Herelllllan
herelllllan2

غيض من فيض (2) نافورة التعيينات

عبدالملك سام

بمجرد أن انتهت فتنة ديسمبر شهدنا عملية نزوح للكوادر والمتسلقين باتجاه أنصار الله ، وهذا الأمر تم استقباله من جهة الأنصار بترحيب ، وهو أمر جيد لولا أنهم هنا تخلوا عن الحذر !

فعملية النزوح شهدت دخول الصالح والطالح ، وهؤلاء كان معظمهم ممن خبر سياسة “المداقلات” ، وبالتالي تحركوا بسرعة للتموضع في الأوضاع الجديدة ، ومع ترحيب الأنصار بهذا التحوّل ، وطمعا في إصلاح الأوضاع تحت تأثير هالة الخبرة التي يمتلكها هؤلاء ، ونظرا لخبرة هؤلاء الكوادر في اتباع اساليب وخفايا طرق السيطرة والاستحواذ على المناصب ، انفجرت نافورة التعيينات العمياء في معظم مفاصل الحكومة .

هنا لا بد أن نشير إلى أن النوايا الحسنة لدى رجال الثورة لم تكن كافية لتغيير سلوك هؤلاء المتسلقين ، وقد ظهر هذا جلياً مع مرور الوقت ، فقد أدت هذه التعيينات التي كانت غالبا في الجهات الإيرادية إلى انتكاسة رهيبة خصوصا مع تحرك العدوان بشكل أكبر للتأثير على الوضع الاقتصادي ، ولا أجزم هنا بأن (جميع) من تم تعيينهم عملوا على مساعدة العدوان

وقد تم اكتشاف بعض هؤلاء والإعلان عنهم لاحقا بعد أن تسببوا بخسائر فادحة في المؤسسات التي عملوا بها ، ولعل هذا ما قدم أكبر خدمة للعدوان الذي استطاع ان يكتشف كل صغيرة وكبيرة في النظام المالي والاقتصادي القائم ، وهو ما ساعده في وضع خطط لإسقاط قطاعات اقتصادية ناشئة مثل الصناعات المحلية وقطاع الزراعة والثروة المعدنية والخدمات ، مما حد من تأثيرها الذي كان يعوَّل عليه في تحسين الوضع الحالي .

كما تشاهدون فإن ما ذكرناه – رغم محاولة الاختصار – يعتبر غيضاً من فيض ما وصلنا إليه ، ومن السذاجة أن اعتبر التحاق بعض المتسلقين بدورات ثقافية كان كافيا ليغير هؤلاء سلوكهم ، بل كانت هذه الدورات بمثابة صك الغفران لهؤلاء والذين استخدموها كحجة امام كل من حاول كشفهم او نصحهم

أما الذين توسطوا لدى الحكومة لتعيينهم فقد ركبهم التعنِّت خوفا من اتهامهم بالتقصير والمحاباة والفشل ، وهو ما أدى إلى استبعاد كل شخص نظيف حاول إصلاح ما فسد ، وبالتالي نحن نرى اليوم ما وصل إليه الأمر من انتشار للفساد واستحداث لمصطلحات جديدة لتبرير هذا الفساد كالقيام بأعمال بسيطة لصالح الجبهات والجرحى والشهداء لتتم التغطية على أعمال فساد أكبر !

هناك نقاط أخرى قابلة للنقاش والأخذ والرد سنتحدث عنها في مقالات أخرى ، فالموضوع كما ترون وكما قلنا “ذو شجون” .. والله من وراء القصد .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com