لماذا يُجرّمون الاحتفال بميلاد سيد الأنبياء.!

يمانيون/ بقلم الشيخ: هاني حسن الإساوي
في كل عام، ومع إشراقة شهر ربيع الأول، تتجدد قضية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وتطفو على السطح أصوات اعتادت أن تصف هذا الاحتفال بأنه “بدعة”، مستندة في ذلك إلى حجج ظاهرها الحرص على السنة وباطنها تضليل فكري وتضييق على رحمة الأمة وفرحتها بنبيها.
هؤلاء الذين يطلق عليهم “دعاة وعلماء البلاط” يسارعون إلى تحريم هذه المناسبة، بينما يصمتون أو يبررون احتفالات أخرى لا تمت للدين بصلة، تسقط أمام منطق الشرع والعقل.
فهذا الاحتفال هو وسيلة لإظهار الفرح بمولد سيد الخلق، وتعظيم قدره، وشكر الله على نعمة إرساله رحمة للعالمين والله تعالى أمرنا بالفرح بفضله ورحمته فقال: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}. وأي رحمة أعظم من ميلاد النبي الذي أرسل رحمة للعالمين؟
كما يعتبر الاحتفال بالمولد مناسبة عظيمة لتذكير الأجيال بسيرة نبيهم وأخلاقه ورسالته وهو ما يندرج تحت الأمر الإلهي: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ}.
إن أكثر ما يثير الاستغراب هو حماس المتحمسين الذين يعارضون هذه الذكرى، بينما يتجاهلون أو يجدون المبررات لاحتفالات أخرى مستحدثة لا أصل لها في الدين، بل وقد تكون مستوردة من ثقافات أخرى، فهم لا يرون بأساً في الاحتفال باليوم الوطني، أو أعياد الميلاد الشخصية، أو عيد الأم، أو عيد العمال.
هذه الازدواجية تكشف عن خلل فكري وثقافي واضح ويتضح في معايير ازدواجية كشفها الزمن والواقع والاحداث،  فإذا كان مقياس علماء البلاط وحجتهم التي يضللون بها الأمة قولهم “أن السلف لم يفعلوه”، فلماذا يُطبّق هذا المقياس بانتقائية على المولد النبوي فقط؟ ولماذا يُجرّم الفرح بميلاد سيد الأنبياء.!، بينما يُباح الفرح بمناسبات دنيوية بحتة؟ إن هذا التناقض يضع علامات استفهام كبيرة حول الأهداف الحقيقية لهؤلاء الدعاة، وهل هم حقاً يدافعون عن السنة أم يخدمون أجندات تهدف إلى تجفيف منابع محبة النبي في قلوب المسلمين؟
كشف الواقع أنهم أولئك الذين ضللو أفكار الأممة وسمموها لعقود من الزمن لاستهداف شخصية رسولالله، وظهروا يقولون لأبطال ساحات الوغى المجابهين لصلف الصهاينة والأمريكان في غزة جاهدو بالسنن.
هم أولئك الذين بلعوا ألسنتهم إلى الداخل أمام هذه المظلومية الرهيبة والجرائم المهولة ولم ينصروها بقول أو فعل أو فتوى،  كما كانو يؤلبون البسطاء من الناس للقتال إلى جانب امريكا واسرائيل ودواعشهم في اليمن وسوريا والعراق ولبنان والسودان… الخ.
هم أولئك الذين كذبوا على الأمة لعقود من الزمن ودجنوها لصالح اليهود والنصارى حتى أصبحت أمة خانعة جبانة ذليلة مستكينة وحرفوا بوصلة الإسلام واتجهوا في الهرولة مع قطار التطبيع مع الكيان.
اليوم نقول لهم.. كفى لقد افتضحت مساعيكم وكشفت توجهاتكم وزهق باطلكم وتعرى خداعكم وبهت تضليلكم، فأهلا وسهلا بمولد رسول الله وسنحييه بما لم تشاهدوه من قبل في اقطار الدنيا.
وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com