انسحاب أوروبي من البحر الأحمر مع اقتراب التصعيد اليمني الرابع
يمانيون |
في تطور يعكس حجم القلق الأوروبي من تبعات التصعيد العسكري اليمني في البحر الأحمر، بدأت دول أوروبية اليوم السبت سحب بوارجها من المنطقة، بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية دخول مرحلة التصعيد الرابعة دعمًا ومساندة لغزة في مواجهة العدوان الصهيوني.
البحرية الفرنسية أكدت رسميًا إنهاء مشاركة فرقاطتها الوحيدة في بعثة الاتحاد الأوروبي بالبحر الأحمر، المعروفة بـ”اسبيدس”، لتغادر المنطقة متوجهة نحو ميناء “تولوز” العسكري جنوب فرنسا. وأشارت البعثة الأوروبية إلى أن قائدها قام بزيارة الفرقاطة قبل مغادرتها في محاولة أخيرة لإثنائها عن قرار الانسحاب، لكن دون جدوى.
يأتي هذا التطور في وقت حساس، إذ تستعد القوات المسلحة اليمنية لتوسيع نطاق عملياتها البحرية، مؤكدة استهداف جميع السفن المتورطة في الإبحار نحو موانئ الاحتلال الصهيوني، بغض النظر عن جنسيتها، وهو ما يرفع منسوب المخاطر أمام أي قوة بحرية أجنبية في المنطقة.
الانسحاب الفرنسي يثير تساؤلات حول ما إذا كان يعكس قناعة باريس بعدم جدوى حماية الملاحة المرتبطة بالكيان الصهيوني، أو أنه ناتج عن مخاوف مباشرة من تداعيات التصعيد اليمني الذي بات أكثر جرأة وتأثيرًا على حركة التجارة العالمية.
ولا يمكن إغفال الخلفية التي سبقت هذا القرار، إذ واجهت بوارج فرنسية في الأشهر الماضية مواقف محرجة، أبرزها منعها من دخول قاعدتها في جيبوتي، الأمر الذي دفع باريس إلى إجراء اتصالات مع القوات المسلحة اليمنية سعياً للتهدئة، والتعهد بعدم الانخراط المباشر في العدوان الأمريكي على اليمن.
المشهد الحالي يوحي بأن مرحلة التصعيد الرابعة التي أعلنتها صنعاء بدأت قبل تنفيذها الفعلي في إحداث تأثير استراتيجي، حيث يتراجع الوجود العسكري البحري الأوروبي، ما يمنح اليمن مساحة أوسع لفرض معادلة الردع في البحر الأحمر وباب المندب.