مسيرات طلابية حاشدة في حجة وتعز والحديدة وصعدة والجوف تنديدًا بجرائم الإبادة في غزة

يمانيون | تقرير
في مشهد وطني جامع تتصدر فيه الأجيال القادمة مشهد النهوض والوعي، شهدت محافظات حجة، تعز، الحديدة، صعدة، والجوف اليوم مسيرات طلابية حاشدة، أكدت أنّ قضية فلسطين لم تعد قضية خارجية، بل محورًا مركزيًا في وجدان الشعب اليمني، ومنهجه التربوي والتعبوي.

تأتي هذه التحركات الواسعة في سياق التصعيد الشعبي والطلابي الذي يتصاعد بالتوازي مع إعلان القوات المسلحة اليمنية تفعيل المرحلة الرابعة من التصعيد ضد الكيان الصهيوني، في مشهد يكشف وحدة الساحات اليمنية في نصرة غزة، وتصاعد الحضور المدرسي والتربوي في خطوط الجبهة الإعلامية والتعبوية.

محافظة حجة: مسيرات شاملة من الساحل إلى الجبل
في أوسع تحرك طلابي تشهده المحافظة منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة، شهدت عشرات المديريات في حجة، من مركز المحافظة إلى مديريات ريف حجة، وكشر، ومستبأ، وحرض، وميدي، وبكيل المير، وأفلح اليمن، والجميمة، وقفل شمر، وغيرها، مسيرات طلابية غاضبة تنديداً بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة.

ورفع الطلاب العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين هتافات البراءة من أعداء الله، والتنديد بالتواطؤ الأممي والتمويل الخليجي للجرائم الصهيونية، مؤكدين أن وقوفهم في هذه المسيرات لا يُمثل موقفًا رمزيًا، بل إعلان استعداد دائم للوقوف إلى جانب المستضعفين في غزة بالسلاح إن لزم الأمر.

وأكد البيان الصادر عن المسيرات أن الأنظمة المتواطئة مع الاحتلال باتت شريكة في الجريمة بالصمت والتمويل، داعيًا كل المؤسسات التعليمية العربية والإسلامية إلى التحرك، وكسر حاجز الخذلان، والالتحاق بالركب اليمني في ميدان الشرف والتضامن.

كما بارك البيان إعلان القوات المسلحة المرحلة الرابعة من التصعيد البحري، داعيًا إلى تنفيذ القرار دون تراجع تجاه كل شركة أو دولة تدعم الصهاينة.

تعز: طلاب التعزية وماوية وشرعب يردّون على جرائم الاحتلال بالغضب والولاء
وشهدت ثلاث مديريات في تعز، وهي التعزية، ماوية، وشرعب السلام، مسيرات طلابية حاشدة شارك فيها طلاب ومعلمون وقيادات تربوية، كان عنوانها الأبرز: “مع أطفال غزة.. لا حياد مع الجريمة”.

وفي مديرية التعزية، تقدم المسيرة عضو مجلس الشورى محمود بجاش ومسؤول التعبئة محمد الذيباني، ورفعت فيها اللافتات الداعية إلى تحرك عربي وإسلامي عاجل لوقف مجازر الإبادة والتجويع التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة.

وأكّدت المسيرات على تمسك اليمنيين بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة، والتفافهم حول خيارات القيادة الثورية والمواقف البطولية للقوات المسلحة.

كما حمّل المشاركون الأمم المتحدة ومجلس الأمن المسؤولية عن التغطية السياسية للجرائم الصهيونية، داعين طلاب العالم العربي إلى مقاطعة أدوات التطبيع والانخراط في معركة الوعي والمقاطعة.

الحديدة: مديريتا المراوعة والسخنة تنتفضان.. وطلاب القطيع يرفعون راية المقاطعة
في محافظة الحديدة، نظم طلاب مدارس مديرية المراوعة، وطلاب مديرية السخنة مسيرات طلابية تفاعلية، شهدت حضورًا تربويًا واسعًا، وشعارات تؤكد أن المدرسة اليمنية لم تعد فقط ساحة تعليم، بل ساحة تعبئة وموقف.

في مسيرة القطيع بالمراوعة، رفع الطلاب الشعارات المناهضة للاحتلال الصهيوني، وأكدوا استعدادهم لبذل الأرواح فداءً للمستضعفين في غزة، داعين إلى استمرار المقاطعة الاقتصادية كوسيلة فعّالة في مواجهة الكيان الصهيوني.

أما في مديرية السخنة، فقد جابت المسيرة شوارع مركز المديرية، وسط هتافات طالبت بكسر الحصار الفوري عن غزة، والتأكيد على أن الطلاب في المدارس اليمنية هم شركاء في معركة الوعي والتحشيد ضد العدو الأمريكي – الصهيوني.

ودعا البيان الصادر عن المسيرات إلى ترسيخ ثقافة المقاومة في المناهج والأنشطة المدرسية، والمشاركة الواسعة في إحياء ذكرى المولد النبوي، باعتبارها محطة تربوية لبناء جيل مقاوم وواعي بهويته وموقعه في معركة الأمة.

صعدة: طلاب المدارس”لن نقف محايدين في معركة غزة”
وفي محافظة صعدة، نظّم طلاب مديريات صعدة وسحار والصفراء مسيرة طلابية ضخمة، أُعلِن فيها الموقف الطلابي من العدوان الصهيوني بعبارات لا لبس فيها: “أنتم خصومنا أمام الله إن خذلتم غزة”.

البيان الصادر عن المسيرة قالها بوضوح: “دماء أطفال غزة تلعن صمتكم يا من تدّعون العروبة والإسلام”، مؤكدًا أن كل فرد من الأمة مسؤول أمام الله عن هذه الجرائم، ولا عذر لأحد.

وجدد البيان المباركة لقرار القوات المسلحة في تفعيل المرحلة الرابعة من التصعيد، واستهداف الشركات المتعاملة مع الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن المقاطعة الاقتصادية لم تعد خيارًا بل واجبًا.

كما شدد على ضرورة رفع مستوى الوعي بأهمية المقاطعة، واستمرار الأنشطة المدرسية نصرة لفلسطين، مع الولاء الكامل للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كل قراراته المصيرية.

الجوف: طلاب كلية التربية والعلوم الشرعية يتقدمون جبهة الوعي
وفي محافظة الجوف، شهدت مديرية الحزم مسيرة طلابية بقيادة طلاب كلية التربية والعلوم الشرعية، أكدوا فيها على استمرار موقفهم الراسخ في مناصرة الشعب الفلسطيني والبراءة من أمريكا والكيان الصهيوني.

ورفع الطلاب العلمين اليمني والفلسطيني، وشعارات الولاء للرسول وآل بيته، وأعلام الهدى، مؤكدين أن جرائم الاحتلال لن تمر دون رد، وأن اليمن – شعبًا وجيشًا وقيادة – شريك في معركة الأقصى حتى النصر الكامل.

خلاصة المشهد
ما شهدته المحافظات اليمنية اليوم ليس مجرّد تحرك عاطفي، بل اصطفاف طلابي شعبي مدروس وممنهج في قلب معركة المصير، حيث باتت المدرسة اليمنية جبهة متقدمة في حرب الوعي والتحشيد والنصرة.

فمن حجة إلى الجوف، ومن تعز إلى صعدة والحديدة، يُعلن الجيل الجديد أن السكوت خيانة، والصمت جريمة، وأن اليمن، بقيادته وتعبئته الشعبية، لن يكون محايدًا في معركة الأمة ضد الصهيونية والاستكبار.

وفي هذا السياق، تبرز أهمية الاستمرار في تفعيل المقاطعة، وتطوير الخطاب التعبوي، وتعزيز الأنشطة المدرسية والجامعية الداعمة للمقاومة، تأكيدًا أن القضية الفلسطينية ليست فقط في عقول الكبار، بل في وعي الطلاب وقلوبهم.