مليشيا “درع الوطن” تنهب المسافرين في الوديعة
يمانيون |
في مشهد يكشف جانباً من الانفلات والفوضى التي تعبث بمصير آلاف اليمنيين، تتواصل شكاوى المسافرين عبر منفذ الوديعة الحدودي من ممارسات وصفت بـ”اللاإنسانية”، يرتكبها عناصر المليشيات الموالية لتحالف العدوان، وفي مقدمتها ما تُسمى بـ”مليشيا درع الوطن” المدعومة سعودياً.
وبحسب مصادر إعلامية وشهادات متطابقة من المسافرين، لا يقتصر الأمر على سوء التنظيم والازدحام المتعمد داخل المنفذ، بل تعدّاه إلى فرض جبايات مالية غير قانونية، أبرزها إجبار كل مسافر يمني على دفع 50 ريالاً سعودياً على كل جواز سفر، دون إيصال رسمي أو أي مسوغ قانوني.
المصادر أوضحت أن هذه الجبايات تُفرض من قبل عناصر مليشيا “درع الوطن”، التي أنشأتها السعودية مؤخراً وتسلّمت من خلالها السيطرة الكاملة على منفذ الوديعة، ضمن خطة لإحكام النفوذ والوصاية على المنافذ الحيوية اليمنية.
وتأتي هذه الممارسات ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات المالية والأمنية التي يتعرض لها المواطن اليمني في المنافذ الخاضعة لسيطرة حكومة المرتزقة، حيث يتفنن المتنفذون والمليشيات في فرض الأتاوات والرسوم غير المشروعة، سواء في المنافذ البرية والبحرية، أو على الطرق بين المحافظات.
وأثارت هذه الانتهاكات موجة استياء شعبي متصاعد، حيث وصف ناشطون ومواطنون هذه الجبايات بأنها “ابتزاز ممنهج”، هدفه الإذلال والإفقار، مؤكدين أن من يدفع الثمن هم المواطنون البسطاء الذين يضطرون للسفر للعلاج أو العمل أو الدراسة وسط ظروف اقتصادية خانقة.
وطالب المتضررون من هذه الممارسات بوضع حد لهذه التجاوزات، ومحاسبة الجهات المتورطة فيها، والعمل على ضمان حرية التنقل وكرامة المواطن، بعيداً عن عسف المليشيات والجبايات التي تُفرض بقوة السلاح وتحت مظلة الاحتلال السعودي.
وتعكس هذه الحادثة، كما يرى مراقبون، واقع المليشيات المرتبطة بتحالف العدوان، والتي لا تتردد في تحويل المنافذ إلى أدوات نهب وإذلال للمواطنين، في ظل غياب القانون والرقابة، وتواطؤ حكومة المرتزقة التي فقدت السيطرة على القرار والسيادة.