Herelllllan
herelllllan2

النفاق العالمي والإعلامي في حرب اليمن..!

هناء السقاف
يسيطر النفاق في المجتمع الدولي والإعلام الخاص به في الحرب الكارثية والعدوان الذي يشنه تحالف سعودي إماراتي أمريكي صهيوني بشكل رئيسي ودول أخرى علی اليمن .

حتى المسمى نفسه للحرب والعدوان فيستبدلونه بمصطلح” الأزمة اليمنية ” أو” الصراع بين الأطراف اليمنية” ويطلقونه في مؤتمراتهم وتصريحاتهم وأحاديثهم الصحفية وفي جلساتهم العلنية والاجتماعات الدولية حرصا منهم في ترويج أن الكارثة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية وتدمير اليمن كان بأيدي أبنائه الذي ادخلوه في أزمات عدة خلقت حرب طائفية ومذهبيه وسياسية بعيدا عن الأهداف الدولية والأطماع الخارجية والمكاسب التي جنتها تلك الدول من هذه الحرب .

ومن هنا تظهر علی السطح ما تسمی بالوساطات الدولية وطرح مبادرات لإنهاء الحرب وتأتي بتتبع مصلحة كل دولة واتفاقيات تبرم من خلف الكواليس لا تظهر للعلن وكلا بحسب دوره .

وتتصدر قناة الجزيرة الفضائية القطرية المركز الأول في النفاق الإعلامي عندما تبدلت أخبارها وتسليطها علی الحرب وما يحدث من جرائم يرتكبها العدوان ففي بداية انطلاق عاصفة الحزم كانت تكرس معظم سياستها الإخبارية علی تضخيم الانتصارات والتغطية الشاملة والأخبار المضللة تزعم فيها بتحقيق الانتصارات للتحالف لنجد بعد الأزمة الخليجية وتطورات الخلاف بين قطر ودولتي السعودية والإمارات تتغير 180 درجة في نقل الأخبار وتغطيتها وتقاريرها وتحقيقاتها حول حقائق ما يدور لتعود بعد ذلك الی تجاهل ما يحدث في اليمن من الجرائم السعودية بعد أن أعلنت, المصالحة بين الرياض والدوحة فيما لا تزال تسلط الضوء على ما تمارسه الإمارات من عبث في الجزر اليمنية والسيطرة على موانئها وفضحها للسجون السرية وتحويل المطارات الی ثكنات عسكريه إلی أن تتم المصالحة والاتفاق بين الدولتين لتخرس بعدها.

تختفي المهنية وكشف الحقائق والشفافية بمجرد تبدل السياسة وبحسب أهواء القادة في الهرم السياسي والسلطة, الحاكمة، وهذا ما يحصل في الكثير من القنوات العربية والإسلامية والدولية المرتبطة بالمال السعودي والإمارات تحت مسمى المصالح المشتركة بين البلدين

وفي ظل الحرب المنسية أو المتناساه عمدا ممن يستفيدون من استمرارها تظهر أصوات نشاز من هنا أو هناك بصوت خافت تغطيه ازيز الأسلحة والمال الخليجي الذي اشترى العالم توجه جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان انتقادات لمنظمة الأمم المتحدة لحذفها اسم التحالف من القائمة السوداء للأطراف التي تتسبب في إلحاق الأذى بالأطفال.

ووجدت الأمم المتحدة أن 222 طفلا قُتِلوا أو أُصيبوا السنة الماضية من قبل التحالف، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الرقم المذكور يمثل “تناقصا مستمرا وكبيرا” في عدد الضحايا.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمين العام بتجاهل أدلة متوافرة بشأن انتهاكات جسيمة..لكن الأمم المتحدة لا تريد للحرب أن تنتهي فهي مكسب لها ودعم لمنظماتها وفسادها.

ومما يدعو للأسف أن تظهر الدول الظالمة والمعادية نفسها بموقع العادل والبطل والمنتصر حيث لم تكتفي بكتم الحقيقة عن العالم بل ذهبت لصناعة الأفلام وطمس الحقائق وتزييف الوقائع فصنعت الإمارات فيلما سينمائيا أسمته الكمين تزعم انه عن قصة حقيقية ليبدأ العالم المنافق التصفيق الحار وإلقاء التهاني والتبريكات لنجاح الفيلم البطولي والفريد من نوعه والتي ربما تلخقها السعودية في صناعة فيلم مشابه تحكي فيه عن واقعه جديدة ربما حول اعتقالها خبراء إيرانيين ولبنانيون من حزب الله في مخزن لتصنيع الأسلحة والصواريخ البالسنية والمسيرات وتبدأ في جرهم لتقصف يعدها ذلك المخزن بعدة غارات جوية.

وفي هذا السياق، قالت الناشطة البحرينية في مجال حقوق الإنسان، مريم الخواجة: “يا لها من وقاحة أن تشارك في قتل المدنيين وإيصال اليمن إلى الأزمة الإنسانية التي يعيشها، ثم صناعة فيلم يمجد الفظائع التي تسببت فيها، عليك أن تتذكر ذلك في المرة القادمة التي تفكر فيها في قضاء إجازتك في دبي”.

كما لفت كثيرون الانتباه إلى جرائم الحرب وسوء المعاملة التي يُزعم أن الإمارات ووكلاءها قد ارتكبوها في اليمن الذي مزقته الحرب، والتي لم يتطرق إليها المقطع الدعائي للفيلم.

كتبت أروى مقداد، وهي ناشطة داعية للسلام في مؤسسة اليمن للإغاثة والأعمار: “قد يصعب حصر جميع الجرائم في فيلم واحد، ولكن أقل ما في الأمر التطرق إلى سجون التعذيب التي تديرها الإمارات والاستيلاء غير القانوني على جزر اليمن، ويمكننا أن نتناول باقي الجرائم في أجزاء أخرى من الفيلم”.

فيما وصف عديد من المعلقين الفيلم عن حرب اليمن بأنه “دعاية” تسعى لتغيير الرواية الواقعية حول دور الإمارة الخليجية في اليمن. بينما كتبت اخری “تذكَّروا أن هوليوود فعلت ذلك من قبل مع حربي العراق وأفغانستان. فبطريقة ما يحمل الجندي السلاح ويطلق النار ويقتل، ثم يُصوَّر على أنه هو الضحية، بمعنى أنهم يقتلونك ثمثم يلومون جثتك على صدماتهم وخساراتهم”.

لن يكتفي العالم من النفاق السياسي والإعلامي ما لم تكسر الأطماع .. فمن حق الدول أن تتسلح لحماية حدودها ومن حقها بيع الأسلحة المشروط لدول أخری ولكن ليس من حقها قتل شعوب أخری من أجل رفع مستوى المعيشة والخزينة العامة والخاصة والكسب السياسي .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com