دعوة من مشايخ اليمن للاصطفاف خلف القيادة.. موعدنا ميدان السبعين غدا في حضرة رسول الله
24 ساعة فقط تفصل شعبنا اليمني عن إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف للعام1447هـ يتحول فيها ابناء اليمن كبارا وصغارا رجالا ونساء وأطفالا إلى خلية نحل مستنفرة للتجهيز والاستعداد للخروج في أكبر حشد محمد نبوي يرتقبه العالم بأسره غدا في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وساحات الفعاليات المركزية للمناسبة في المحافظات.
وبحلول هذه المناسبة العطرة وجه عدد من مشايخ ووجهاء اليمن دعوة لكافة القبل والقبائل اليمنية للاصطفاف خلف القيادة مؤكدين على الخروج المليوني المشرف لإحياء مولد النور بشكل غير مسبوق ليعلن فيه أحفاد الانصار أن حبنا لرسول الله يترجم إلى عمل، وأن ولائنا له يقتضي النصرة للمستضعفين، في زمنٍ تتعالى فيه أصوات الظلم والخذلان، وتُستباح فيه المقدسات ودماء الأبرياء في غزة الصامدة.
يمانيون خاص/ استطلاع: محسن علي
بداية يقول الشيخ علي وبران مدير عام مكتب هيئة شؤون القبائل بمحافظة الضالع: بحلول هذه المناسبة، نزف أسمى التهاني إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والقيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير الركن مهدي المشاط، والإخوة في الهيئة العامة لشؤون القبائل.
ويضيف إلى: إن لقب “الأنصار” هو تكريم وتشريف لأهل اليمن، وهو جزء من هويتنا التي نفخر بها حيث تتزامن هذه الذكرى مع ما يحدث من إجرام في غزة، لتذكرنا بواجبنا تجاه إخواننا المستضعفين.
وها هو يمن الإيمان والحكمة تقف اليوم شامخة في إسناد غزة بالصواريخ والطيران المسير، مجددةً معاني النصرة التي قام عليها يمن الأنصار.
ومن خلال نزولنا الميداني إلى قرى وعزل مديرية دمت، التقينا بالمشايخ والشخصيات الاجتماعية الذين أكدوا استعدادهم التام للمشاركة بقلوب تفيض إيماناً وروح الأنصار التي تسري في عروقنا.
إننا ندعو جميع قبائل اليمن للاحتشاد في ذكرى مولد الهادي البشير، ليس كعيدٍ مألوف، بل كتجديد للعهد بأن نسير على نهجه ونستلهم من سيرته العطرة.
فرصة لإظهار عظمة الإسلام في زمن التحديات
اما الشيخ ابراهيم محمود راجح فتحدث القول: إن ما يحدث في غزة من إبادة جماعية، أمام مرأى ومسمع العالم العربي والإسلامي، هو دليل واضح على أن الأمة تمر بأضعف حالاتها. من هنا، يكتسب الاحتشاد بذكرى المولد النبوي الشريف أهمية كبرى، تكمن في تقديم شخصية رسولنا العظيم للعالم أجمع، بأخلاقه وسلوكه داخل أسرته ومع قومه، وتعاليم الدين الذي أُرسل به خاتماً للأديان السماوية.
ويضيف: في ظل تنامي ظاهرة “الإسلاموفوبيا” التي تغذيها المنظمات الصهيونية بهدف تشويه ديننا، يصبح إحياؤنا لهذه الذكرى أداة إعلامية قوية. فعندما يشاهد غير المسلمين الملايين تحتفي بمولد نبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإن ذلك يدفعهم للبحث عن حقيقة هذه الشخصية التي أرسلها الله رحمة للعالمين لذا، وجب علينا أن نجعل هذا الاحتفال عظيماً يليق بعظمة رسولنا، ليكون يوماً مشهوداً من أيام الله.
وعليه، أدعو كافة القبائل اليمنية إلى الاستجابة لداعي الله ورسوله، وأحثهم على الخروج الكبير والمشرف للوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا الحكيمة، ممثلة بالقائد السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، حفظه الله، وتجديد البيعة له على النصرة والمنعة، كما بايع أجدادنا الأنصار رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
وفي الاخير نقول نعلم أن خسائرنا في البنية التحتية وفي خيرة رجال اليمن كبيرة، ولكن مهما كان الثمن، فلن يثنينا ذلك عن موقفنا في نصرة إخواننا في غزة إن الثمن الذي ندفعه اليوم قليل مقابل كسر حاجز الذل والخنوع الذي سيطر طويلاً على حكام العرب والمسلمين.
قاسم مشترك يوحد القلوب
إلى ذلك تحدث مفيد عبده الحالمي شيخ مشايخ آل الحالمي بمحافظة إب بقوله:
في تصوري ويقيني، مهما اختلف اليمنيون فيما بينهم، فإنهم لا يملكون إلا أن يتفقوا على صوابية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجمالية الاحتفاء بمولده، وما تنطوي عليه هذه المناسبة من قيم باذخة الروعة، فلنختلف في كل شيء، إلا في هذا، فمن المعيب أن نختلف بشأن طقس ديني جميل لا ضير فيه، بل هو ذو جدوى عظيمة.
وأضاف: الدين هو أكبر قاسم مشترك بيننا على الإطلاق. لذا، يجب أن نمنحه الفرصة ليجمع ما فرقته السياسة، ويصلح ما أفسدناه، ويردم الفجوات، ويحسن المناخ المجتمعي بعبارة أخرى، أبغِض من شئت وما شئت، لكن لا مجال لبغض الاحتفاء بمولد سيد الخلق، بل ينبغي التشجيع على هذا السلوك المحمدي المحمود، وما يترتب عليه من ضرورة الاقتداء بقدوة البشرية، بل إن العتاب قد يوجه لمن يعارض الاحتفال بالمولد النبوي دون حجة او دليل او برهان.
مولد النصرة
أما الشيخ قيس محمد الرصاص من محافظة إب فتحدث قائلا : يأتي المولد النبوي هذا العام متزامناً مع مأساة غزة، جرح الأمة النازف، حيث يسطّر شعبها أروع صور البطولة والتضحية في ظل عدوان غاشم وصمت عربي مخزٍ. هذا التزامن يلقي على عاتقنا مسؤولية مضاعفة للتعبير عن موقفنا الواضح نصرةً لفلسطين، ووفاءً لمبادئ رسول الإنسانية في نصرة المظلومين والمستضعفين.
إن المشاركة الواسعة للقبائل في هذه الفعاليات تمثل موقفاً وطنياً ورسالياً، يعبر عن وحدة الكلمة وصلابة الموقف ويجب أن يكون حضور هذا العام أكثر كثافة وزخماً من أي وقت مضى، ليترجم مشاعر الغضب والتضامن إلى موقف شعبي يربك العدو ويرفع معنويات الأحرار.
لذلك، ندعو كافة أبناء وقبائل المحافظة للاحتشاد الكبير في الفعاليات المركزية، ليكون حضورنا رسالة صريحة للعالم بأننا أمة لا تنكسر، وأن قبائلنا لن تفرط في دينها وقضايا أمتها كما نؤكد جهوزيتنا الكاملة للتصدي لأي عدوان، مستلهمين من ذكرى المولد روح القوة والعزة، لنثبت أن الشعب اليمني وقبائله كانوا وسيظلون عصيين على الانكسار.
على درب الشهادة
اما وكيل محافظة الضالع الشيخ ضيف الله الضبياني فتحدث بدوه قائلا: من خلال نزولنا الميداني إلى مديرية جبن، أكد لنا المشايخ والشخصيات الاجتماعية استعدادهم التام للمشاركة في الساحة المركزية بمديرية دمت لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف. وبهذه المناسبة، نزف أسمى التهاني والتبريكات لقائد المسيرة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، والقيادة السياسية، وكافة أبناء الشعب اليمني.
إننا لا ننسى ألم الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني باستهداف حكومة التغيير والبناء، ونؤكد لقائدنا أننا ماضون على درب الفداء والتضحية، نصرةً للحق وإنصافاً للمستضعفين في غزة والأمة الإسلامية، تحت راية قائد المقاومة.
ثبات لا يتزحزح
الشيخ حزام علي الصيادي محافظة الضالع قال: تطل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف وقد وعى شعبنا اليمني عظمة الجهاد في سبيل الله، مهما بلغت التضحيات، هذا العام، نحيي هذه المناسبة وقادتنا شهداء، ونعاهد الله أن موقفنا الديني والمبدئي المساند لغزة سيظل ثابتاً لا يتزحزح.
إن الدماء اليمنية الطاهرة التي سالت على أرضنا هي انتصار لمظلومية شعب فلسطين، وقد امتزجت لتؤكد على وحدة قضيتنا وخطر العدو الصهيوني، فالمسيرة الجهادية لن تنتهي باستشهاد قادة هنا أو هناك، فما دام الله معنا وقائدنا أبو جبريل -يحفظه الله- معنا، سيبقى الدرب منيراً بقناديل الشهادة. المجد والنصر لنا بإذن الله، وهنيئاً لأمة مؤسسها شهيد، ورئيس دولتها شهيد، وحكومتها شهداء.
المجد ينتظركم يا أبناء اليمن
كما وجه مستشار امانة العاصمة الشيخ متعب البتول رسالة لكافة للشعب اليمني بقوله: يا كل حر وشريف، يا كل القبل والقبائل، يا كل من يحمل في قلبه ذرة من حب للنبي وآله وغيرَة على دينه وأمته.. إن الله ينظر إلينا، ورسوله يشهد علينا، والتاريخ سيكتب عن مواقفنا، المجد ينتظركم في ميادين العزة، فكونوا على الموعد، ولتكن خطواتكم إلى السبعين، تلبية لنداء المصطفى، وهتافاتكم صرخة في وجه الطغيان، وحضوركم برهانًا على أن يمن الأنصار هو انا سيف الإسلام الضارب ولنتهف جميعا في ساحات المناسبة لبيك يارسول الله.