيطرة العسكرية والاقتصادية، مختبرةً أدواتها لا في التجارب النظرية بل على الأرض بشكل مباشر.
في السودان، كشفت العمليات الأخيرة عن الوجه الأكثر وحشية، تمويل ميليشيات مسلحة، استخدام المرتزقة، نشر الفوضى، وفتح الطريق لنهب الثروات والهيمنة الأجنبية، كل ذلك لصالح المشروع الإسرائيلي والأمريكي في قلب أفريقيا وشمال شرقها.
الإمارات بهذا السلوك تثبت أنها الوجه الآخر للصهيونية العالمية، دولة عربية تدّعي السلام والتقدم بينما تمارس الخيانة الممنهجة، وتغرس الفتن والحروب بالوكالة، وتحوّل موارد الدول العربية إلى أدوات للهيمنة الأجنبية.
هذه الحقائق تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن دور الإمارات ليس محليًا أو عابرًا، بل استراتيجي، ممنهج، وخبيث، وأن أي حديث عن سلام أو تعاون عربي يجب أن يُقاس الآن بما تفعله الإمارات على الأرض، حروب بالوكالة، مرتزقة، ونهب ثروات، وتسهيل الأجندة الإسرائيلية الأمريكية.
في النهاية، هذه الحقيقة يجب أن تكون واضحة للعالم العربي كله، أن أبوظبي ليست حليفا، بل رأس حربة لتنفيذ أجندات خارجية ضد الأمة العربية.
 
			