من أمانة العاصمة إلى الحديدة وذمار وريمة.. المولد النبوي يوحّد الساحات اليمنية
يمانيون | تقرير
شهدت مختلف المحافظات والمديريات اليوم، انطلاقة واسعة لفعاليات وأنشطة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، في مشهد وطني وإيماني متكامل جمع بين بهجة المناسبة وقدسيتها، ورسالة الصمود والمواجهة في وجه العدوان والحصار.
لم يكن الاحتفال مجرد مظاهر إنشادية وزينة للأحياء والشوارع، بل حمل أبعادًا سياسية وروحية، أعادت التأكيد على ارتباط اليمنيين الوثيق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى ثبات موقفهم الداعم للشعب الفلسطيني ومواجهة الغطرسة الصهيونية، في الوقت الذي يخوض فيه اليمن معركة الدفاع عن أرضه وكرامته.
أمانة العاصمة.. انطلاقة روحية وتحضيرات واسعة
في مديرية آزال بأمانة العاصمة، دشّنت الفعاليات بلقاءات رسمية ومجتمعية، أكد خلالها وكيل أمانة العاصمة لشؤون الأحياء الدكتور قناف المراني، ومدير المديرية محمد الغليسي، ومسؤول التعبئة أبو حسين البحيري، أن إحياء المولد النبوي الشريف يعكس الوفاء للرسالة المحمدية، ويجسد التمسك بالقرآن ونهج الرسول في مواجهة أعداء الأمة ونصرة المستضعفين.
وشددت الكلمات على ضرورة الحشد الشعبي وتزيين الشوارع والمباني، وربط المناسبة بأعمال الإحسان والتكافل الاجتماعي، بما يعكس ثقافة الأمة التي أخرجت البشرية من الظلمات إلى النور.
همدان.. المولد النبوي في قلب الجبهة التربوية
في محافظة صنعاء، دشّن القطاع التربوي بمديرية همدان فعاليات المولد النبوي، حيث أشار وكيل المحافظة لقطاع التربية والشباب طالب دحان إلى أن المناسبة فرصة لترسيخ قيم الولاء والانتماء، بينما أكد مدير المديرية فهد عطية أن التمسك بالنهج المحمدي هو الضمانة الحقيقية لبقاء الأمة قوية وعزيزة في مواجهة التحديات، وفي مقدمتها المشروع الصهيوني.
وتزينت الفعالية بفقرات إنشادية لطلاب مدارس الوحدة العربية، عكست مكانة الرسول الأعظم في نفوس الأجيال الجديدة.
ذمار.. الأمن في خدمة الرسالة المحمدية
في محافظة ذمار، أحيت إدارة الأمن ذكرى المولد النبوي بفعالية توعوية، أكد خلالها العميد محمد المهدي على الارتباط بسيرة النبي الكريم كمنهج حياة، مشيرًا إلى فتح 50 مركزًا لدورات “طوفان الأقصى” لمنتسبي الأمن، في دلالة على تلاقي المعركة الأمنية مع معركة الأمة الكبرى ضد المشروع الصهيوني.
وتحدث العلامة إسماعيل الوشلي عن مكارم النبي وشجاعته في مواجهة أعداء الله، داعيًا إلى استلهام دروس الصمود والثبات.
الحديدة.. لواء من الفعاليات يتقدم نحو الحفل المركزي
شهدت محافظة الحديدة سلسلة واسعة من الفعاليات في الدريهمي وجبل رأس والميناء وزبيد، حيث ركزت الكلمات على أن الاحتفال بالمولد النبوي هو إعلان ولاء متجدد للرسول الأكرم، وتأكيد على موقف اليمن الثابت من فلسطين، في ظل ما يتعرض له شعبها من حصار وعدوان.
في جبل رأس، ربطت الكلمات المناسبة بوحدة الصف اليمني في مواجهة العدوان، فيما شدد وكيل المحافظة محمد حليصي في فعالية الميناء على أن المناسبة رسالة صمود وتجديد للعهد بالسير على نهج النبي.
أما في زبيد، فقد تحولت الأمسية الاحتفالية إلى منبر لتأكيد الهوية الإيمانية ورفض الهيمنة، وللتذكير بأن الاحتفال بالمولد النبوي في زمن الحصار والعدوان هو موقف مقاوم بامتياز.
البعد الأمني في الحديدة.. المولد النبوي جبهة أخرى
إدارة أمن الحديدة بدورها نظمت فعالية خطابية تحت شعار “لبيك يا رسول الله”، تحدث فيها المحافظ عبدالله عطيفي عن أن الفعاليات هذا العام ستجمع بين الابتهاج بالمناسبة وبرامج الإحسان والتكافل، تعزيزًا للجبهة الداخلية.
ورأى الشيخ علي عضابي أن نصرة فلسطين تنسجم تمامًا مع نهج الرسول، فيما أكد المقدم بسام اللاعي أن الأمن في الحديدة جزء من معركة الأمة ضد المشروع الصهيوني، وأن أي اختراق أمني هو خط أحمر.
الأوقاف والعلماء.. المولد النبوي عهد ووحدة صف
في فعالية نظمتها الأوقاف وقطاع الإرشاد وجامعة دار العلوم الشرعية بالحديدة، شدد محافظ المحافظة عبدالله عطيفي على أن الاحتفاء بالمولد النبوي هو وفاء لنعمة الله على الأمة، فيما دعا مدير مكتب الأوقاف عبدالله شايم ومسؤول قطاع الإرشاد عبدالرحمن الورفي إلى جعل المناسبة فرصة لتعزيز الوحدة والاصطفاف في مواجهة التحديات، وفي مقدمتها العدوان على غزة.
أما العلامة درويش الوافي، فقد قارن بين موقف الأنصار مع رسول الله في المدينة، وموقف اليمنيين اليوم مع فلسطين، باعتباره امتدادًا تاريخيًا للقيم والمبادئ.
ريمة.. انطلاقة تعكس عمق الارتباط بالمناسبة
وفي محافظة ريمة، دشنت السلطة المحلية فعاليات المولد النبوي وسط حضور رسمي وشعبي، أكد خلاله أمين عام المجلس المحلي حسن العمري أن المناسبة تعبر عن عمق الارتباط برسول الله، وعن تمسك اليمنيين بسيرته في مواجهة الطغيان ونصرة المستضعفين.
المولد النبوي في اليمن.. منصة للمشروع المقاوم
لم يعد المولد النبوي الشريف في اليمن مجرد ذكرى دينية عابرة، بل تحول في السنوات الأخيرة إلى منصة جامعة لمشروع ثقافي وسياسي متكامل، يواجه ما يصفه اليمنيون بـ”الحلف الصهيوأمريكي” الذي يستهدف الأمة في دينها وهويتها واستقلال قرارها.
وتجسد هذه الفعاليات، التي تنطلق من الأحياء والمدارس والمساجد وصولًا إلى الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية، رؤية تعتبر الثقافة القرآنية والاقتداء بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أساسًا لبناء المجتمع القادر على الصمود.
كما أن تحويل الاحتفالات إلى ساحات توعية وتعبئة، مع ربطها بمشاريع التكافل الاجتماعي والإسناد للجبهات، يعكس الفهم العميق لدور المناسبات الدينية في بناء الجبهة الداخلية وتوحيد الصفوف.