خيانة عربية .. استمرار الإبادة الصهيونية في غزة بدعم أمريكي

يواصل الاحتلال الصهيوني ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة، في عدوان غير مسبوق يستهدف البشر والحجر، ويضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية. ومع دخول العدوان شهره الحادي عشر، تتكشف أبعاد الجريمة المركبة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، حيث لم يكتف الاحتلال بتدمير المنازل والبنية التحتية، بل عمد إلى تحويل الغذاء والماء والدواء إلى أسلحة حرب تستخدم لتركيع المدنيين وإبادتهم ببطء.

يمانيون / خاص

 

أرقام مرعبة تعكس حجم الكارثة

بحسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، يعيش أكثر من 85% من سكان غزة في حالة نزوح قسري، بينما تعاني الغالبية العظمى من نقص حاد في الغذاء، مع تزايد معدلات الجوع وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال، ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، فإن غزة “دخلت إلى أخطر مستوى من المجاعة”، في ظل تعمد العدو الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية وعرقلة عمل منظمات الإغاثة، وتصعيد جرائم الإبادة والتدمير الشامل لكل ما تبقى من أبنية في غزة .

 

الشراكة الأمريكية في الجريمة

لا يمكن فصل ما يجري في غزة عن الدعم السياسي والعسكري الأمريكي للكيان الصهيوني، فبينما تتوالى صور المجازر والانتهاكات من المستشفيات المدمرة إلى المقابر الجماعية، تواصل واشنطن مدّ العدو بالسلاح والغطاء الدبلوماسي، مع تعطيل أي قرارات دولية في مجلس الأمن قد تُفضي إلى وقف إطلاق النار أو محاسبة مرتكبي الجرائم.

الإدارة الأمريكية، بدلاً من الضغط على العدو لإنهاء العدوان، تسهم بشكل مباشر في استمرار هذه المأساة من خلال التمويل العسكري والدعم الاستخباراتي، بل وتمنح الضوء الأخضر لعمليات القتل الجماعي التي تطال المدنيين العزّل.

 

أنظمة عربية صامتة .. بل شريكة

أما الموقف العربي، فيتراوح بين الصمت المشين والتبرير السافر، حيث تصرّ الأنظمة العربية على تغليب مصالحها الضيقة وعلاقاتها مع العدو الإسرائيلي، على حساب دماء الفلسطينيين، وفيما يُحاصر الفلسطيني من البر والبحر والجو، يُحاصر أيضًا من التواطؤ العربي، الذي وصل في بعض الأحيان إلى منع التظاهرات، أو تشويه صورة المقاومة، أو حتى التورط في مسارات تطبيعية تمنح العدو شرعية مجانية في الوقت الذي يرتكب فيه أفظع الجرائم.

هذا الصمت، يمثل تواطؤ واضح، ووصمة عار لا تُمحى من جبين كل من يبرر أو يتخاذل أو يساهم في منع الدعم عن غزة.

 

العدالة قادمة 

رغم كل هذا، فإن توثيق الجرائم، وتزايد الغضب الشعبي حول العالم، وتصاعد الدعوات لمحاسبة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، تشير إلى أن كيان الاحتلال وداعميه لن يكونوا بمنأى عن المحاسبة. التاريخ لا يرحم، والضمير الإنساني لا يُقهر، ومقاومة الشعب الفلسطيني، بصموده وتضحياته، تكتب فصولًا جديدة في مواجهة أعتى آلة بطش عرفها العصر الحديث.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com