المشيخ.. إحسان وخدمة للناس
يمانيون| بقلم الشيخ/ ملاطف على محمد غلاب*
للمشيخ دور محور بارز في الإحسان للمجتمع، واستمر ذلك الدور المشرف على مدى التاريخ في أوساط القبائل اليمنية كما يعدون أحد أعمدة بنيتها وركائزها الرئيسية في تنظيمها التركيبي والإداري، وكان المشايخ ولا يزالون المعنيون بالدرجة الأولى بأوضاع القبل بشكل عام، ينظر إليهم طرفي الخصومة على أنهم مثابة محكمة للعدالة المصغرة في أوساط القرى والمخاليف والعزل، ويفضل أبناء القبيلة حل المشاكل والقضايا والاختلافات أيا كان شكلها أو نوعها أو حجمها على أيديهم، هروبا من متاعب أروقة القضاء التجميعي في دهاليز الأدراج لسنوات وربما لعقود.
ولذا فإن الشيخ له بمكانة كبيرة ويحظى بتقدير كبير في اوساط قبيلته، وتبني وحلحلة مشاكلها سواء فيما بينها، أو مع قبائل أخرى وفق الأسلاف وقواعد العرف القبلي المسنونة والغصابة، في الوقت الذي تسعى قوى العدوان لشيطنة المشايخ وتشويه دورهم والاساءة لسمعتهم المشرفة في كل المواقف التي كانوا فيها سباقون مع قبائلهم في مواجهة اي غاز ومعتدي, وانتقاما من أدوارهم البطولية ودورهم المجتمعي الرائد.
وفي فصل القضايا الشيخ يحرص دائما على اتخاذ القرارات التي تحافظ على وحدة الصف بدون تعصب لأي طرف كان قريب أو بعيد، وتواجده بين المجتمع بهدف تطبيق الأسلاف والأعراف والعادات والتقاليد الإجتماعية للحفاظ على السلم بين المجتمع وعدم التفريط او التهاون بتطبيق عاداتنا وتقاليدنا التي ورثها شعبنا جيل بعد جيل.
ولذلك الشيخ يعتبر المسؤول الأول والأخير فهو الذي يغرس القيم والعادات والتقاليد القبلية للأجيال القادمة ويحمل على عاتقه تلمس احتياجات المجتمع ويمثل قبيلته أمام الجهات الحكومية والمجتمعية ويقوم بالحفاظ على الأمن والاستقرار ويشكل لجان للحفاظ على مصالح القبيلة ومتابعة الدولة لدعم المشاريع التنموية والخدمية.
لذا فالشيخ يعاني من الكثير من الصعوبات ويلاقي المعوقات بصنوفها , لكنه يعتبر ذلك فضلا من الله ومنة عليه بأن جعل دوره في إصلاح ذات البين وتقوية أواصر الإخاء والمحبة بين أبناء القبيلة والمجتمع, ولذلك يجب على المجتمع الالتفاف حول المشايخ والتعاون معه بجميع المجالات التي تحافظ على مصلحة الجميع فلن يكون الشيخ إلا بالقبيلة ولن تكون القبيلة إلا بالشيخ والتكامل بينهما واجب.
ولا ننسى اعترافات الخلية الأمريكية الإسرائيلية التي وفق الله قيادتنا وأجهزتنا الأمنية في القبض عليها والإطاحة بعناصرها, بعد أن كانت تنفذ لسنوات مؤامرة تعد الأخطر من نوعها في كل شيء ضد اليمن ومقدراته وخيراته وموارده وأجهزته وصولا, للقبيلة بهدف تفكيكها تسعى وإضعافها وضرب الثقة بين المجتمع والمشيخ، وكذلك استهداف الهوية اليمنية الأصيلة , وطمس كل المبادئ والأخلاق والقيم التي يتميز بها الشعب اليمني, وذلك بعدة وسائل وأساليب , خصوصا بوجود شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي والغزو الفكري والثقافي لمجتمعنا اليمني في مسار الحرب الناعمة التي تستهدف الجيل الناشئ لتغريبه وتمييعه .
ولذلك يجب علينا الحفاظ على وحدة الصف لكي نبني القبيلة ونبني جيل محافظ على عاداتنا وتقاليدنا ونبني الوطن وسلام الله على كل شيخ حاضر بين المجتمع وعلى مجتمع حول شيخ القبيلة للتعاون معه بكل صغيرة وكبيرة لخدمة الجميع.
*أحد مشايخ مديرية القفر بمحافظة إب.