اليمن يحيي عيد جمعة رجب .. فعاليات ومسيرات حاشدة تجدد الهوية الإيمانية وتؤكد الثبات على نهج الإيمان والحكمة
يمانيون | تقرير
شهدت عدد من المحافظات، اليوم الخميس، مسيرات جماهيرية حاشدة، وفعاليات خطابية وثقافية، وندوات فكرية ولقاءات علمائية، احتفاءً بعيد جمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين في الإسلام طواعية، في مشهد وطني وإيماني جامع عكس عمق ارتباط أبناء اليمن بهذه المناسبة العظيمة، ورسّخ حضور الهوية الإيمانية كمرتكز ثابت في مواجهة التحديات التي تستهدف الأمة وقيمها ومقدساتها.
حيث احتشد الآلاف من أبناء أمانة العاصمة، في مسيرات ومهرجان جماهيري حاشد بساحة سوق الحلقة بمدينة صنعاء القديمة، حيث تقاطرت الحشود من مختلف مراكز المديريات مرورًا بعدد من الشوارع والمداخل وباب اليمن، وصولًا إلى ساحات سوق الحلقة وميدان الجامع الكبير وجامع الإمام علي عليه السلام، يتقدمهم قيادات ومشايخ ووجهاء وشخصيات اجتماعية وعقال ومختلف شرائح المجتمع.
وعكست المشاركة الواسعة مستوى الوعي الشعبي ومكانة جمعة رجب في وجدان اليمنيين، بوصفها ذكرى تؤكد فخر شعب الإيمان والحكمة بهويته وقيمه ودوره التاريخي في نصرة الدين الإسلامي والرسول الكريم وقضايا الأمة.
ورددت الحشود الأهازيج والأناشيد والفلكلور الشعبي المعبر عن الفرحة والابتهاج بهذه المناسبة، في مشهد احتفالي استحضر البعد الإيماني والتاريخي لذكرى دخول اليمنيين الإسلام، وما تمثله من محطة مفصلية في مسيرة الأمة.
وفي الإطار ذاته، دشنت التعبئة العامة بالهيئة النسائية في أمانة العاصمة فعاليات الهوية الإيمانية واستقبال عيد جمعة رجب تحت شعار «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، حيث استعرضت الكلمات موجهات قائد الثورة الهادفة إلى تعزيز الهوية الإيمانية وترسيخها في أوساط المجتمع والأجيال الناشئة، وإفشال مخططات أعداء الأمة وقوى الاستكبار العالمي، مؤكدة أهمية إحياء هذه الذكرى لما تحمله من دلالات عظيمة تعزز الانتماء للدين والهوية.
وامتدت فعاليات إحياء جمعة رجب إلى عدد من مديريات محافظة صنعاء، حيث أُقيمت فعاليات خطابية في مديريات جحانة وبني حشيش وهمدان ومناخة والحصن، تناولت دلالات هذه الذكرى ومكانة اليمن في التاريخ الإسلامي، وربطت بين الدور الريادي لليمنيين في نصرة الإسلام قديمًا وموقفهم الراهن في نصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدة أن الحفاظ على الهوية الإيمانية يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة مشاريع الهيمنة والتطبيع والحرب الناعمة.
وفي محافظة الحديدة، بدأت في مديرية السخنة فعاليات المهرجان السنوي للهوية الإيمانية «عواجه» احتفاءً بذكرى جمعة رجب، حيث احتشد أبناء المديرية في ساحة المهرجان، وقدمت الموشحات والأناشيد الدينية والفقرات التراثية التهامية، إلى جانب عروض الخيول والفقرات الفنية المتنوعة، التي عبّرت عن عمق الارتباط الروحي لأبناء المنطقة بهذه المناسبة، واستحضرت مواقف اليمنيين المشرفة عبر التاريخ في نصرة خاتم الأنبياء وحمل راية الدعوة الإسلامية والدفاع عن المستضعفين.
وفي محافظة حجة، نظم قطاع الإرشاد بمركز المحافظة بالتعاون مع طلاب العلوم الشرعية ندوة فكرية بعنوان «أهمية جمعة رجب عند اليمنيين»، تناولت العلاقة المتجذّرة بين اليمنيين وذكرى دخولهم الإسلام على يد الإمام علي عليه السلام، واستعرضت المكانة التي خصّ بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أهل اليمن، ودورهم التاريخي في نصرة الدين الإسلامي والرسول الكريم وآل بيته عليهم السلام.
كما شهدت محافظة البيضاء لقاءً علمائيًا موسعًا للعلماء والخطباء والمرشدين، أكّد أهمية اضطلاع العلماء بمسؤولياتهم في هذه المرحلة الحساسة، من خلال تكثيف الخطاب التوعوي والإرشادي، وتحقيق التحصين الفكري والثقافي للمجتمع في مواجهة الحرب الناعمة، معتبرًا إحياء ذكرى جمعة رجب مناسبة لتجديد التمسك بالهوية الإيمانية والوفاء لنهج الإيمان والجهاد والسير على خطى الأجداد.
وفي محافظة المحويت، نُظّمت ندوة ثقافية بمديرية الطويلة تناولت مكانة عيد جمعة رجب في نفوس اليمنيين، ودوره في ترسيخ القيم الدينية والاجتماعية والهوية الوطنية والموروث الثقافي، فيما شهدت مدينة المحويت ندوة ثقافية نظمتها الهيئة النسائية بالتعاون مع المستشفى التعليمي، أكدت دلالات هذه الذكرى، وأبرزت دور المرأة اليمنية في إحياء المناسبات الدينية ونشر الوعي القرآني وتعزيز التماسك المجتمعي.
وفي محافظة ذمار، عُقد لقاء علمائي موسع للعلماء والخطباء والمرشدين بعنوان «مسؤولية العلماء والخطباء في الانتصار لكتاب الله والمقدسات وترسيخ الهوية الإيمانية»، شدد على أن الإساءات المتكررة للقرآن الكريم تمثل حربًا ممنهجة تستهدف الأمة، وتستوجب موقفًا موحدًا ومسؤولًا، مع التأكيد على الجهوزية العالية لمواجهة الأعداء.
كما نظم مكتب الشباب والرياضة وفرع الهيئة العامة للاستثمار فعالية خطابية بذكرى جمعة رجب، ركزت على أهمية تحصين الشباب وتعزيز انتمائهم الإيماني في مواجهة الحرب الناعمة والاستهداف الثقافي.
وعكست هذه الفعاليات المتنوعة، في مختلف المحافظات، وحدة الموقف الشعبي والرسمي في إحياء ذكرى جمعة رجب، باعتبارها مناسبة إيمانية جامعة لتجديد العهد مع الله، وترسيخ الهوية الإيمانية، والتأكيد على ثبات اليمنيين على نهج الإيمان والحكمة، ومواصلة دورهم التاريخي في نصرة الدين الإسلامي وقضايا الأمة، في مواجهة كل محاولات الطمس والاستهداف.
