Herelllllan
herelllllan2

“إيلات” من وجهة سياحية إلى “مخيم” للهاربين.. وصواريخ اليمن تهددها

يمانيون – متابعات
مدينة “أم الرشراش” الفلسطينية التي تحول اسمها بعدما احتلتها “إسرائيل” إلى “إيلات” تقع في المنطقة الجنوبية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتشتهر بمينائها المطل على البحر الأحمر.

“إيلات” هي المنفذ الإسرائيلي الوحيد على البحر الأحمر، ومنه إلى المحيط الهندي. بعد احتلالها، افتتح ميناء صغير فيها عام 1951. وبعد حرب عام 1956، عندما تم احتلال مضيق تيران عند مدخل خليج العقبة، تم توسيع الميناء بشكل كبير، ولكن مصر استعادت السيطرة على المنطقة مرة أخرى في أيار/مايو 1967، عندما قامت بحصار مضيق تيران وإغلاقه أمام السفن التي تحمل “العلم” الإسرائيلي. وكان هذا الإجراء سبباً رئيسياً لحرب الأيام الستة في حزيران/يونيو 1967.

لاحقاً، بنت “إسرائيل” في ميناء “إيلات” خط أنابيب نفط يصل إلى عسقلان عبر البحر الأبيض المتوسط، ثم شمالاً إلى حيفا.

ترتبط “إيلات” الآن بالأراضي الفلسطينية المحتلة الوسطى والشمالية عن طريق الطرق السريعة المحسنة والخدمات الجوية المنتظمة. وقد تم الترويج للمنطقة كوجهة سياحية، وتم التركيز على ساحلها المطل على البحر الأحمر الذي يتميز بمياهه الصافية وتكويناته المرجانية الخلابة والحياة البحرية.

في السبعينيات، أصبحت السياحة ذات أهمية متزايدة لاقتصاد “إيلات”، وتعد السياحة اليوم المصدر الرئيسي للدخل فيها.

تسعى إسرائيل” إلى أن تكون “إيلات” جزءاً من مشروع مدينة “نيوم” السعودي، إذ إنها تقع إلى الشمال من الحدود السعودية، وتبعد عن “نيوم” أقل من 200 كم. وتعدّ “إسرائيل” هذا المشروع “جسراً” لتعزيز تطبيعها مع دول عربية.

وتضم “إيلات” مطار “رامون” وفنادق فاخرة، وتخطط “إسرائيل” لزيادة المشاريع الاقتصادية فيها، بهدف استقطاب مزيد من المستوطنين إلى المنطقة التي تشكّل مورداً اقتصادياً مهماً.

“إيلات” وجهة إسرائيلية.. للهاربين
الهدف الإسرائيلي المتمثل بزيادة عدد المستوطنين في “إيلات” تحقق بالفعل اليوم، لكن ليس بفعل المشاريع التنموية، بل بفعل عملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها المقاومة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وصواريخها التي أفرغت غلاف غزة، ووصلت إلى “إيلات” وحيفا و”تل أبيب” وغيرها من المستوطنات، وأدّت إلى هروب عشرات الآلاف من المستوطنين من مستوطنات غلاف غزّة والشمال.

أصبحت “إيلات” اليوم مركزاً للإسرائيليين الهاربين من صواريخ المقاومة الفلسطينية. وأفاد رئيس السلطة المحلية في “إيلات” باستقبال أكثر من 60 ألف إسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، ورجّح أن تنهار المدينة في ظل هذا العدد الكبير من المستوطنين فيها.

مدينة الفنادق لم تتسع للكم الهائل من المستوطنين الذين فرّوا من الشمال والجنوب هرباً من صواريخ المقاومة في غزة ولبنان، وبدأت السلطات المحلية بالتحضير لإنشاء خيام لاستقبال أعدداهم الضخمة.

وقال مستوطنون إنّهم يفترشون الأرصفة في “إيلات” لعدم توفّر الفنادق الكافية، فيما أفاد مراسل “القناة 12” الإسرائيلية بأنّ “الكثير ممن تم إجلاؤهم إلى إيلات تلقوا بياناً من الفندق بضرورة تسليم الغرف بسبب عدم وجود موازنة، وليس هناك من يدفع تكاليف إقامتهم”.

“يعتقد الناس أن الشركات في إيلات تحقق ثروة الآن لأن المدينة ممتلئة.. إلا أنّ هذه الصورة بعيدة عن الواقع”، كما ذكر موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي. وأكّد الموقع أنّ “المحال التجارية والمطاعم فارغة.. إذ إنّ الإسرائيليين لا يعلمون ما سيأتي به الغد.. ويدخرون ما يمكنهم ادخاره”.

المقاومة تستهدف “إيلات”.. وصواريخ اليمن تعاظم التهديد
المستوطنة التي نزح إليها الإسرائيليون ظناً منهم أنها آمنة وصلت إليها صواريخ المقاومة. وقد أعلنت كتائب القسّام قصف “إيلات” بصاروخ “عياش 250” رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الأبرياء أكثر من مرّة.

وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن صواريخ ذات رؤوس حربية تزن “ما مجموعه 1.6 طن” أطلقتها حركة “أنصار الله” كما يبدو في اتجاه منطقة الفنادق في “إيلات”.

وإضافة إلى الصواريخ، أطلقت “أنصار الله” 15 طائرة مسيّرة انتحارية تحمل كل منها رأساً حربياً وزنه نحو 40 كلغ، بحسب الإعلام الإسرائيلي.

وفي السياق نفسه، نقل الإعلام الإسرائيلي تقدير المتحدث باسم البنتاغون بأنّ “مدى الصواريخ التي أطلقتها أنصار الله يوم الخميس الماضي كان أكثر من 2000 كلم. وعليه، فإنّ هذه الصواريخ كان بإمكانها الوصول إلى إسرائيل”.

من جهتها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ حركة “أنصار الله” في اليمن “أطلقت 5 صواريخ كروز قدّمتها إيران”، كما “أطلقت نحو 30 طائرة من دون طيار في اتجاه إسرائيل، في هجوم كان أكبر ممّا وصفه البنتاغون في البداية”.

وفي ضوء هذه التطورات، أعلن رئيس سلطات الاحتلال في “إيلات” “تعزيز أنظمة الدفاع الجوي في محيطها على نحو كبير جداً”.

الإعلام الإسرائيلي ركّز على إطلاق الصواريخ نحو “إيلات”، وأولاه اهتماماً، لما يشكّل هذا الأمر من تطوّر كبير في ساحة المعركة، وتهديد متزايد للإسرائيليين الذين يظنون أنّهم في مأمن.

وقالت إذاعة “الجيش” الإسرائيلي إنّ “إطلاق صواريخ على إيلات من غزة واليمن هو إشارة إلى الإسرائيليين بأنهم ليسوا آمنين في أي مكان من إسرائيل، كما يؤكد تطوّر قدرات حركة حماس العسكرية التي تعرف جيداً نقاط ضعف الجمهور الإسرائيلي”.

الإسرائيليون رجّحوا أنّ “هجمات اليمن على إيلات التي كانت تستهدف جموع اللاجئين إليها أو منشآت حيوية” كانت “أكبر بكثير مما يتصوره الجمهور الإسرائيلي. ولو لم يتم اعتراضها، لكانت قد تسببت في كارثة جماعية”، على حد وصفهم.

أفرغت حكومة الاحتلال مستوطنات غلاف غزة والشمال من المستوطنين إلى “إيلات” وغيرها من المستوطنات التي اعتبرتها بعيدة عن المعركة، لكن أسئلة بديهية تطرح: ماذا لو دكّتها المقاومة بالصواريخ؟ وماذا إن سقطت فيها الصواريخ والمسيرات اليمنية؟ إلى أين المفرّ؟ وكم سيكون حجم الضرر الاقتصادي والأمني الذي سيلحق بالاحتلال من جراء ذلك؟

الميادين

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com