بين التخاذل والأمل .. السيد القائد يضع خارطة طريق للخروج من الهوان في ذكرى مولد النبيصلى الله عليه وآله وسلم
في مناسبة تتصل بجوهر الرسالة الإسلامية وأعظم رموزها، جاءت كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بمناسبة المولد النبوي الشريف للعام 1447هـ، لتشكل رؤية شاملة تتقاطع فيها أبعاد الهوية، والوعي، والموقف، مع ما تمر به الأمة الإسلامية من انهيار على كافة المستويات.
يمانيون / خاص
فلسطين .. مرآة انكشاف الأمة
تصدّرت المظلومية الفلسطينية قلب الخطاب، لا باعتبارها قضية سياسية فحسب، بل كاشفة أخلاقية ودينية وإنسانية لحال الأمة، فـ”جريمة القرن” التي يقودها العدو الصهيوني بشراكة أمريكية لم تعد مقتصرة على القتل والتدمير، بل بلغت حد التجويع ومنع حليب الأطفال، مع الانتهاك المتكرر للمقدسات، وفي المقابل، يطغى الصمت والتواطؤ والتخاذل من أطراف داخل الأمة نفسها.
التخاذل .. الجريمة الكبرى
أبرز ما شدد عليه السيد القائد أن الخطر الحقيقي لا يتمثل فقط في عدوان العدو، بل في الحالة العامة من اللامبالاة، والتواطؤ، والضياع الفكري والسياسي داخل الأمة الإسلامية، فـ”الجهل بالمخاطر”، و”عدم الإحساس بالمسؤولية”، و”الانخداع بالحرب الناعمة”، هي أسلحة العدو الأكثر فتكًا.
السيد القائد أكد أن هذا الانحدار نتاجُ مشروعٍ صهيوني ممنهج، استخدم أدوات ناعمة لإفراغ الأمة من روحها، حتى باتت عاجزة عن مواجهة حفنة من الصهاينة، رغم أنها تمثل أمةً تعدادها يقارب المليارين.
المشروع الصهيوني .. خطر يتجاوز فلسطين
في بعد استراتيجي بالغ الأهمية، نبه السيد القائد إلى أن فلسطين ليست نهاية المخطط، بل بدايته، فمشروع “إسرائيل الكبرى” و”تغيير الشرق الأوسط” يمثل رؤية استعمارية تستهدف تمزيق الأمة وإعادة هندستها ثقافيًا وسياسيًا وجغرافيًا، والتخاذل عن المواجهة، هو انتحار بطيء.
القرآن والرسول .. طريق النجاة
في عمق الخطاب، طرح السيد القائد سؤال المصير، بعد فشل كل البدائل السياسية والفكرية، لماذا لا تعود الأمة إلى القرآن الكريم والرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله وسلم؟
الجواب الذي قدمه واضح، لأن الإعراض عن مصدر الهداية هو ما أسقط الأمة في الجاهلية الحديثة، ولا خلاص إلا بنور الوحي كما كان الخلاص الأول.
الرسالة المحورية
جاءت كلمة السيد القائد عبد الملك الحوثي في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله، لتكون جرس إنذار وتذكير عميق بأن الأمة في مفترق طرق خطير. فإما أن تستعيد بوصلتها نحو القرآن والرسول، أو تستمر في طريق التخاذل الذي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الهوان والتبعية والانهيار.
كلمته كانت دعوة واضحة لـ”النجاة الجماعية” عبر الجهاد، والوعي، والعودة للمبادئ القرآنية، في مواجهة أخطر مشروع استعماري عرفته الأمة في العصر الحديث.