Herelllllan
herelllllan2

ألم الجوع في غزة، وصدى الوجع في صنعاء.

تمر مشاهد القتل والإبادة والتجويع في غزة علينا جميعا، فلا يكاد يمر يوم واحد حتى تكثر تلك المشاهد المؤلمة والفضيعة لشدتها، وتتضاعف أعداد الوفيات، وتزداد نسبة الحالات المصابة بسوء التغذية، وتتكرر في ذات الوقت مشاهد القصف والدمار والقتل لإخواننا في غزة عبر سلاح العدو الصهيوني، وكأن الإبادة الجماعية بالتجويع لهم غير كافية لمسحهم من الوجود ، لتكمل الدور عنها الآليات العسكرية، والقناصات اليهودية، في حصاد غير منتهٍ من الشهداء والجرحى.

يمانيون / كتابات/ أم الحسن أبوطالب.

 

مشاهد مؤلمة تدمي القلوب قبل بكاء المقل، مشاهد تجعل من حياتنا البائسة- في ظل ظروف حياتنا الروتينية التي نشكو منها باستمرار- جنة أمام ما يحدث في غزة، نرى ونسمع ونبكي ونتحسر وتتمزق قلوبنا قهرًا لمصابهم، حتى أننا بتنا نذكرهم في كل لقمة عيشٍ هنية نتناولها، وفي كل رغيف خبزٍ نقدمه لصغارنا، فمشاهد الأطفال الجوعى وقد باتوا هياكل عظمية تتنفس حاملة أمل وصول جرعة زادٍ ورشفة ماء، كفيلة بأن تقوم لها قيامة أرواحنا، وتهتز حين نرى بكاءهم عروش كبريائنا، لنجد أنفسنا نعزي أنفسنا حين نرى الموت يتخطفهم من بين أهاليهم، لتبقى المواساة لنا ولهم أنهم صاروا إلى مستقر رحمة الله، وباتوا لا يشكون جوعًا ولا عطشًا، ولا مرضًا ولا ألمًا، وأن الله تعالى بصير سميع عليم بما يحدث لهم، وأن كل ما جرى ويجري لهم هو في عين الله، الذي لا يضيع عنده شيء.

ومع هذه المشاهد وألم أرواحنا معها،تتمتم قلوبنا وتلهج ألسنتنا بالدعاء لهم، ونود لو أن لنا سبيلًا لنصرتهم، وتقاسم رغيف العيش معهم، وأن لو كان هناك مجال أن نصنع لهم الطعام ونقدم لهم كل ما باستطاعتنا لنشبع جوع أطفالهم، ونروي ظمأ أرواحهم العطشى، ونشبع بطونهم الخاوية التي صامت وصامت وصامت، دون أن تفطر،ويشهد الله أننا نتمنى أن يفتح المجال لنقدم لهم ما نستطيع من مؤونة وغذاء، ودواء،وكساء، علّنا نشفي شيئا من وجع قلوبنا لمصابهم، كما أننا نبتهل دائما ونسأل الله أن يفرج ماهم فيه من الكرب والضيق، وأن يعذب كل من خذلهم وسكت عن تجويعهم، ولم يتحرك بموقفٍ لنصرتهم عذابًا شديدًا، وأن يذيق كل متآمر عليهم من ذات الكأس التي يتجرعها أهلنا في غزة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com