Herelllllan
herelllllan2

مسيرة عام من التوحش الأمريكي السعودي على المدنيين في الـيَـمَـن

يمانيون../

فجأةً وبدونِ مقدمات.. أصواتُ الانفجارات تقُضُّ مضاجع النائمين.. اليوم هو السادس والعشرين من مارس من العام 2015.

 الرعب والخوف ما يزالان يسيطران على مدينة صنعاء وسكانها، فلم يمضِ سوى أسبوع على اغتيال الصحفي عَبدالكريم الخيواني وتفجيرات في مسجدي بدر والحشوش.

 هل دخلنا في المحظور؟ هل بدأت الكارثة.. البلد على وقْع فوضى سياسية.. الفراغ في السلطة يجعل الجميع يضعون أيديهم على قلوبهم.. لا أحد يدري إلَـى أين يمضي البلد.. هل إلَـى الكارثة أم إلَـى الخير؟

يا إلهي.. عُـدْوَان.. طيران، قصف.. الجميع أدرك حقيقة ما جرى ليلة السادس والعشرين من مارس، وفي صباح اليوم الثاني، ومع ضوء الشمس، كانت الأخبارُ في متناول الجميع، طيران آل سعود بدأ في عُـدْوَان غاشم بتحالف من 12 دولةً، وفي ما روائح المؤامرة تنتشر في أرجاء العاصمة.. كان الوجع كبيراً، والآلام تتسع، والجراح لا تندمل في حي بني حوات في أمانة العاصمة.

جريمة بني حوات.. البداية المفزعة

بدأ الصباح ثقيلاً على سكان العاصمة في اليوم الأول من العُـدْوَان ومع أولى الغارات الجوية استهدف طيران العدو حياً سكنياً في منطقة بني حوات في العاصمة صنعاء، مَـا أَدَّى إلَـى استشهاد ما لا يقل عن عشرين شهيداً وإصابة خمسين آخرين جلهم من النساء والأَطْفَـال عدا عن التدمير الذي لحق بعدد من المنازل والسيارات.

وعصر الجمعة 27 مارس كان الـيَـمَـنيون يردّدون في ساحة باب الـيَـمَـن والتي تظاهروا فيها لأول مرة عبارات الشجب والاستهجان، رافعين أسلحتَهم على أكفهم ومعلنين جهوزيتهم الكاملة للقتال، وفي ذلك اليوم كانت الكلمات تخرُجُ من حناجر الثوار كأنهم رصاصات تصوب لآل سعود، الجميع قرر هنا عدم الاستسلام مهما كانت التحديات ومهما كانت الثمن باهظاً.

وفي اليوم التالي وفي ساعات الصباح الأولى خلّف الطيران المعادي في عُـدْوَانه على سوق البقع في محافظة صعدة أكثرَ من عشرة شهداء وعشرات الجرحى، فيما استشهدت امرأة في عُـدْوَان مماثل استهدف سوق الخميس بمديرية منبه الحدودية.

أما اليوم الثالث من العُـدْوَان فقد كثّفَ الطيران السعودي الأمريكي من غاراته على محافظة صعدة مستهدفاً السجن المركزي وشركة لتعبئة الغاز وعدداً من القرى والأحياء السكنية، والحصيلة كانت استشهاد نحو ستة مواطنين وجرح آخرين في منطقة شدا واستشهاد أَرْبعة وجرح ثلاثين آخرون في منطقة الكمب الحدودية.

التمادي في الإجْــرَام.. استراتيجية ممنهجة

وارتكاب أبشع المجازر في الأيام الأولى للعُـدْوَان، لم يكن بفعل غارات خاطئة أَوْ عشوائية في القصف، بل كان عملاً مخططاً له وممنهج هدفه الأول والأساس إركاع الـيَـمَـنيين وإجبارهم على الاستسلام، وعدم الاعتراف بشرعة الثورة، لذا كانت بدايات العُـدْوَان مكثّفة ولئيمة وتستهدف الإنسان والحجر والبشر ولا تُبقي شيئاً للحياة، وترافق هذا العمل الشيطاني مع فرْض حصار بري وبحري وجوي خانق منع دخول المشتقات النفطية والأدوية إلَـى الـيَـمَـن، لغرض اجبار الـيَـمَـنيين على الاستسلام.

31 مارس.. مخيم المزرق يغرَقُ بالدماء

وبدأت تتصاعد الهجمات الجوية لطيران العُـدْوَان السعودي الأمريكي لتخلّف المزيد من الضحايا الأبرياء، وفي اليوم الخامس من العُـدْوَان ارتكب طيران العدو جريمة بشعة حين استهدف مخيم النازحين السلميين في منطقة المزرق بمحافظة حجة، مَـا أَدَّى إلَـى استشهاد أَرْبعين مدنياً وجرح أكثر من مائتين وستين آخرين.

1 إبريل.. استهداف ناقلة غاز بيريم

وتواصلت الجرائمُ السعودية الأمريكية بحق المدنيين في اليوم السادس من العُـدْوَان باستهداف ناقلات غاز ومحطات وقود في مديرية يريم بمحافظة إب، والحصيلة كانت استشهاد أكثر من أَرْبعة عشر مدنياً وجرح العشرات.

2 إبريل.. مصنع يماني تحت القصف

وفي صورة تكشفُ بشاعة جارة السوء ارتكب طيرانها الجوي في يومه السابع من العُـدْوَان مجزرة كبيرة باستهدافه مصنع يماني للألبان والأغذية في الحديدة، حيث استشهد ثلاثون مواطناً وجرح العشرات.

20 إبريل.. قنبلة فراغية على فج عطان

وفُجع سكانُ العاصمة صنعاء بجريمة جديدة، تُعد من أكبر جرائم العُـدْوَان السعودي الأمريكي على بلادنا، حين ألقى طيران العُـدْوَان قنبلة فراغية على منطقة فج عطان بأمانة العاصمة.

واستشهد في هذه العملية الإجْــرَامية البشعة 86 مواطناً، فيما أصيب أكثر من 300 مواطن، كما تعرض أكثر من 400 منزل للدمار الجزئي والمتوسط والكلي، ونزَحَ من الحي الذي ألقيت فيه القنبلة 80% من ساكنيه.

ودمّر العُـدْوَان السعودي الأمريكي في هذه الجريمة أكثر من 200 سيارة، كما ازدحمت مستشفياتُ صنعاء في ذلك اليوم بالمصابين، في ظل معاناة كبيرة؛ بسبب نقص الأكسجين والانطفاءات المتكررة جراء الحصار المفروض على الـيَـمَـنيين وعدم سماح دول تحالف العُـدْوَان بدخول المشتقات النفطية.

11 مايو 2015.. جريمة نقم

وعقبَ ارتكاب جريمة فج عطان، غيّر تحالف العُـدْوَان السعودي الأمريكي تسمية عُـدْوَانه على الـيَـمَـن من “عاصفة الحزم” إلَـى “إعادة الأمل”، واستمر ارتكابُ الجرائم بحق المدنيين في معظم محافظات الجمهورية، حتى جاءت الجريمة المروعة في العاصمة صنعاء، بقصف مكثف وعنيف على جبل نقم في 11 مايو 2015.

وخلفت هذه الجريمة ما يقارب الـــ 120 شهيد ومئات الجرحى ونزوح المئات من الأسر.

في هذا اليوم الحزين اكتظت المستشفياتُ بالمئات من الجرحى والعشرات من الشهداء ورفعت مكبرات الصوت بالاستغاثة وإنقاذ الجرحى بعد أن استخدم طيران العُـدْوَان السعودي الصهيوأمريكي سلاحاً شبيه إلَـى حد كبير بالسلاح الذي استخدم في ضرب منطقة فج عطان، كما ازدحمت الشوارعُ بالصراخ والبكاء من المواطنين الذين شهدوا هذه الجريمة المروّعة التي لم تصل نارُها إلَـى منطقة نقم فحسب، بل امتدت نارها إلَـى كثير من أنحاء العاصمة.

الهلع الذي أصاب سكان نقم والمناطق المجاورة كان أشدَّ من الموت لدى المواطنين الذين نزحوا من منطقة نقم، وشعوب، وسعوان وصنعاء القديمة، والسائلة إلَـى خارج صنعاء، ومنهم نزحوا إلَـى أطراف العاصمة وبعضهم إلَـى المدارس وَالجوامع واستمر النزوح حتى الصباح.

ولم تسلم المستشفياتُ من الاستهداف والترويع فمستشفى الثورة العام بصنعاء تعرض للأضرار فقد وصل تأثيرُ القصف العُـدْوَاني على جبل نقم بأسلحة محرّمة إلَـى مبنى المستشفى التي تضررت مبانيها بشكل كبير وتحتاج إلَـى ترميم واسع.

27 مايو.. توحُّش للعُـدْوَان في منطقة بكيل المير

استشهد في هذه المذبحة حوالي أَرْبعين مواطناً غالبيتهم من النساء والأَطْفَـال، حيثُ قام العُـدْوَان بتنفيذ سلسلة غارات على منازل المواطنين في منطقة المزرق، ما تسبب بسقوط عدد من الشّهداء والجرحى، وفيما كان المواطنون يشيّعون شهداء الغارات الأولى عاود الطيران غاراته مُستهدفاً المشيّعين.

كما استُشهد ثمانية مواطنين وأصيب آخرون في مجزرة أُخْـرَى في المنطقة ذاتها.

24 يوليو 2015.. جريمة مروعة في المخاء

ويستمر العُـدْوَان السعودي الأمريكي في جرائمه، ليرتكب جريمة مروعة تضاف إلَـى سجله الإجْــرَامي، حين قصف المحطة الكهربائية والحي السكني بمدينة المخاء محافظة تعز.

حصيلة هذه الجريمة وصل إلَـى 103 شهداء وَ150 جريحاً.

وشن طيران العدو ثمان غارات على المدينة السكنية الخاصة بالموظفين العاملين في محطة الكهرباء وهي تقدر بمائتي منزل، وتركّز القصف على وسط المدينة السكنية، حيث أصاب أَطْفَـال ونساء وشيوخ، توزعوا على مستشفيات الحديدة وتعز وجراهم خطيرة.

20 أغسطس.. مذبحة صالة بتعز

استهدف طيرانُ العُـدْوَان في هذه الجريمة عدداً من منازل المواطنين الأبرياء في منطقة صالة بمحافظة تعز وراح ضحيتها ما يزيد عن 60 شهيداً وأَرْبعين جريحاً.

وظلّ أهالي المنطقة لساعات طويلة وهو يحاولون انتشالَ الضحايا من بين ركام المنازل، في ما استقبلت مستشفياتُ تعز حالات متفاوتةً من المصابين في ظل نقص بالمستلزمات الطبية.

وفي ذلك اليوم كثّفت طائرات تحالف العُـدْوَان السعودي الأمريكي من غاراتها على تعز مستهدفةً مناطقَ وأحياء سكنية، وتوزعت تلك الغارات على الجحملية وصالة.

7 سبتمبر.. فاجعة جديدة في يريم

عاوَدَ طيرانُ العُـدْوَان جرائمَه في منطقة يريم بمحافظة إب، حيث شن غاراتٍ عنيفةً على منازل المواطنين أدت إلَـى استشهاد 12 مواطناً وجرح 44 آخرين.

العميدُ محمد الشامي، مدير أمن محافظة إب، قال إن طيرانَ العُـدْوَان استهدف عدداً من منازل المواطنين بالقُرب من مستشفى يريم العام، مَـا أَدَّى إلَـى استشهاد 12 وجرح 44 آخرين أغلبهم نساء وأَطْفَـال.

وأضاف، أن الغارات تسببت في تدمير عددٍ من المنازل وتضرر أُخْـرَى مجاورة.

20 سبتمبر.. مذبحة بسوق آل مقنع بصعدة

وأدّى القصفُ المتوحّشُ لطيران العُـدْوَان السعودي الأمريكي على سوق آل مقنع بصعدة إلَـى استشهاد 90 مواطناً وعشرات الجرحى.

وقصفت طائراتُ العُـدْوَان السوق بسلسلة غارات متتالية وهو مكتظٌّ بمئات المتسوقين والباعة وأصحاب المحلات التجارية كانوا يُجهزون حاجيات عيد الأضحى المبارك.

وتعمّد الطيران قتل أكبر عدد من المدنيين، حيث شن غارة أولية وحين بدأ المواطنون بإسعاف الضحايا عاد الطيران وقصف مرة أُخْـرَى المسعفين ومن تبقى من الجرحى.

وأدت تلك الغارات إلَـى تفحُّم جثث الموا طنين وتقطيعها أشلاء في أرجاء السوق بالإضافة إلَـى احتراق محلات المواطنين وتدميرها.

28 سبتمبر.. مذبحة جديدة بالمخاء

استشهد 135 مواطناً وأصيب عشراتٌ آخرون جراء المذبحة الجماعية التي ارتكبتها طائرات العُـدْوَان السعودي الأمريكي مستهدفةً خيمتَي أعراس، إحداهما مخصصة للنساء، وأُخْـرَى للرجال في مديرية المخاء بمحافظة تعز.

طيران العُـدْوَان استهدف خيمتَي أعراس في منطقة واحدة بصاروخين أدت لمقتل جميع من بداخلهما من مدنيين معظمُهم نساء وأَطْفَـال.

وتحوّلت المخاء إلَـى منطقةٍ منكوبةٍ جراء غارات العُـدْوَان المكثّفة على المدينة والتي خلفت المئات ما بين شهيد وجريح.

29 أغسطس.. العُـدْوَان يتوحّش على مصنع مياه بعبس

ويواصل العُـدْوَان السعودي الأمريكي توحُّـشَه على المدنيين في عموم محافظات الجمهورية، وتشن طائراتُه غاراتٍ عُـدْوَانية على مصنع مياه بمدينة عبس بمحافظة حجّة، مَـا أَدَّى إلَـى استشهاد وإصابة 30 مواطناً، في مشهد مروع اهتزت له حجة بأكملها..

8 أكتوبر 2015.. جريمة سنبان

الفاجعةُ الكبرى في مدينة ذمار كانت بالمجزرة البشعة التي ارتكبها طيران العدو على حفل زفاف بمنطقة سنبان مديرية ميفعة في 8 أكتوبر 2015 والتي أدّت إلَـى استشهاد حوالي 54 مدنياً جلهم من النساء والأَطْفَـال وإصابة 31 آخرين بينهم 15 طفلاً و17 امرأة.

وامتلأت المستشفيات بالجرحى، وعَــمَّ الغضَبُ المديريةَ بأكملها.. ألمٌ اعتصَرَ أفئدة الجميع، الذين ما زالوا حتى الآن مصدومين لهول ما حدث.. والأَطْفَـال الأبرياء المصابون ما زالوا يئنون في المستشفيات، متضرعين إلَـى الله بالشفاء والانتقام من القتلة.

مشاهدُ انتشال الجثث من بين الأنقاض لم ينسَها الأهالي.. لقد كان حفلَ زفاف، لكنه سَرعانَ ما تحول إلَـى مأتم وحُزن نتيجة الغارات العنيفة على الحي، رجلٌ في كامل قواه الجسدية أصبَحَ مقعداً على كرسي متحرك؛ لأنه فقد قدمَيه جراء هذا القصف، وامرأة كانت في كامل زينتها انتقل إلَـى بارئها وهي في طريقها عريسةً إلَـى منزل زوجها.. إنه الألم ما زال يعتصرُ قلوبَ منطقة سنبان إلَـى الآن.

27 أكتوبر 2015.. مجزرة للصيادين في عقبان

في هذا اليوم كان القدر يحوم على الصيادين.. وكعادتهم تجمّعوا، وكعادتهم اتجهوا بقوارب الصيد إلَـى البحر، لكن ثمة من كان يتربص بهم ويحاول جاهداً اصطيادهم من السماء، إنها طائرات العُـدْوَان السعودي الأمريكي.

حلّقت عددٌ من الطائرات بكثافة في سماء المنطقة، وفجأةً أطلقت عدداً من الصواريخ على تجمّعات هؤلاء الصيادين، لتحوِّلَ أجسادَهم النقية الطاهرة إلَـى أشلاء.. والدماء تسيل على الشاطئ.

لا أحد يستوعب بشاعة ما حدث، المجرمون غادروا بطائراتهم دون أن يقتنعوا بالحصيلة الأولى من القتل، ولما اقترب المسعفون لإنقاذ المصابين، عاد الطيران من جديد ليقصفهم فيضاعف المأساة ويضاعف المحنة.

الحصيلة وصلت إلَـى استشهاد أكثر من مائة صياد وإصابة مائة آخرين.

ولاقت هذه الجريمة تنديداً واسعاً من قبل الأحزاب السياسية والمنظمات الإنسانية والمدنية في بلادنا.

29 نوفمبر.. القصف على النساء في بئر ماء بتعز

ويتفنن العُـدْوَانُ السعودي الأمريكي في جرائمه بحق المدنيين في بلادنا، وفي 29 نوفمبر قصف طيران العدو تجمُّعاً نسوياً بالقرب من بئر مياه في مديرية المسراخ بمحافظة تعز، مَـا أَدَّى إلَـى استشهاد 12 امرأة بالكامل.

وفي ذلك اليوم عرضت الكثيرُ من وسائل الإعلام بقايا أشلاء المجزرة للنساء أثناء جلبهن للمياه. 

22 ديسمبر.. إبادةُ أسرة بأكملها في كتاف صعدة

قصَفَ طيرانُ العُـدْوَان السعودي الأمريكي في مثل هذا اليوم منزلَ المواطن عَبدالكريم حمود حميد العزي بمنطقة أملح بمديرية كتاف، مَـا أَدَّى إلَـى استشهاد أسرته بالكامل وعددُهم 19 مواطناً.

وقالت مصادر محلية بالمديرية إن بعضاً من أفراد الأسرة ظلوا تحت الأنقاض لساعات طويلة نتيجة تدمير المنزل بالكامل عليهم، وأن المواطنين واجهوا صعوبةً بالغةً في إنقاذ الضحايا وإخراجهم من بين الأنقاض نتيجة التحليق المستمر للطيران.

5 يناير 2016.. الطيران يقصف مركز المكفوفين بصنعاء

وقصَفَ طيرانُ العُـدْوَان الأمريكي السعودي يوم الثلاثاء (5 يناير 2016) مركَز النور للمكفوفين بحي الصافية بصنعاء.

كان 90 طالباً من المكفوفين نائمين في المركَز أثناء استهدافهم، لكن لم يصب سوى طالَبين جراحهما متوسطة، وفي تلك الأثناء عاش هؤلاء الطلابُ ليلةَ رُعب حقيقية، ومن بينهم 17 طفلاً أعمارهم تحت سن الخامسة عشرة وهم من مختلف محافظات الجمهورية.

ظلماتٌ ثلاث عاشها المكفوفون إثر استهدافهم في المركز: ظلمة العمى وظلمة الليل وظلمة الدخان الخانق بفعل القصف.

كان منهم سبعة عشر طفلاً يقيمون في الطابق الثالث الذي استهدفه العُـدْوَان، وكان لمشرفي المركز وسكان الحي الدورُ الأبرز والكبير في إجلائهم.. حيث خرجوا إلَـى المساجد المجاورة للمركز.

وَاستهدف طيران العُـدْوَان الأعمى المركَز بصاروخين، انفجر أحدهما ولم ينفجر الآخر.

وبعد القصف، عاد بعض هؤلاء الطلاب المكفوفين إلَـى قُراهم، والبعض ما يزال يحنُّ إلَـى المركز، لم يبق في المركز سوى غرف مدمّرة وصالات محترقة وبقايا أمل للعودة من جديد إلَـى هذا الصرح العلمي.

26 يناير.. شبام كوكبان تحت القصف

وكانت مدينةُ شبام كوكبان على موعد مع القصف الهمجي في 26 يناير 2016، حيث استهدف طيران العُـدْوَان مبانيَ سكنية في منطقة الحجلة شمال مدينة كوكبان، مَـا أَدَّى إلَـى إحداث أضرار وتهدم في المباني والمساكن الأثرية للمدينة وإثارة حالة من الرعب الشديد في أوساط المواطنين من أَبْنَـاء مدينتي كوكبان وشبام الأثريتين.

وتسبّب القصفُ في إحداث أضرار في المباني والمساكن القريبة من الموقع ومنها ملعب ونادي كوكبان دون سقوط أي ضحايا بشرية لخلو المنطقة من السكان أثناء القصف إلا أنه سبَّبَ حالةً من الذعر ونزوح بعض الأهالي والمواطنين إلَـى الاتجاه الآخر من المدينة إثر عملية القصف.

22 يناير.. جريمة قصف المسعفين في ضحيان صعدة

وفي يومِ الخميس 22 يناير 2015 كان طيران العدو يحومُ في سماء منطقة ضحيان بمحافظة صعدة، باحثاً عن جريمةٍ يتلذّذُ بها كعادته، فقرّر بعد ذلك استهدافُ منزل أحد المواطنين، وهو منزلٌ متواضعٌ في حي سكني يقطنه عشرات الأسر التي فضّلت البقاء في محافظة صعدة الجريحة والمنكوبة.

كانت أصواتُ الانفجارات كبيرة ومخيفة، التفت سكان الحي، فشاهدوا المأساة، فهرَعوا إلَـى المكان لإنقاذ الجرحى والمصابين، وانتشال الجثث من تحت الركام..

 مذبحة ضحيان شاهدٌ آخر على قبح وبشاعة العُـدْوَان.. وكان من بين الضحايا مصوّر قناة المسيرة هاشم الحمران وعدد كبير من المدنيين وصل إلَـى 26 شهيداً، من بينهم 7 عانوا كثيراً من جراحهم حتى انتقلوا إلَـى رحمة الله، كانوا من ضمن المسعفين للجرحى، ومعظم هؤلاء الشهداء هم من المسعفين.

25 يناير.. 11 مواطناً من أسرة واحدة تحت الأنقاض بالجوف

ومن صعدةَ إلَـى الجوف، تتعدّدُ الجرائمُ وتتنوع لكن الجاني واحد، وفي إطار استهدافِ منازل المواطنين والشخصيات الاعتبارية في محافظة الجوف، استشهد 11 مواطناً بينهم نساء وأَطْفَـال من أسرة واحدة في غارة لطيران العُـدْوَان الأمريكي السعودي الغاشم على منزل الشيخ صالح ردمان في وقت متأخر من مساء الاثنين ( 25 يناير 2016) بمنطقة المطمة بمحافظة الجوف.
وقالت مصادرُ محلية: إن ثلاثَ نساء وطفلين هم من ضمن الشهداء.
ولقيت الجريمة البشعة إدانة واستنكاراً شعبياً واسعاً بمحافظة الجوف لاستهداف العُـدْوَان أسرة شخصية وطنية عرفت بالتسامح والتعاون والإصلاح بين الناس.

وهذه أسماء بعض الشهداء الذين قُتلوا في الغارة.
الشهيدة نعمة صالح درمان
الشهيدة حلسة العجان زوجة الشيخ
الشهيدة نورة محسن الحاج منيف زوجة ظافر صالح درمان
الشهيد الطفل فيصل عبدالله حسن هادي
الشهيد خالد حميد درمان 
الشهيد صالح هادي درمان 
الشهيد حمود مبخوت درمان 
الشهيد أحمد ابجم 
الشهيد عبدالواحد درهم حميد درمان.

10 فبراير.. استشهاد المخرج التلفزيوني منير الحكيمي

وفُجع الوسطُ الإعلامي يوم الأَرْبعاء 10 فبراير 2016 بنبأ استشهاد الزميل منير الحكيمي وزوجته وأَطْفَـاله الثلاثة في قصف لطيران العُـدْوَان الأمريكي السعودي على حي بيت معياد بأمانة العاصمة.

واستهدف طيرانُ العُـدْوَان الأحياء السكنية في بيت معياد بأمانة العاصمة، حيث طال القصف مدرسة شقائق النعمان قرب مقبرة النجيمات بمديرية السبعين، كما استهدف القصف منزل المخرج التلفزيوني منير الحكيمي، وهو مخرج تلفزيوني في قناة الـيَـمَـن الفضائية، مَـا أَدَّى إلَـى استشهاده مع زوجته وثلاثة من أَطْفَـاله وتدمير وتضرر عدد من المنازل المجاورة.

واستهجن عددٌ من الإعلاميين التوحش الإجْــرَامي لطيران العدو واستمراره في قصف منازل المواطنين والبنية التحتية لبلادنا وتدمير كُلّ مقومات الحياة.

20 فبراير.. مذبحةٌ للعُـدْوَان في حيدان صعدة

وارتكب طيرانُ العُـدْوَانِ الأمريكي السعودي واحدة من أبشع الجرائم بحق المدنيين بمحافظة صعدة تضاف إلَـى سجله الإجْــرَامي الدموي حين قصف يوم الأحد 20 فبراير 2016 منازل المواطنين في مديرية حيدان بصعدة.

واستشهد 30 مواطناً بينهم 10 أَطْفَـالٍ وعدد من النساء في غارة لطيران العُـدْوَان استهدفت منازل المواطنين في منطقة غافرة بمديرية حيدان بصعدة.

واستهجن المواطنون في قرية غافرة استمرارَ هذه الجرائم المتوحشة بحق المدنيين في صعدة بشكل خاص والـيَـمَـن بشكل عام، مشيرين إلَـى أن العُـدْوَان تجاوز كُلّ الخطوط الحمراء، وأن طيران العدو لم يعد يميز بين موقع مدني أَوْ عسكري.

27 فبراير.. العُـدْوَان يقصف سوقاً شعبيةً بنهم

وركَّز طيرانُ تحالف العُـدْوَان الأمريكي السعودي أواخر فبراير الماضي على قصف كُلّ مقومات الحياة في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، وكل الأسواق طالها الخراب والدمار، وأبرزها القصف الوحشي لسوق خلقة يوم السبت 27 فبراير 2016، مَـا أَدَّى إلَـى استشهاد 37 مواطناً وإصابة العشرات بينهم نساء وأَطْفَـال ومعظمهم من النازحين.

وباشر طيران العدو في القصف الوحشي على سيارات نازحين كانوا متجهين إلَـى صنعاء أثناء تجمع المواطنين في سوق خلقة، وهو مَـا أَدَّى إلَـى مضاعفة المأساة، حيث تناثرت أشلاُء المواطنين وتقطعت أجسادهم إلَـى أوصال، وتفحمت عدد من الجثث في مشهد موحش تستنكره كُلّ التعاليم والقيم الإنسانية.

وجاء القصف هذا بعد يوم واحد من تقرير صدر من منظمة العفو الدولية أكد أن طيران تحالف العُـدْوَان الأمريكي السعودي قتل الآلاف من المدنيين في بلادنا، داعيةً إلَـى وقف فوري عن بيع الأسلحة الفتاكة للسعودية لما ترتكبه من جرائم حرب ضد الإنسانية في الـيَـمَـن، مؤكدة أن نحو 35 ألفَ شخص قُتلوا أَوْ أصيبوا في أقل من سنة وأن أكثرَ من 2 مليون ونصف شخص فقدوا منازلهم.

خاتمة العام.. قصفٌ وحشيٌّ لسوق مستبأ بحجة

واختتم العُـدْوَانُ الأمريكيُّ السعودي عامَه الأولَ من القصف المتوحش بمذبحة متوحشة استهدفت سوق الخميس بمنطقة مستبأ بمحافظة حجة شمال الـيَـمَـن.

ووصل عدد الشهداء إلَـى 110 بينهم امرأتان.

وفي تصريح خاص لصحيفة صدى المسيرة قال الدكتور تميم الشامي إنه تم التعرُّفُ على 96 جُثةً ولم يتم التعرُّفُ على بقية الجثث؛ لأنها تفحمت بشكل كامل.

وأشَارَ إلَـى وجودِ صعوبات كبيرة تواجه الطواقم الطبية في نقل المصابين إلَـى المستشفيات على كافة الأصعدة، على صعيد الاتصالات وطواقم الاسعافات، مشيراً إلَـى أن طيرانَ العُـدْوَان دَمَّــرَ معظم المنشآت الصحية في حَجَّة، وهو، مَـا أَدَّى إلَـى وجود هذه الصعوبات.

صدى المسيرة- احمد داوود

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com